لا يمكن لأحد أن يشكك في قدرات مصر علي تنظيم بطولة أو مباراة بحكم ريادتها وتاريخها علي المستوي الإفريقي, فمصر دائما هي المأوي والملاذ الآمن الذي احتضن الاتحادات الرياضية ويستضيف ما تعجز عنه البلدان الإفريقية.. حتي في الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد حاليا اختارت المغرب وتنزانيا في صوت واحد مصر لإقامة اللقاء الفاصل بين الوداد وسيمبا في بطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم.. وجنوب إفريقيا لم تستجب للدعوات الإعلامية المغرضة التي كانت تحاول أن تنقل مباراة الفراعنة والأولاد خارج مصر لدواع أمنية وجاءت إلي مصر وأول ما قاله رئيس البعثة علي سلم الطائرة أنه جاء إلي بلد الأمن والأمان وصاحبة الثورة المتحضرة, وكل هذا يحملنا مسئولية كبيرة الليلة عندما يستضيف ستاد الكلية الحربية المباراة الكبيرة بين مصر وجنوب إفريقيا.. نريد ألا تهتز هذه الصورة الجميلة.. وأن يعود ضيوفنا إلي بلادهم بصرف النظر عن نتيجة المباراة ليقولوا إنهم وجدوا مصر كما هي لم يصبها سوء, ولم ينل منها الخارجون علي القانون ولا يعكر صفو شوارعها البلطجية.. نريد أن نقول لإفريقيا والعالم كله أن مصر آمنة قادرة علي حماية من ينزل إليها, وإن ما حدث في مباراة الزمالك والإفريقي التونسي لن يتكرر مرة أخري, وإن هذا المنظر الكئيب غريب علينا ولن نسمح به مرة أخري! وما أشد حاجتها إلي أن تخرج المباراة إلي بر الأمان, وأن تصل الرسالة بأن هذا البلد الكبير لا تنال منه الأحداث الصغيرة ولا الأقزام, وأظن أن رجال مصر من الجيش العظيم والشرطة قادرون علي أن يؤمنوا المباراة, وأثق في أن شعب مصر قادر علي أن يرعاها ويخرجها في أفضل صورة ممكنة.. ولكن الخوف كل الخوف مما ينتظرنا في مباريات الدوري بعد استئنافه بعد أن عجز اتحاد الكرة عن إدارة المسابقات, ووضع نفسه طرفا في الحرب الدائرة حاليا, وفشل في أن يتحول إلي الطريق الصحيح بعد الثورة وأصر علي مصالحه وتمسك بأساليب الحزب الوطني المنحل, كما أنه فقد شرعيته بعد أن سحبت الجمعية العمومية الثقة منه وإن يماطل بالتعاون مع حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة في عقد الاجتماع غير العادي! الخطر يحيط بالرياضة المصرية كلها في ظل حالة التربص وتبادل الاتهامات بشكل يومي عبر الفضائيات.. وإذا لم يكن هناك حل للأزمة مع الزمالك.. وإذا لم تتوقف حالة الفوضي بين الأهلي والزمالك, فإن مقبل الأيام سيحمل إلينا أخبارا سيئة! [email protected]