بحث كثيرا عن مهنة يستطيع تعلمها عقب تسربه من التعليم في مرحلة مبكرة من عمره وتنقل علي إثر ذلك بين العديد من الورش والمصانع المنتشرة بمحيط سكنه بمنطقة قليوب فكان الصبي الذي لم يتجاوز عامه العاشر متمردا علي ظروف أسرته الريفية فأصبح المال همه الأكبر مما أدي إلي عدم استقراره في أي من تلك الحرف. ظل مصطفي علي هذا المنوال عدة أشهر يتنقل بين هنا وهناك بحثا عن مهنة تحقق طموحه وبعدما أكمل عامه ال15 كان وقتها قد انخرط وسط مهنة الحياكة وأصبح ترزي يعمل في مصانع الملابس الجاهزة يتنقل بين قليوب وشبرا الخيمة ولكنه كان دائما ناقما علي تلك المهنة. ومع دوران عجلة الزمن تمكن الترزي من فتح محل خياطه خاص به في منطقة قليوب البلد ليتمكن من تحقيق المكاسب التي عاش يحلم بها واشتهر بين زبائنه ب القرد لمهارته الشديدة في فنون الصنعة وتقليد موديلات عالمية حسب رغبة زبائنه. لم يقتنع القرد بما قسمه الله له من رزق حلال وقرر البحث عن وسيلة تتيح له كسب الأموال بطريقة سريعة وسهلة خاصة بعد انجراف قدماه نحو بئر الإدمان وتعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها ونظر حول المحيطين به الذين كانوا من أصحاب السمعة السيئة وكيف تبدلت أحوالهم المادية سريعا وأصبحت الأموال بحوزتهم بلا عدد ولا حساب. تقرب الترزي من رفاقه وانغمس بينهم حتي علم أنهم يتاجرون في المواد المخدرة حيث يحصلون عليها من بعض التجار المنتشرين بمنطقة شبين القناطر ويحققون مكاسب طائلة وبالفعل عرض علي أحدهم العمل معه ومساعدته في ترويج سمومه. عقد الترزي العديد من الصفقات الصغيرة حتي اشتهر وذاع صيته في عالم ترويج المخدرات وأصبح الكل يقصد بؤرته المتخفية تحت ستار محل ترزي وحقق مكاسب لا بأس بها ظن بعدها أن قد أوشك علي تحقيق طموحه ووسع في تجارته المجرمة حتي فاحت رائحته ورصدته أعين رجال الأمن. كانت معلومات سرية قد تجمعت أمام مكتب اللواء محمد الألفي مدير المباحث الجنائية بالقليوبية عن وجود بؤرة إجرامية يتزعمها ترزي بمنطقة قليوب تتاجر في المواد المخدرة. وبتكثيف التحريات تبين أن المتهم يدعي مصطفي محمد20 سنة وشهرته القرد مقيم بمنطقة قليوب البلد عرف عنه تواصله في الفترة الأخيرة مع تجار المخدرات بمنطقة شبين القناطر حيث يقوم بترويجها علي المدمنين في أوقات متأخرة من الليل. وبعرض المعلومات علي اللواء محمد توفيق الحمزاوي مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية أمر بسرعة تشكيل فريق بحث لجمع المعلومات اللازمة عن المتهم للقبض عليه. تم تشكيل فريق بحث شارك فيه العقيد حسام الحسيني رئيس مباحث المديرية تحت إشراف اللواء محمد الألفي مدير مباحث المديرية وإرسال العناصر السرية بالقرب من بؤرة المتهم حيث تبين تردد العديد من المدمنين عليه كما تبين تخصصه في ترويج جوهر الحشيش المخدر. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة, تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن ضبط وإحضار للمتهم حيث تم إعداد العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من محل سكنه والأماكن التي يتردد عليها أسفرت أحدها عن ضبطه وبتفتيشه عثر بحوزته علي كمية من الحشيش المخدر ومبلغ مالي. وبمواجهته اعترف بحيازته للمخدرات بقصد الاتجار وتم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم وإحالته إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق وأمرت بإرسال الحرز للمعمل الجنائي لتحديد نوعية المادة المخدرة المضبوطه.