أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أنه تم تطوير كل مناهج التعليم الأزهري وإدخال القضايا المعاصرة واستحداث مادة الثقافة الإسلامية مشددا علي أن التجديد في الفكر أمر لابد منه لأن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان وهذا أمر ضروري يحرص الأزهر الشريف, وأضاف شومان رفضه التام للحملة الممنهجة للهجوم علي الأزهر من قبل جماعات وصفها بالمأجورة وأنصاف المتعلمين للعمل علي تعطيل مسيرة الأزهر التنويرية ولأن تلك الجماعات الأزهر يناهض فكرها مؤكدا أن الأزهر يرفض أن يكون سلطة إلزامية إنما قلعة تنويرية مطالبا المنصفين النظر إلي المجهودات التي يقوم بها الأزهر الشريف وإلي نص الحوار: ما رؤيتكم في تجديد في الفكر الإسلامي؟ التجديد في الفكر الإسلامي شئ لابد منه وهو من لوازم شريعتنا السمحة خاصة أنها موضوعة- أي الشريعة- لتناسب كل زمان ومكان وهناك أحكام قديمة لاتناسب العصر لابد أن يتم تغييرها وحتي تواكب الشريعة حاجات الناس ومتطلباتهم خاصة أن الأحكام المحسومة التي لا تقبل التغيير ولا التبديل في الشريعة الإسلامية قليلة جدا; حيث تكاد تنحصر في أركان الإسلام وبعض المحرمات المحدودة ومما يدل علي ذلك إقرار الرسول صلي الله عليه وسلم- لآلية الاجتهاد في استنباط الأحكام عند سؤاله لسيدنا معاذ بن جبل حين أرسله إلي اليمن قاضيا: بم تحكم؟ قال: بكتاب الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. فقال صلي الله عليه وسلم: الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي الله ورسوله علاوة علي أنه يجب احترام الثوابت وهيالقرآن الكريم والأحاديث الصحيحة ولكن يمكن اجتهاد في فهم النص لأن هناك أحكاما تتغير بتغير الزمان والمكان كيف يتم التجديد؟ نحن في الأزهر الشريف نحرص علي ذلك ولكن إذا أردنا أن يتم ذلك لابد أول شئ يتم عمله إبعاد المتطفلين عن ساحة الخطاب الديني خاصة أنه لا يمكن أن تجدد وتجد ناس تهد كل ما تريد تجديده علي سبيل المثال أننا نكون في الكنيسة كوفد من الأزهر الشريف وعلماء الدين للتهنئة ونجد أصواتا تخرج في التوقيت نفسه تحرم ذلك ولا يقبل أن يكون من يقوم بالتجديد من ينامون النهار ويسهرون الليل يتنقلون في الفضائيات يلبسون علي الناس أمر دينهم ويحدثون الفتنة في أوساط العوام من الناس وهم لا علاقة لهم بعلوم الشريعة وتحولوا إلي مفكرين إسلاميين.. والغريب في الأمر أنه كيف يتحول المحامي الفاشل والطبيب الذي خلت عيادته والمهندس الذي لم يعرف له بناء, إلي مفكرين يجددون في الدين وينكرون علي علماء أجلاء أفنوا أعمارهم بين كتب العلم وأروقة التعلم؟! فهم يعمدون إلي بعض النصوص الصحيحة فيقتطعونها من سياقها اللغوي ويفصلونها عن زمن ورودها وأسباب نزولها. ما السبب وراء حملة الهجوم علي الأزهر خلال الفترة الماضية؟ لا نقبل أن نكون في دائرة الاهتمام ونحن ليس لدينا وقت للرد علي تلك الأمور التي تأتي علي غير الحقيقة ونحن نعلم أن الهجوم سببه أن تلك المجموعات المأجورة من قبل جماعات الأزهر يناهض فكرها لاتريد للأزهر أن يعمل ومنعه من القيام بدوره التنويري وتعطيل مسيرته. ماذا عن تطوير مناهج الأزهر؟ بدأ التطويرلهذه المناهج بعد تولي فضية الإمام الاكبر شيخ الازهر دأحمد الطيب المسئولية وتوليه مشيخة الازهر قبل أربع سنوات, شكل العديد من اللجان,وكان آخرها اللجنة التي شرفت بالتكليف بتشكيلها ومتابعة أعمالها وقامت اللجنة التي تضم أكثرمن مائة خبير في المناهج من داخل الأزهر وخارجه للعمل علي تطوير المناهج بعد دراسة مشكلاتها من واقع التطبيق العملي وتم اجراء معالجات معاصرة للقضايا التي برزت في السنوات الاخيرة وادخال القضايا المعاصرة في المناهج كالإرهاب والالحاد وتحديث مفاهيم الدولة والمواطنة والجهاد ونظم الحكم. ماردك علي اتهام مناهج الأزهر بأنها تحض علي القتل والعنف؟ المناهج الحرب عليها24 ساعة أين تلك المناهج من يريد أن يواجهنا بشئ فليأتي الينا فباب الأزهر مفتوح للجميع وشيخ الأزهر علي استعداد لمقابلة أي شخص ولكن للأسف هناك البعض يقوم باسقتطاع جزء من المعلومة وتصويرها علي أن مناهج الأزهر تحض علي العنف والقتل كيف يكون ذلك ونحن نعلم أبنائنا الوسطية والاعتدال. تعرضت فكرة أكشاك الفتوي الفترة الماضية لانتقاد شديد مارأيكم؟ الفكرة هنا لتوفير الفتوي للسؤال للمواطن دون أن يتحمل مشقة التوجه لدار الافتاء ومشيخة الأزهرنحن قمنا بأكثر من ذلك ذهبنا الي المقاهي.. نحن في الوضع الحالي والظروف التي استجدت ليس لدينا مانع أن نقف علي الناصية لمواجهة ومقاومة الفكر المتطرف. تردد في الفترة الأخيرة أن هناك صراعا بين المؤسسات الدينية مما يقلل من دورها ما تعليقكم علي ذلك؟. هناك اختلاف في وجهات النظر وهذا أمر وارد ولكن ليس هناك صراع أوخلاف فالأزهر الشريف يدفع كل المؤسسات الدينية ويتواصل مع قيادتها في كل الفعاليات ولكن الباحثين عن المشكلات يريدون اثارة الأمور نحن لدينا معارك علمية فيما بيننا ولدينا مساحة للرأي وللأسف الشديد يحلو لبعض أصحاب المصالح والأهواء تعكير صفو العلاقة الطيبة بين مؤسسات الدولة واتهام الأزهر بالتقصير في أداء دوره. هل قمتم بتنفيذ توصيات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ الذي أكد عليها الرئيس وكيف تقيمون تجربة مرصد الأزهر؟ الأزهر الجهة الوحيدة التي نفذت توصيات المؤتمر وقمنا بعمل حوارات مجتمعية جادة في أكثر من14 لقاء مع الشباب في مختلف المحافظات واستمعنا لأفكار الشباب وماذا يريدون من الدولة.