منذ إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعتها قبل شهرين قطر بعد التأكد من دعمها وتمويلها الإرهاب, وتجاوز خسائرها الاقتصادية عشرات المليارات من الدولارات, بحسب خبراء الاقتصاد والسياسة لافتوا إلي أن الحصار المفروض علي الدوحة من دول الرباعي العربي وإغلاق المجال الجوي في وجه طائراتها وسحب الودائع البنكية قصيرة الأجل من البنوك القطرية يؤدي يوما تلو الآخر إلي تراجع صادراتها من النفط والغاز والانخفاض الحاد في وارداتها. وقال الدكتور حسن وجيه استاذ العلوم السياسية والتفاوض الدولي إن المقاطعة الاقتصادية كبدت النظام القطري خسائر تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات, مشددا علي أن المقاطعة تؤتي ثمارها علي المدي الطويل لأن قطر تعتمد علي فكرة العناد والدول العربية الأربع لا تحارب الدوحة وعددا من الدول التي تدعمها وأبرزها إيران وتركيا مؤكدا أن استمرار المقاطعة فترة أطول سوف يكشف نظام تميم ويورطه أمام شعبه لأن قطر لن تستطيع وحدها تحمل فاتورة دعم الإرهابيين وشراء احتياجاتها بأضعاف ثمنها. وأكد أن المقاطعة نجحت في فضح الأسرة الحاكمة في قطر لتورطها في إيواء وتمويل المنظمات والجماعات الإرهابية, مشددا علي ضرورة أن تستمر المقاطعة وأن الأزمة ممتدة وحلها بالضغط المستمر, كما أن استمرار حصار الدوحة سوف يضاعف خسائرها ودعوة دول الرباعي العربي للحوار بشرط إعلان قطر استعدادها لوقف تمويل الإرهاب تعتبر مبادرة مهمة يتعين علي قطر استغلالها لإنهاء الأزمة الحالية. وقال الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة إن خسائر الاقتصاد القطري سببها المباشر الحصار البري والجوي للدوحة مؤكدا أن خسائر قطر باهظة لأنها دولة تستورد كل شيء وليس فيها زراعة أو صناعة وارتفعت أسعار بعض السلع التي تستوردها إلي الضعف منذ إعلان المقاطعة. وأكد أن قطر تقوم باستغلال الاحتياطي النقدي لتعويض هذا العجز مما تسبب في انخفاضه أكثر من10 مليارات موضحا أنها لن تستطيع الاستمرار لفترة طويلة رغم الأموال الكبيرة التي تمتلكها كما أن معدلات التضخم داخل قطر ارتفعت منذ بداية المقاطعة العربية وحتي الآن لما يزيد علي12 ضعفا كما تراجعت معدلات السيولة النقدية وتراجعت أيضا عائدات السياحة وتكبد قطاع الطيران خسائر كبيرة. وأضاف أن السبب الرئيسي لاستمرار قطر في عنادها موقف الدول الأوروبية وأمريكا الغامض حتي الآن, حيث لم تصدر إدانة لقطر من الدول الكبري رغم الجرائم التي تورطت فيها مشددا علي ان أكبر قاعدة أمريكية خارج الأراضي الأمريكية موجودة بقطر ومشكلة أمريكا أنها تشجع قطر بعدم اتخاذها موقفا حاسما تجاه الأزمة الحالية. وقالت الدكتورة ماجي الحلواني عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق أن قطر تستغل إمكاناتها المادية لتحسين صورتها عن طريق شراء مساحات مدفوعة الأجر في الجرائد العالمية الكبري والمحطات الإخبارية لتغيير الحقائق مشيرة إلي أن معظم الدول الكبري تعلم حقيقة الدور القطري في رعاية الإرهاب ولكن نظرا لخوفهم علي مصالحهم الخاصة لا يستطيعون اتخاذ موقف حاسم ضد نظام تميم خوفا من قيامه بسحب استثماراته من بلادهم. وأكدت ماجي الحلواني ضرورة ملاحقة قطر دوليا ومطالبتها بدفع تعويضات لأهالي شهداء العمليات الإرهابية سواء في مصر أو الدول العربية التي تضررت من رعاية ودعم قطر الإرهابيين, ومنها ليبيا والعراق وسوريا مؤكدة أن الإعلام العالمي موجه, حيث تقوم جرائد كبري ومحطات تليفزيونية بتأجير مساحات مدفوعة الأجر ويستغل نظام تميم ذلك في شراء مساحات كبيرة كتابة ما يريد فيها وهو أسلوب شائع في بعض الدول الأوروبية رغم أنه خاطئ. وأشارت إلي أنها تأمل أن تعود قطر إلي عقلها لأنها دولة عربية وبدلا من تمويلها الإرهاب والإرهابيين تمول المشروعات الخيرية.