عند النظر إليه لا تستطيع اكتشاف علامات السنين.. لقد نجح في استبدالها بخطوط تحكي عن طموحاته وأحلامه التي يصر علي تحقيقها في ظل ظروف صعبة تمر بها الرياضة بصفة عامة ولعبة كرة القدم بصفة خاصة.. خطوط تحكي تفاصيل عشقه للكرة المستديرة والتي مازال يلهث وراءها حتي الآن داخل المستطيل الأخضر وخارجه.. وعند التمعن في وجهه تجد علامات حزن دفين يحاول جاهدا إخفاءه وبصعوبة شديدة تعلم سببه.. شعور بعدم التقدير لخبرته وموهبته حتي الآن.. لكن الرضا بما حققه وسيحققه من طموحاته يجعله دائم الابتسامة التي لا تفارقه أبدا. عن ابن الإسكندرية ونادي الأوليمبي وكابتن منتخب مصر السابق أحمد الكاس نتحدث ومعه دار هذا الحوار من القلب عن معشوقته كرة القدم التي جعلته يرتفع بسقف أحلامه وطموحاته وأيضا بصراحة مطلقة نستمع إلي رأيه في لعبة كرة القدم, ومطلبه الملح في ملعب مفتوح بكل منطقة وأمور أخري عديدة خضنا معه فيها وكانت إجاباته صريحة جدا. إلي نص الحوار: تعاقدك مع نادي الجياد.. كيف تم وهل يتناسب مع طموحاتك؟ أود أن أوضح حقيقة مهمة وهي أن تعاقدي مع نادي الجياد مستشارا فنيا لقطاع كرة القدم وليس مدربا, حيث يحق لي وضع الأجهزة الفنية.. وبالفعل قمت بوضع جهاز الفريق الأول للنادي وأيضا أجهزة قطاع الناشئين والبراعم ولاقي استحسانا من مجلس إدارة النادي.. أما عن طموحاتي حتي الآن فلم أحقق طموحاتي الخاصة بالتدريب رغم أني اجتهدت وحققت إنجازات مع الفرق التي قمت بتدريبها ولكن لم أحقق ما أريده كمدير فني والمعروف عني أن طموحاتي ليس لها سقف وأسعي جاهدا للوصول إليها وتحقيقها. هل يواجه الكاس نوع من التجاهل من المسئولين عن الرياضة ؟ للأسف كرة القدم في مصر الآن تدار بالمجاملات وليس بالكفاءات.. هذا من وجهة نظري وقد أكون مخطئا ولكن هذا واقع ألمسه جيدا ومع ذلك سأواصل العمل والاجتهاد لتحقيق طموحي وأهدافي في مجال التدريب.. لقد عانيت كثيرا في البدايات كلاعب ولكن الحمد لله كان إنصافي في الاختبارات التي مررت بها بدليل أحمد الكاس تم اختياره ضمن منتخب مصر عام1986 وكان وقتها النادي الأوليمبي في الدرجة الثانية ومع ذلك وصلت إلي أن أحمل شارة منتخب مصر وهذا أمر عظيم للغاية وواصلت اللعب في المنتخب وكانت آخر بطولة شاركت فيها بطولة الأمم الإفريقية عام1996 وكنت كابتن مصر وهذا يعني عدم وجود مجاملات وأنا لاعب بنادي الأوليمبي أما الآن فالأمور اختلفت ورغم ذلك كان اختيار السيد السمرة رئيس مجلس إدارة نادي الجياد وأعضاء المجلس لي من أجل النهوض بلعبة كرة القدم بنادي الجياد والاستفادة بما لدي من خبرات.. ما لم يعلمه أحد أن هذا الاختيار أسعدني جدا وفي نفس الوقت أحزنني.. أسعدني بأن وجدت من يقدر خبرتي وكفاءتي أما ما أحزنني أنه حتي الآن وللأسف لم يفكر أحد من أعضاء اتحاد الكرة في الاستفادة من أحمد الكاس. ما هي طموحاتك لفريق كرة القدم بنادي الجياد؟ نادي الجياد حقق نهضة كروية خلال الفترة الماضية في كرة السلة وكرة اليد وصعد للدوري الممتاز ونحن نسعي للاستمرار بالنهوض بكرة القدم ونصعد بالفريق إلي الممتاز( ب) ثم الممتاز( ا) خاصة أن النادي به كفاءات مشهود لها بداية من المدير الفني علاء المني وحتي اللاعبين والبراعم والناشئين هم علي مستوي جيد ومن المقرر الاستعانة بلاعبين من الإسكندرية لتدعيم الفريق الأول لكرة القدم بمهارات عالية. أين أنت من الفرق التي لعبت لها وتركت بصمة فيها مثل الأوليمبي والزمالك والاتحاد السكندري؟ يتأمل لحظات ويقول: لا تعليق!! هذا الأمر ليس بيدي ولا أريد التحدث فيه.. السؤال يطرح علي المسئولين بهذه الأندية التي أكن لها كل الاحترام والتقدير ومازالت علاقتي مستمرة بها حتي الآن. من اللاعب الذي تري فيه صورة أحمد الكاس؟ هناك لاعب أسعد وأنا أراه في الملعب.. ففي الأهلي هناك عماد متعب..أحمد فتحي.. عبدالله السعيد.. حسام غالي.. عمرو جمال.. عمرو السولية أما من الزمالك هناك شيكابالا.. معروف يوسف.. مصطفي فتحي.. طارق حامد.. أيمن حفني.. كلهم لاعبون حريصون علي الحفاظ علي مستواهم.. أما عن الأقرب لي هو شيكابالا لاعب نادي الزمالك. وبسؤاله عن أمنيته أن يكون لاعبا مثلهم في هذا الزمان وكم سيكون قيمة تعاقدك مع النادي يقول.. كنت أتمني أن أكون في جيل السبعينيات لأنه كان جيل المواهب بداية من محمود الخطيب.. حسن شحاتة.. فاروق جعفر.. طه بصري رحمة الله عليه.. أبو جريشة.. أما فيما يتعلق بالنواحي المادية لا أستطيع التحدث فيها فأنا ألعب حبا في كرة القدم. في رأيك ما سبب النقص الشديد في اللاعبين المهاجمين بالكرة المصرية؟ هناك أمر لا يعرفه أحد وهو أن المحترفين الأجانب جميعهم مهاجمون وهذا يؤثر علي اللاعب المصري الموجود الذي نراه إما علي الاحتياطي أو بدون لعب وهذا بالتأكيد يؤثر علي مستواه وأدائه وبالتالي يؤثر علي المنتخب الذي لا يجد لاعبا مهاجما مصريا بمستوي عال. وأختتم حواري مع أحمد الكاس بسؤالي.. هل تراجعت لعبة كرة القدم في الإسكندرية؟ نحن في حاجة لإعادة صياغة الرياضة في الإسكندرية بصفة عامة ولكرة القدم بصفة خاصة.. فمنذ سنوات بعيدة كانت الأندية الرياضية علي مستوي الجمهورية تضع ألف حساب لأندية الإسكندرية الأوليمبي والاتحاد والتي كانت تضم لاعبين علي مستوي رائع خاصة في السبعينيات مثل الكابتن شحتة وعادل البابلي.. الجارم.. محمد عمر.. رزق نصار..ومن الأوليمبي محمد الكاس.. نبيل الدقاق.. طاهر الشيخ.. محمد صالح.. أحمد متولي.. حسن الهوا.. فاروق السيد.. الطرفاوي, كل هؤلاء من أبناء الاتحاد والأوليمبي.. أما الآن في عالم الاحتراف بدأ الاتحاد والأوليمبي يستعينون بلاعبين من خارج الإسكندرية إلي جانب الإهمال في رعاية الناشئين وهذا ترتب عليه عدم وجود لاعب واحد في المنتحب من الإسكندرية والموجود من الاتحاد هو اللاعب جدو ولكنه ليس من أبناء الإسكندرية.