قام البابا تواضرس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أمس بتدشين مذابح ومعمودية وأيقونات كنيسة الشهيد أبي سيفين الأثرية في شارع جامع عمرو بن العاص في منطقة مصر القديمة, ضمن مجموعة الكنائس الأثرية الموجودة في هذه المنطقة والتي كانت, مقرا للكرسي البابوي من منتصف القرن الحادي عشر في عصر البابا خرستوذولو البابا66 حتي أوائل القرن الرابع عشر في عهد البابا يوحنا البابا80, وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميم الكنيسة وتجديدها والتي استغرقت نحو30 عاما. وقال القمص بولس حليم, المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية: إن إعادة الافتتاح مرة أخري يساعد في انتعاش السياحة الدينية لمصر خاصة أن الكنيسة لها تاريخ كبير وشاهد علي العصور المختلفة لمصر, ويمكن لوزارة السياحة أن تضعها ضمن البرامج السياحة الدينية مع مسار العائلة المقدسة خاصة وأنها تقع في منطقة أثرية بها العديد من دور العبادة الإسلامية التاريخية مثل جامع عمرو بن العاص والمعبد اليهودي بالإضافة إلي العديد من الكنائس الأخري التاريخية, وهذه الكنيسة تتميز عن جميع الكنائس الأخري بأنها تحتوي علي أكبر عدد من الأيقونات القبطية الفريدة علي مستوي الجمهورية, فهي تضم ما يقرب من250 أيقونة أثرية يرجع القليل منها إلي القرن الثالث عشر الميلادي, أما الأغلبية فترجع إلي القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين, في عصر أنسطاسي الرومي وإبراهيم الناسخ, ويوحنا الأرمني أعظم فناني هذه العصور. وأضاف حليم أن كنيسة أبي سيفين الأثرية بمصر القديمة من الكنائس التي لها مكانة عظيمة ليس فقط لقيمتها الأثرية إذ يرجع تاريخ إنشائها إلي أوائل القرن الخامس الميلادي, بل أيضا لمكانتها التاريخية. كما تم عمل الميرون المقدس بها مرتين في عهد البابا ثيؤديسوس الثاني والبابا يؤانس الحادي عشر وتزخر الكنيسة بأجساد10 من الآباء البطاركة بالإضافة إلي العديد من المطارنة والأساقفة وذلك بأرضية الهيكل الأوسط لها وتضم أيضا مغارة الأنبا برسوم العريان والتي عاش فيها20 سنة كاملة يرافقه ثعبان ضخم. وأشار القمص سرجيوس سرجيوس, وكيل الكاتدرائية, إلي أن البابا تواضروس الثاني قام عقب صلوات تدشين القداس الإلهي بترقية اثنين من كهنة الكنيسة إلي رتبة القمصية وهما القمص برسوم فريد والقمص صليب جمال, كما سلم كئوس مهرجان الكرازة لأبناء الحي بعد انتهاء القداس.