ترتكز القدرة العسكرية المصرية علي اسس راسخة في مقدمتها العقيدة العسكرية التي يؤمن بها كل فرد بالقوات المسلحة إما النصر أو الشهادة, يأتي بعدها امتلاك منظومات تكنولوجية متقدمة في مجال التسليح والتدريب والتأمين الاداري والفني تجعلها تحتفظ بأرقي مستويات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ أي مهمة تكلف بها لحماية ركائز الامن القومي المصري علي جميع الاتجاهات الاستراتيجية, يصاحبها امتلاك قاعدة صناعية وإنتاجية بالغة التطور تحقق الاكتفاء الذاتي للقوات المسلحة وتلبي جزءا من متطلبات السوق المحلية وتخفيف العبء عن كاهل المواطن المصري. وعلي مدار التاريخ كان للجيش المصري دورة الوطني في حماية دعائم الدولة فجاءت ثورة23 يوليو عام1952 بمبادئها وأهدافها التي ألهمت الشعوب والتي كان من بينها إقامة جيش وطني قوي يحمي أركان الدولة المصرية ويحمي ترابها المقدس وهوما أكده نصر أكتوبر المجيد عام1973 وكان من أبرز الدروس المستفادة منه أن السلام يبني علي أسس راسخة من القوة والعدل فلا يوجد سلام بغير قوة تحمية. وفي أعقاب عام2011 وما صاحبها من مظاهر الفوضي المدمرة التي طالت العديد من دول المنطقة وتنامي ظاهرة الارهاب وانتشار التنظيمات المسلحة التي باتت تهدد الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة, كان للجيش المصري بتماسكه وتلاحمه بأبناء الوطن الدرع القوي الذي حافظ علي بقاء الدولة المصرية في مرحلة هي الاصعب في تاريخ مصر الحديث, وما لبثت أن استتبعها ثورة شعبية في30 يونيو2013, استطاع خلالها الشعب المصري بدعم من قواته المسلحة فك ارتهان الدولة المصرية بقيمها وتاريخها الحضاري من جماعات الإرهاب التي استطاعت خلال عام واحد ان تبث سمومها وتشيع الظلام والألم في أوصال الدولة المصرية. تزامن ذلك مع تبني القيادة العامة للقوات المسلحة استراتيجية دقيقة لبناء قوة عسكرية تحقق الردع والقدرة علي الدفاع عن أمن مصر القومي, فضلا عن امتلاك المنظومات والخبرات الإنتاجية والإدارية والهندسية التي تمكنها معاونة أجهزة الدولة في تنفيذ خطط وبرامج التنمية الشاملة في كل ربوع مصر. وتعد قاعدة محمد نجيب العسكرية التي يفتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة انجازا جديدا يضاف إلي إنجازات القوات المسلحة كما ونوعا, والتي تم إنشاؤها في إطار استراتيجية التطوير والتحديث الشامل القوات المسلحة لتحل خلفا للمدينة العسكرية بمنطقة الحمام التي تم إنشاؤها عام1993, مع دعمها بوحدات إدارية وفنية جديدة وإعادة تمركز عدد من الوحدات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية بداخلها بما يعزز من قدرتها علي تأمين المناطق الحيوية بنطاق مسئوليتها غرب مدينة الاسكندرية ومنطقة الساحل الشمالي والتي من بينها محطة الضبعة النووية وحقول البترول وميناء مرسي الحمراء ومدينة العلمين الجديدة وغيرها, فضلا عن المساهمة في الحد من التحركات العسكرية واجراءات الفتح الإستراتيجي في ظل التكدسات المرورية داخل مدينة الاسكندرية فضلا عن كونها تمثل قاعدة للتدريب المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة يتوافر بها جميع الإمكانيات بشكل حضاري متطور. وبصدور التوجيهات والاوامر بتحويل المدينة العسكرية القديمة الي قاعدة متكاملة تحت مسمي اللواء محمد نجيب سطرت الهيئة الهندسية علي مدار عامين ملحمة جديدة لإنشاء جميع مباني الوحدات المتمركزة بالقاعدة بإجمالي1155 مبني ومنشأة, وتطوير وتوسعة الطرق الخارجية والداخلية بالقاعدة بطول72 كم منها وصلة الطريق الساحلي بطول5,11 كم وطريق البرقان بطول5,12 كم ووصله العميد بطول6,14 كم والباقي طرق داخل القاعدة بلغت18 كم, مع إنشاء أربع بوابات رئيسية وثمان بوابات داخلية للوحدات, كما اشتملت الإنشاءات الجديدة اعادة تمركز فوج لنقل الدبابات يسع نحو451 ناقلة حديثة لنقل الدبابات الثقيلة من منطقة العامرية, كذلك إعادة تمركز وحدات أخري من منطقة كنج مريوط ليكتمل الكيان العسكري داخل القاعدة. ولتحقيق منظومة التدريب القتالي تم إنشاء72 ميدانا متكاملا شمل مجمعا لميادين التدريب التخصصي وميادين رماية الأسلحة الصغيرة, ومجمعا ميادين الرماية التكتيكية الإلكترونية باستخدام أحدث نظم ومقلدات الرماية, كذلك تطوير ورفع كفاءة وتوسعة منصة الإنزال البحري بمنطقة العميد. وامتد التطوير الإداري بقاعدة محمد نجيب ليشمل إنشاء المدينة السكنية المخصصة للتدريبات المشتركة منها27 استراحة مخصصة لكبار القادة و14 عمارة مخصصة للضباط تم تجهيزها بأثاث فندقي, و15 عمارة مماثلة لضباط الصف, مع رفع كفاءة وتطوير2 مبني مجهز لايواء الجنود بطاقة1000 فرد, واستكمالا لإقامة البنية الأساسية والتحتية بالقاعدة فقد تم رفع كفاءة شبكة الكهرباء والإنارة لرفع القدرة ومجابهة زيادة الأحمال وتركيب أنظمة الليد لترشيد استهلاك الطاقة الكهربية, والاعتماد علي خلايا للطاقة الشمسية في أعمال الإنارة لأجزاء من القاعدة, كذلك تطوير شبكة مياه الشرب بالقاعدة ومحطات رفع المياة, وتجديد ورفع كفاءة محطات الصرف والمعالجة لمياه الصرف الصحي. ومع تعاظم دور قاعدة محمد نجيب العسكرية فقد سعت المنطقة الشمالية العسكرية الي الاستفادة منها في تحقيق جزء من الاكتفاء الذاتي من خلال إنشاء العديد من المزارع والمساحات الخضراء بزراعة379 فدانا بالاشجار المثمرة, وزراعة1600 فدان بالنباتات الموسمية كالقمح والشعير والفول والخضروات وانشاء3 أحواض لتكديس المياه العكرة بطاقة70 الف م2 لاستخدامها في الزراعة, وحوض لري المسطحات الخضراء وأعمال التنسيق بالموقع, فضلا عن سعي المنطقة إلي المساهمة بمشروع طموح لإنتاج اللحوم يهدف في مرحلته الاولي إلي تربية ألف رأس من الماشية, لتواصل المنطقة الشمالية العسكرية مسيرة العطاء والجهد كأحد أبرز التشكيلات التعبوية لقواتنا المسلحة المنوط بها الدفاع عن الوطن وحماية مقدراته.