في منطقة تزدحم بالخارجين عن القانون نشأ هشام ومحمد وترعرعا وتجرعا الإجرام كئوسا علي يد أباطرة الجريمة بمنطقة أبو صوير التي تقع علي أطراف مدينة الإسماعيلية.. وتعد مأوي للكثير من المطاريد.. الأول تخصص في ارتكاب جرائم انتحال الصفة فهو يجيد الحديث ويحفظ بعض مفردات القانون التي تمكنه من إيهام ضحاياه بأنه من ذوي الشأن.. أما الثاني فقد اتخذ لنفسه تخصصا في سرقة السيارات وملأ الأرض فسادا.. إلا أن تلك المدينة الصغيرة الإسماعيلية لم تكن تلبي طموحاتهما في تحقيق أحلامهما غير المشروعة فقررا اتخاذ مسرح جديد لتنفيذ جرائمهما واختارا منطقة شرق القاهرة التي لا يفصل بينها وبين بلدتهما سوي طريق( مصر الإسماعيلية).. أعد الشقيان العدة لمرحلة جديدة علي مسرح جديد.. فالأول يجيد تمثيل العديد من الأدوار.. والثاني يستطيع تدبير وسائل الانتقال باعتباره لص سيارات محترفا.. وتسلح الأول بعدد من الكارنيهات الخاصة بالهيئة القضائية ونادي القضاة, بينما أعد الثاني سيارة أنيقة زينا زجاجها المعتم ببادجات الهيئة.. وبدأت جولاتهما بين الإسماعيليةوالقاهرة برايح جايا وتعددت جولاتهما حتي سقطا في أيدي رجال الأمن بالقاهرة بجريمة مركبة وتم عرضهما علي نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية التي باشرت معهما تحقيقات مكثفة بإشراف المستشار إبراهيم صالح المحامي العام الأول للنيابات.. وكشفت التحقيقات التي باشرها المستشار أحمد ربيع مدير نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية عن مفاجآت خطيرة تشبه مسرحية هزلية تشكل ثلاثة فصول.. الفصل الأول بدأت الشمس تزيح بأشعتها ستائر ليل قد انقضي وخرج الذئبان من جحرهما بمنطقة أبو صوير متوجهان إلي القاهرة وجالا شوارعها بحثا عن ضحية يفترسانها.. وبدائرة قسم المرج التقطت أعينهما سيارة تقف علي جانب الطريق فاقتربا منها يتفحصانها حيث تأكدا من خلوها.. وفي لمح البصر تمكنا من كسر زجاج الهواية وفتح بابها.. كانت السيارة تخص أحد ضباط المباحث بقسم شرطة المرج وتعطلت فجأة فتركها وذهب يبحث عن شخص يصلحها وترك بها متعلقاته التي كان من بينها سلاحه الشخصي الطبنجة فاستولي الشقيان عليها وفرا هاربين.. الفصل الثاني وفي دائرة النزهة دارت أحداث الفصل الثاني حيث ترك أحد أبناء الحي الراقي سيارته أمام العقار الذي يقيم فيه وهو مطمئن لوجود كاميرات تسجل كل حركة أمام مسكنه.. لكن الشقيان لم يكونا يعبئان بشيء.. وظنا أنهما محصنان بكل وسائل الحصانة.. ووقعت عيناهما علي السيارة فاقتربا منها رويدا رويدا.. ونزل الأول يتفحصها بكشاف هاتفه المحمول ثم أعطي الإشارة للص الخبير فنزل من سيارته ممسكا بأداة كسر الزجاج وهي عبارة عن قطعة من بوجيه واستطاع دخول سيارة سكان الحي الراقي وأفرغها من الكاسيت والسماعات وكل ما خف وزنه وتيسر له الاستيلاء عليه.. وفرا هاربين ولما عاد صاحب السيارة لاستقلالها فوجئ بما حدث.. فعاد مسرعا لكاميرات المراقبة التيسجلت عملية السرقة بالكامل وتعرف من خلالها علي أوصاف الجناة وسيارتهم فحرر محضرا بالواقعة.. الفصل الثالث ووسط مشهد مزدحم بمدينة الحرفيين بدائرة قسم السلام أول بدأت أحداث فصل تراجيدي انتهت به المسرحية, حيث توجه ساكن الحي الراقي بسيارته لإصلاح ما أتلفه الشقيان أثناء السرقة.. كانت صورة الشقيان وسيارتهما التي سجلتها كاميرات المراقبة لا تفارق خياله.. كما كان يفتش عليهم في كل طريق يسير فيه.. وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد عندما وقعت عيناه علي تلك السيارة ال الماتريكس ذات الزجاج المعتم فظن أنه يعيش لحظة خداع بصري من فرط انشغاله وتفكيره في عملية السرقة التي تعرضت لها سيارته وأغمض عينيه لعله يفوق من الأوهام.. إلا أنه عاود النظر مدققا وهو يري اللصين ينزلان من السيارة أمام أحد المحال التجارية فانتفض من مقعده وأمسك هاتفه المحمول واستدعي به بعض أقاربه الذين أسرعوا بالحضور إليه وبصحبتهم أمين شرطة من نقطة الحرفيين التابعة لقسم السلام وأحاطوا باللصين.. إلا أن هشام السابق اتهامه في قضايا انتحال الصفة تظاهر بالتماسك والشجاعة ونهر أمين الشرطة مدعيا أنه رئيس محكمة ولابد أن يلقي معاملة خاصة واستنكر أن يستجوبه أو يناقشه أمين الشرطة.. فالتزم رجل الأمن بضبط النفس وطلب منه التوجه معه إلي القسم.. وأثناء توجههم مترجلين غافلهم هشام وحاول الهرب وبدأت مطاردته.. فأخرج الطبنجة المسروقة أطلق منها عدة أعيرة إلا أن أحد أقارب ساكن الحي الراقي استمر في مطاردته فصوب هشام الطبنجة نحوه وأطلق عيارا ناريا استقر في صدره فأفقده حياتهواستمر الشقي محاولا الهرب, حيث استوقف سيارة بعد أن أشهر الطبنجة في وجه قائدها.. إلا أن الأهالي كانوا قد تنبهوا للمطاردة بعد سماعهم صوت الأعيرة النارية وأحاطوا به وأمسكوه هو وشريكه وسلموه لقسم شرطة السلام.. لتنتهي أحداث الفصل الأخير بمأساة دامية علي أرض الحرفيين.. وأمام المستشار أحمد ربيع مدير نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية, اعترف الشقيان بجرائمهما فصرح بدفن جثة المتوفي بعد عرضها علي الطبيب الشرعي, وحبس الشقيين علي ذمة التحقيق مع مراعاة التجديد لها في الميعاد.