لم يخسر تنظيم داعش الارهابي مدينة الموصل العراقية والعديد من الاراضي في سوريا فحسب, بل أنه خسر الجهاد الالكتروني الذي يحشد من خلاله مقاتلين جدد عبر الانترنت. وذكر تقرير جديد نشرته صحيفة( هافنجتون بوست) الامريكية عبر موقعها الالكتروني أن جهود الجهاد الالكتروني التي يقوم بها داعش أصابها الوهن سواء من حيث الكم أو النوعية أو الفاعلية. ومنذ عام2016 أتخذت تدابير استباقية لمكافحة الارهاب من قبل شركات التكنولوجيا وأجهزة الاستخبارات, علاوة علي الضربات الجوية الضخمة التي استهدفت العمود الفقري من الامدادات اللوجيستية لداعش علاوة علي مقتل الدعاة البارزين للتنظيم علاوة علي الحملات المضادة للتنظيم وأعماله الارهابية عبر الانترنت, مما أثر علي قدرات التنظيم الارهابي عبر الانترنت. ونقلت( هافنجتون بوست) عن ميرون لاكومي المتخصص البولندي في أمن الانترنت والمتخصص في الحرب المعلوماتية قوله أن الانخفاض الكبير في عدد ونوعية أشرطة الفيديو الدعائية التي تنتجها داعش يأتي بسبب نقص عملاءها وعدم كفاءتهم,مضيفا أن داعش حاليا تعاني القصور المالي والعسكري الخطير وكذلك بيئة الانترنت المناهضة لها بشكل متزايد. وكانت دعاية الانترنت التي يقوم بها داعش قوة رئيسية وراء جهودها الرامية لتجنيد المقاتلين الاجانب ومؤيديهم. وتقدر الحكومة الامريكية أن أكثر من40 ألف مقاتل أجنبي انضموا الي تنظيم داعش الارهابي. ووفقا للبيانات التي جمعها مركز مكافحة الارهاب في أمريكا انخفض عدد انتاج داعش من مواد الدعاية الشهرية من761 في أغسطس2015 الي194 فقط في أغسطس عام2016 وذلك علي عكس الدعاية عالية الجودة التي انتشرت علي الانترنت من قبل التنظيم خلال عامي2014 و2015. وأصبحت شبكة الانترنت مكانا عدائيا بالنسبة للجهاديين, حيث قامت شركات وسائل الاعلام الاجتماعية مثل تويتر بحظر أكثر من125 ألف حساب تتعلق بعناصر داعش وحذف235 ألف حساب اضافي في ديسمبر2016. كما تعاون تويتر وفيسبوك ويوتيوب لتطوير أدوات مبتكرة لتحديد الصور ومقاطع الفيديو الارهابية عبر الانترنت بشكل أسرع وازالتها قبل انتشارها. وقد أدت الغارات الجوية علي أهداف داعش إلي هزائم عسكرية كبيرة لحقت بالتنظيم حيث قتل الجهادي جون بطائرة بدون طيار وأبو محمد العدناني المتحدث باسم داعش إلي جانب العديد من مقاتلي داعش المكلفين بإدارة أموال التنظيم الإرهابي. وقد لقي نحو10 آلاف إرهابي من داعش خلال الاشهر الثمانية عشر الماضية مصرعهم في غارات التحالف مما أدي إلي انخفاض كبير في أموال التنظيم مما أجبره علي خفض أجور المقاتلين الذين انضموا الي التنظيم بنسبة50%. والوضع الحالي الذي يؤكد تراجع داعش وانحسارها الكترونيا يعد نقطة انطلاق رائعة لوضع استراتيجية مضادة لدعاية التنظيم في جميع أنحاء العالم وذلك من خلال الاستفادة بالمشاكل التي يعانيها التنظيم.