إرهاب تدعمه دويلات وقوي إقليمية ودولية, يغذيه فكر أحمق يصدر عن عقول سقيمة وأفئدة مريضة, يضرب مصر, قلب العروبة النابض وتاج العلاء في مفرق الشرق, لتخضع فيخضع الشرق والغرب ولا يرفع رأسه أبدا, لكن هيهات وهيهات, فلمصر قيادة واعية شجاعة ذات رؤية ورأي, وجيش عظيم عريق عرف التضحية والفداء ومقارعة الأعداء منذ فجر التاريخ, وسجل انتصاراته علي معابد فراعينه وأهراماتهم ومسلاتهم الشامخة. وشعب مصر معجون بتراب هذا الوطن وماء نيله, لا يعرف لهذا الوطن بديلا, يحن إليه إن غاب عنه يوما أو بعض يوم, ويعود إليه ولو أخذته السنون وطالت به الغربة وظن الناس أنه استوطن وطنا جديدا, فإذا بجذوة الوطن الأم تشتعل في جوفه ولا تهدأ إلا بين أحضان الدلتا, وفي حجر الصعيد. واستمرارا للتضحيات ارتقت إلي جنات الخلد أرواح شهدائنا من أبطال القوات المسلحة, الذي لقوا مصرعهم في كمين في رفح قبل أسبوع, علي أيدي إرهاب غاشم تدعمه دويلة قطر ومن شايعها, انتقاما من مصر وموقفها الواضح الرافض للإمارة المارقة التي تدعم الإرهاب وتؤوي قياداته ومفكريه, وتمول جماعاته وفصائله, تمدهم بالمال والسلاح والدعم اللوجيستي والاستخباراتي, وتشق الصف العربي الساعي إلي التوحد في مواجهة الإرهاب الذي اشتد عوده وقوي ساعده في ظل الفوضي التي نشأت عن الخريف العربي وما تبعه من حروب أهلية, دمرت دولا عربية شقيقة, وتسببت في تقويض بنيانها وتشريد أبنائها, وتشرذم جيوشها وتفتتها وتحولها إلي ميلشيات متقاتلة متصارعة, هذا المصير الذي نجت منه مصر, ليس هذا فقط, بل إن مصر أوقفت امتداد الحريق إلي دول عربية أخري كانت في طريقها إلي هذا المستنقع, فجاءت ثورة30 يونيو, لتوقف مخطط الفوضي الخلاقة, وتعيد الأمور إلي نصابها, وتنقذ العالم العربي من مصير مشئوم كان ينتظره لو سار المخطط الأمريكي الصهيوني في مساره المرسوم مدعوما بجماعات متطرفة من أبناء جلدتنا, تتوق إلي السيطرة والحكم ولو علي حساب الأوطان. ومع كل نقطة دم زكية تسيل من شهيد مصري يكون الرد القاسي والثأر العاجل, عشرات القتلي من التكفيريين والإرهابيين تتناثر جثثهم في صحراء سيناء, تلفظهم الأرض الطاهرة ولا تواريهم, وتتركهم نهبا للكلاب الضالة والنسور الجائعة والضباع الباحثة عن جيف, فقد انطلقت قوات إنفاذ القانون بكل قوة, مستخدمة جميع الأسلحة, لتضرب فلول الإرهابيين, وتدمر عرباتهم التي استخدموها في الهجوم, وتدك معاقلهم بين شقوق الجبال, وفي الكهوف والأودية التي يختبئون فيها. ومهما كانت قسوة العمليات الإرهابية فإنها لن تفت في عضد أبناء مصر من رجال القوات المسلحة والشرطة الوطنية, ولن تثني القيادة السياسية عن مواجهة الإرهاب والإرهابيين, ولا عن ملاحقة مموليهم وداعميهم من القوي الإقليمية الساعية إلي فرض أجندتها وتصوراتها علي الوطن العربي, ولن تتراجع مصر والسعودية والإمارات والبحرين الرباعي العربي عن موقفها الرافض لسياسة قطر الخارجية, وتدخلاتها في الشئون الداخلية للدول العربية, ودعمها للتنظيمات الإرهابية, وإيوائها لقيادات الإرهاب المدانين قضائيا في بلدانهم, ولن يرفع الرباعي العربي حصاره عن قطر حتي تعترف بمسئوليتها تجاه محيطها العربي, وتتوقف عن التغريد بعيدا عن السرب العربي, وتعود إلي جادة الصواب. وللتاريخ, فإن الحصار موجه إلي حكام قطر وليس إلي الشعب القطري الشقيق, وحكامه مسئولون تاريخيا عما آلت إليه الأحوال في هذا البلد العربي الشقيق, بانتهاجهم سياسة خرقاء تجاه القضايا العربية, وارتمائهم في أحضان إيران ذات الطموح في استعادة الإمبراطوية الفارسية, وخضوعهم أمام السلطان العثماني الجديد الساعي إلي إحياء الخلافة العثمانية التي تجاوزها التاريخ, وعلي حكام قطر مراجعة موقفهم حرصا علي رفاهية شعبهم وأمنه, وعودة إلي الحق. وتحيا مصر.