دخلت خطة إعادة الوجه الحضاري لمحافظة القاهرة عبر مشروع تطوير القاهرة الخديوية مراحلها الأخيرة عقب الانتهاء من تحديث وتجديد عدد كبير من العقارات والشوارع والميادين التاريخية ذات الصبغة الأثرية الشهيرة بمنطقة وسط البلد. كان المشروع قد بدأ منذ4 سنوات لاستعادة المكانة المميزة للعاصمة بعد التعدي علي واجهات ومداخل العقارات الخديوية باللافتات التجارية وبعض منافذ البيع المخالفة للقانون, حيث تم وضع خطة ومناشدة المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لتمويل المشروع. وكشفت الدكتورة سهير حواس, أستاذة العمارة بجامعة القاهرة, رئيسة الإدارة المركزية للدراسات والبحوث والسياسات بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري, أن المشروع بدأ منذ4 سنوات حيث تم الانتهاء من تطوير واجهة200 مبني وتم إنفاق120 مليون جنيه وتشرف عليه أكثر من جهة علي رأسها اللجنة العليا للحفاظ علي القاهرة التراثية برئاسة المهندس إبراهيم محلب, مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والإستراتيجية. وأضافت في تصريحات لالأهرام المسائي أن المشروع لا يشمل المباني والعقارات ذات الطابع التراثي أو الأثري فقط بل يضم أيضا الشوارع والميادين والحدائق وكذلك إعادة تشجير وإنارة الشوارع. وأوضحت حواس أنه من المفترض البدء في المرحلة الثالثة للمشروع باستكمال التطوير بشارع عماد الدين حتي محمد فريد وأجزاء من شارعي قصر النيل وطلعت حرب, حيث إننا نبدأ بالشوارع الرئيسية أولا وبعدها ننتقل إلي السبل الفرعية مثل: شارع سليمان الحلبي وكذلك تطوير ميدان باب اللوق. وأكدت أن2018 هي السنة التي من المفترض أن يتم الانتهاء فيها من تطوير300 عقار وباقي الشوارع والميادين التي تضمنها مشروع تطوير القاهرة الخديوية ولكن كل هذا يتوقف علي التمويل, مشيرة إلي أنه سيتم بعد الانتهاء من المشروع وضع جدول يتم فيه صيانة ما تم إصلاحه حيث إن إحدي المميزات بهذا المشروع هي الاستمرارية. وطالبت بضرورة تفعيل قوانين اتحاد الشاغلين والتشديد علي سكان العقارات التراثية بالحفاظ عليها وصيانتها من الداخل, مشيرا إلي أن مشروع القاهرة الخديوية لا يتضمن إصلاح وصيانة الشقق السكانية داخل العقارات وقالت: الحكومة بتعمل اللي تقدر عليه وعلي كل منتفع أن يقوم بدوره فالمباني كالبشر. كما طالبت بعمل دورات تدريبية للجهات الإدارية في الأحياء في كيفية رعاية المباني التراثية التي تمثل جواهر تاريخ وتراث مصر ومحاولة الارتقاء بالذوق العام ووقف زحف اللافتات علي واجهات علي العمارات بوسط البلد. من جانبه أكد اللواء محمد أيمن عبد التواب, نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية, أن ذلك المشروع يهدف لإعادة الوجه الحضاري للصروح المعمارية الرائعة لحقبة تاريخية مهمة في تاريخ مصر الحديث. وأوضح نائب المحافظ أنه تم الانتهاء بنسبة كبيرة من أعمال الدهانات لواجهات المباني ذات الطابع العمراني المتميز وأعمدة الإنارة بباب اللوق بحي عابدين, لافتا إلي استمرار أعمال التطوير حتي الانتهاء من الميدان.