وجد نفسه محاطا بالاتهامات من كل جانب, رغم أنه تحمل علي عاتقه إدخال تقنية جديدة علي التحكيم المصري, مازالت في طور التجربة علي مستوي دول أكثر تقدما في اللعبة علي المستوي البشري والتقني, ولم تتوقف الانتقادات عند حد معين بل وصلت إلي اتهامات وسخرية. عصام عبد الفتاح, عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والمشرف علي لجنة الحكام, والذي أصر علي تطبيق تقنية حكم الفيديو علي مباريات الدوري المصري قبل نهاية الموسم, إلا أنه لم يسلم من الساخرين الباحثين عن تثبيط الهمم والعزائم كما وصفهم في حواره التالي مع الأهرام المسائي. كابتن عصام, من أين تحب أن نبدأ حديثنا؟ بصراحة من الآخر, حيث السخرية التي لاحظتها وسمعتها بعد دقائق من تطبيق تقنية حكم الفيديو في الدوري الممتاز لأول مرة, ورغم أنني أعلم أن المصريين يطلق عليهم شعب ابن نكتة إلا أن دمها ثقيل للغاية فيما يخص حكام الفيديو. لماذا؟ لأن كل الساخرين من تطبيق التقنية هم مجموعة من المحبطين الذين يريدون أن يثبطوا الهمم ويخسفوا بحقوق الناس وبمجهودها الأرض, ويكفي أنني أقول لهم: إننا طبقنا التقنية ب50 قرشا فقط يعني ثمن رغيف عيش, وبلاش تسخروا من تليفزيون الدولة سواء كان12 بوصة أو حتي900 بوصة, لأن هذه إمكانات الدولة وتجهيزاتها وليس لنا دخل فيها كاتحاد كرة أو حكام. لكن الوضع كان مختلفا تماما في كأس القارات؟ الذي يقول ذلك, هو جاهل ولا يفهم أي شيء, لأن كل الذي شاهدوه في بطولة كأس القارات كانت ملايين بتتصرف علي بطولة, هي بمثابة تجربة أمام العالم لإثبات أن روسيا قادرة علي تنظيم بطولة كأس العالم بجدارة بعد أقل من عام من الآن, والذي يريد أن يعرف الحقيقة, يجب أن يطلع علي المباريات التي يتم خلالها تطبيق التقنية في الدوريات الأخري من خلال لاب توب أو حتي آي باد. معني كلامك أن المسألة إمكانات فقط؟ إطلاقا, لم أقل هذا ولكن الواضح أن الناس مش قادرة تفرق بين اللجنة الثلاثية التي كانت موجودة في غرفة مغلقة في بطولة كأس القارات, وحكم الفيديو الذي كان موجودا علي خط المستطيل الأخضر, لأن اللجنة بتراجع وتبلغ حكم الفيديو الذي يقوم بدوره بإبلاغ حكم المباراة صاحب القرار الأول والأخير حتي لو رفض أن يأخذ بقرار حكم الفيديو كما حدث في بطولة القارات. وكيف ستتغلب علي الانتقادات أو السخرية علي حد قولك؟ نحن بالفعل اشترينا تليفزيون40 بوصة لكي نرد علي هؤلاء الساخرين, علي حساب اتحاد الكرة, لنضعها أمام حكم الفيديو, كي يلتزم الساخرون الصمت في اليوم الثاني لتطبيق تقنية الفيديو. إذن أنت تري أن هناك إيجابيات كثيرة لتطبيق هذه التقنية؟ تطبيق التجربة ساهم خلال مباريات الجولة الأخيرة, في تفادي بعض الأخطاء, وتحديدا الطرد الذي حدث في مباراة الداخلية وطنطا ثم التراجع فيه لأحد لاعبي الفريق بعد الرجوع إلي حكم الفيديو, وركة الجزاء التي تم احتسابها لفريق الشرقية في مباراته أمام المقاصة, فضلا عن أن هذه التقنية ستسهم بشكل ملموس في تطوير مستوي الحكام. حدثنا أكثر عن الفارق في تطبيق التقنية في بطولة القارات وفي الدوري المصري؟ من وجهة نظري التجربة في الدوري المصري أفضل بكثير, لأنها كانت في حدود الإمكانات وكان القرار في ثوان معدودة لم يتعد15 ثانية, علي عكس الوضع في بطولة القارات حيث كانت هناك مهلة أمام حكم الفيديو من4 إلي4 دقائق ونصف الدقيقة لإصدار قراره بعد الرجوع إلي اللجنة المتواجدة داخل الغرفة المغلقة والتي أطلق عليها اللجنة الدستورية والتي تقوم بالتحليل الدقيق من خلال شاشات عملاقة مجهزة بتقنية معينة أعدت لهذا الغرض خصيصا. هل سيتم الاعتماد علي الحكام المعتزلين في هذه التجربة؟ جرت محادثات داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم بهذا الشأن, وفي النهاية تم الاستقرار علي إسناد هذه المهمة للحكام العاملين, باعتبار أنهم علي اطلاع دائم بالتعديلات التي تطرأ علي القوانين والمتابعة المستمرة لكل جديد في شئون التحكيم, فضلا عن حضور معسكرات ودورات تدريبية, وبالتالي سيكون الاعتماد علي الحكام العاملين.