لا أحد يختلف علي صناعة علاء عبدالعال اسمه الكبير في عالم التدريب من خلال سنوات ذهبية خاضها برفقة الفريق الأول لكرة القدم بنادي الداخلية الذي صعد به للدوري الممتاز قبل سنوات وحافظ له علي مكانه وسط الكبار. وفي الموسم المنتهي له, كانت بدايته سيئة كمدرب لم يوفق في إنبي ثم تركه وانتقل للشرقية في تجربة أخري غير موفقة قبل إن يعود إلي الداخلية فجأة والفريق يعاني من شبح الهبوط إلي الدرجة الثانية. ونجح علاء عبدالعال في كتابة التاريخ برفقة الداخلية بعد ليلة ساحرة حقق فيها الفريق الفوز علي طنطا ونال بطاقة البقاء في الدوري الممتاز الموسم المقبل. وحول هذا الإنجاز التاريخي كان لنا هذا الحوار مع علاء عبدالعال.
كيف تقييم تجربتك مع الداخلية؟ أستطيع أن أصفها بتجربة الانتحار, فأنا توليت المهمة والفريق في المركز ال16 برصيد17 نقطة ومطلوب منك في ال11 مواجهة المتبقية من عمر مسابقة الدوري أن يظل الفريق في الدوري الممتاز في ظل منافسة شرسة بينك وبين طنطا والشرقية وأسوان والنصر للتعدين, فضلا عن أنك واجهت الزمالك والإسماعيلي وسموحة والمصري وحصد أكبر عدد من النقاط وهو ما حدث, حيث حصل الفريق علي14 نقطة واستطاع عن جدارة تحقيق ما أراه بالإعجاز وأن يبقي وسط الكبار بل أنني أعتبر ذلك بمثابة تتويج الفريق ببطولة مسابقة الدوري
ما الذي فعلته كي تحقق هذا الإنجاز؟ تسلمت الفريق وحالة من الإحباط تسيطر علي اللاعبين وانعدام الرغبة بداخلهم في المنافسة وكان علي أن أستنفر الطاقة بداخلهم ويدركون صعوبة المهمة فعضلا عن خلق حالة من التنسيق بينهم من خلال إعادة توظيفهم بشكل جيد وخلق حالة من الانسجام بينهم رغم قلة إمكانيات بعضهم, فضلا عن تجهيز البدلاء بشكل جيد وهو ما أسعفني خلال الفترة الماضية.
ألم تراودك شكوك الفشل في المهمة؟ ظللت خلال ال4 شهور الماضية أستيقظ علي كابوس يومي وهو أن الفريق الذي كنت سببا في صعوده لدوري الأضواء سيكون هبطوه علي يديك ولكن الكابوس تحول إلي حلم وهو بقاء الفريق للعام السابع علي التوالي في دوري الأضواء ويصبح الفريق الوحيد الذي لم يهبط منذ صعوده
ماردك علي أن طنطا تساهلت أمام الداخلية ؟ أرفض هذا الكلام وأطلب بمحاسبة من يقول هذا الكلام لأنه يخطئ في حق منظومة الكرة بأكملها وليس معني أنك فشلت في البقاء في دوري الأضواء, فتذهب وتطلق الاتهامات جزافا, فنحن لعبنا مباراة كبيرة, وكانت أمامنا مهمة صعبة حتي الدقائق الأخيرة من اللقاء هدف الداخلية جاء في الدقائق القاتلة وفزنا بالعرق والجهد وليس بالمجاملات كما يروج البعض. وحزين للغاية مما يردده البعض حول أن الداخلية بقي بالدوري بسبب تفويت من جانب طنطا الذي قدم مباراة قوية أمامنا.
وماهي أصعب لحظة مرت عليك؟ بعد خسارة الفريق أمام الإسماعيلي بثلاثة أهداف نظيفة في الأسبوع31 من المسابقة وجدت بعض من الجماهير الحاضرة تنادي علي وتهتف هتوحشونا في إشارة إلي أن الفريق هابط لا محالة وهو ما أصابني بحزن شديد ولكن استطعت الرد علي هؤلاء المحبطين ومن علي شاكلتهم.
وما أجمل لحظة؟ عندما أطلق محمد فاروق حكم المباراة صافرة نهاية مباراتنا أمام طنطا معلنا فوزنا الذي كان بمثابة طوق النجاة وتحقيق حلم البقاء في دوري الأضواء
ما الذي أوصل الفريق أن يواجه شبح الهبوط؟ بداية دعني أخبرك أن الداخلية من أكثر الفرق التي تعرضت لظلم تحكيمي خلال مبارياتها من تغاضي عن احتساب ركلات جزاء في أوقات حاسمة وهو ما أثر بالطبع علي نتائجه, فضلا عن تفريط إدارة النادي في لاعبين مميزين بداية الموسم وعدم توفير البديل الجيد, ولك أن تتخيل أنني لأم أجد سوي جهاد جنيدي من اللاعبين القدامي أي أن الفريق تم تفريغه بالكامل, وحتي في فترة الانتقالات الشتوية في منتصف المسابقة جاءت الصفقات الجديدة بشكل لم يلبي احتياجات الفريق بل كانت عبئا عليه.
ولكنك أول من بدأت استقطاب لاعبي الداخلية إلي إنبي عندما توليت المهمة؟ غير صحيح بالمرة, فاللاعبين عمرو مرعي وإيمانويل إيجبتور كان سيرحلان عن الفريق الشرطي وبالفعل وقعا عقود انضمامهما لأندية أخري ولكن عندما علموا أنني أصبحت مديرا فنيا لإنبي غيروا وجهتم إلي النادي البترولي من أجلي
البعض يقول إن عبدالعال تراجعت أسهمه كمدير فني ؟ تسلمت مهمة الفريق البترولي نهاية الموسم الماضي وكان في المركز ال13 وأنهي الموسم في المركز التاسع, وفي الموسم الحالي واجهت مشاكل إدارية كبيرة خلال فترة الإعداد منها رحيل4 لاعبين مهمين من عناصر الفريق مثل احمد رفعت ومحمد ناصف وأسامة إبراهيم ودون الرجوع إلي ودخول صلاح سليمان في دوامة ما بين البقاء أو الرحيل وأضف إلي ذلك إن التوفيق لم يحالفني خلال ال9 مواجهات التي أدرتها فنيا ورغم ذلك عندما جاء طارق العشري المدير الفني الحالي لم يحقق المرجو منه وأنهي الموسم في المركز ال11 إذن المشكلة ليست في المدير الفني.