منذ سنوات طويلة كان للإسكندرية مكانة خاصة في الفن تألق فيها الكثير والكثير من ابنائها, يكفي أن عبقري الموسيقي سيد درويش ظهر من خلالها, ومن أحد أحيائها الشعبية كوم الدكة, وظلت الإسكندرية سنوات وسنوات تحظي بالمكانة والاهتمام حتي اختفي تدريجيا نجومها, وأصبح لزاما عليهم الوجود في القاهرة إذا أرادوا التألق والظهور, ما سر اختفاء المواهب السكندرية, وكيف نعيد هؤلاء لساحة النجومية ولماذا أصبح احتكار الفن علي أهل القاهرة فقط, اسئلة طرحتها علي عدد من مطربي الثغر وشعرائها, فكانت هذه المحصلة من الندوة التي اقيمت داخل الأهرام وحضرها ثلاثة من أشهر المطربين السكندريين حسام كمال, ياسر الشرقاوي, أحمد جمال, الشاعر عماد حسن. في البداية تحدث أحمد جمال وأكد أن أي فنان سواء مصريا أو عربيا لابد أن يتألق من القاهرة, فهي عاصمة الفن, وتملك كل الادوات والامكانيات, فالصحافة والإعلام والاضواء هناك, كما أن وسائل الإبداع أيضا هناك, حيث الاستوديوهات وشركات الانتاج والتوزيع والإذاعة والتليفزيون, وبالتالي لا يمكن أن يظهر مطرب سكندري إذا ظل داخل مدينة, بل المؤكد أن طريقه الوحيد الوجود في القاهرة إذا أراد الظهور والتألق حتي لو كان أفضل مطرب. ويؤكد أحمد جمال أن وجود إذاعة وتليفزيون بالإسكندرية لم يحلا المشكلة لاسباب عديدة أبسطها أن قناة الإسكندرية رفعت من النايل سات, وأصبحت محدودةي الانتشار وأشياء عديدة تجعل هناك عقبات في سبيل ظهور مطربي الإسكندرية. ويكمل ياسر الشرقاوي الحديث مشيرا إلي أن تليفزيون الإسكندرية عندما تم افتتاحه كان يفترض أن يلعب دورا مهما في تقديم نجوم للمجتمع السكندري في كل المجالات سواء الرياضة والفن, الثقافة, وبالفعل بدأ ذلك اساتذة محترمون هم وائل عبد المجيد, نبيل هاشم وغيرهم, وذلك لإعطاء الفرصة لنا للظهور سواء من خلال بعض الحفلات أو إنتاج أغان, ويكفي أن اقول ان التليفزيون عرض لي ولاحمد جمال أغنية واحدة حققت لكل منا انتشارا واسعا وقتها لكن توقف ذلك بترك الأستاذ وائل المسئولية ووجود صعوبات داخل التليفزيون الذي يعاني ايضا والقائمون عليه من ضعف الامكانيات فيه, أضف إلي ذلك أن الإسكندرية لا يوجد بها استوديوهات أو فرق موسيقية أو شركات انتاج لكي تساوي ظهور المطرب ونجوميته. ويكمل حسام كمال الحوار مشيرا إلي أنه مطرب في الاوبرا ومع ذلك فإن معظم مهرجانات الأغاني تعتمد للموسيقي العربية تقوم علي مطربين كبار وعرب, وربما يحرم ذلك ظهور مطربين من الإسكندرية رغم أن هناك مهرجانات تقام بالإسكندرية, ويجب ظهور نجومها فيها, ويشير حسام كمال إلي أن حفلات النجوم الكبار في الماضي مثل عبد الحليم كانت تضم نجوما شباب, ويظهر فيها عدد منهم في فقرات, والدليل أن المرحوم عماد عبد الحليم ظهر من خلالها وغيره, ويتفق الجميع أن هناك مهرجانا للأغنية يقام كل عام بالإسكندرية حصيلة المهرجان تذهب لصالح المشروعات الخيرية, فلماذا لا يكون هناك مهرجان تذهب حصيلته لرعاية المطربين السكندريين الموهوبين. ويؤكد الشاعر عماد حسن أن الإسكندرية حتي الآن تخرج نجوما موهوبين, ففي التلحين فاروق وصلاح الشرنوبي, وفي كتابة الأغاني عوض بدوي, هاني شحاتة وفي التمثيل, سمية الخشاب, مي عز الدين, علا غانم, إذن هناك مواهب في كل المجالات لكن يحتاجون للرعاية والاهتمام إذا أرادوا الاستمرار والظهور, ومن الإسكندرية ويتفق الجميع علي أن الفن مثل كرة القدم إذا كان رجال الأعمال يهتمون بكرة القدم, فالفن ليس أقل من الرياضة, ويجب أن يحظي بنفس القدر والاهتمام, كما أن الفن انعكاس للمجتمع, والفن الراقي يعبر عن مجتمع متقدم, ويري الكل أيضا ضرورة وجود لجان استماع جادة لكي يظهر مطربون بشكل محترم والدليل علي ذلك أننا جميعا تم اعتمادنا من لجان كانت تضم اساتذة كبار مثل حلمي بكر, عمار الشريعي, أيمن بسيوني, محمد سلطان.