رغم سلسلة الهجمات الإرهابية الأخيرة والاستنفار الأمني الذي تلاها, إلا أن الخوف من الإرهاب ليس هو الهاجس الوحيد للندن الآن. ففي كل يوم, يطعن شخص طعنة قاتلة, مما حمل بلدية العاصمة البريطانية علي الاعتراف بأن جرائم العصابات والسلاح الأبيض أصبحت ظاهرة لم يعد السكوت عليها ممكنا, حتي لو استدعي الأمر تحدي المعترضين علي بعض إجراءات الشرطة المثيرة للغضب والنقد. وتقول آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن مكتب صديق خان, عمدة لندن, إنه منذ بداية العام الحالي, تعرض24 شخصا تحت سن25 لجريمة طعن قاتلة في المدينة, بزيادة11% العام الماضي. وتشن الشرطة حاليا عملية أمنية طويلة الأمد تطلق عليها العملية سبيكتر لمواجهة الظاهرة. وفي الفترة من19 يونيو الجاري وحتي أمس, ضبطت518 سكينا و11 سلاحا ناريا و50 نوعا آخر من الأسلحة الهجومية, وقبض رجال الشرطة علي622 شخصا بينهم180 يحملون سكاكين أو سلاحا هجوميا. وأعلن خان عن حملة كبري للحد من الظاهرة. وتشمل الحملة تزويد المدارس بأجهزة حديثة لكشف السكاكين وغيرها من الأسلحة البيضاء التي ربما يحملها التلاميذ في حقائبهم, وتشديد العقوبة علي حيازة هذه الأسلحة, ويمنع القانون البريطاني الأطفال تحت سن18 من حمل السكاكين. وقال خان إن إستراتيجية المواجهة الجديدة سوف تشمل أيضا نشر قائمة عار سوداء بأسماء المتاجر التي تبيع بالمخالفة للقانون السكاكين لأي شخص تحت السن. كما بدأت الشرطة في مراقبة عمليات بيع السكاكين من المتاجر علي الإنترنت. ونظرا لخطورة الظاهرة, تراجع خان عن رفضه المطلق لسياسة التوقيف والتفتيش المفاجئ دون إذن قانوني التي تتبعها الشرطة البريطانية سكوتلانديارد.