دافع عدد من مثقفي جيل الستينيات عن دورهم في ثورة25 يناير, مؤكدين أنه لولا نضالهم السابق لما تفجرت الثورة, ولما احتشدت جموع الشعب المصري وراء الشباب. واعترف ممثلو جيل الستينيات بأن الشباب كانوا الشرارة الأولي للثورة, غير أنهم أعربوا عن اعتقادهم بأنه لولا التفاف الشعب حولهم لما نجحت الثورة, معترضين علي الاتهامات التي طالتهم بالكسل والخنوع والاستسلام والتحرك في دروب مصر كالقيع لطاعة الفرعون وفقا لأحاديث صحفية نسبت للدكتور فاروق الباز وآخرين. وقال سيد حجاب, الشاعر المعروف, إن هذه الثورة نتيجة تراكم لنضالات سابقة,بدأت من رفاعة رافع الطهطاوي حتي الآن, فالكل كان ينادي بالدولة الحديثة وبالحرية والعدالة الاجتماعية, وناضل المثقفون والمستنيرون منذ هذا الزمان من أجل تلك المباديء. وأكد صاحب قبل الطوفان الجاي أن ثورة يناير هي استكمال وتحقيق لهذا الحلم القديم ولكن بآليات العصر الحديث, موضحا أن هذه الثورة فجرها شباب مستنير يستخدم أرقي أدوات عصر المعلومات, لتحقيق الحلم, واستطاع اكتشاف التوليفة السحرية لجذب كل الطبقات الشعبية في اتجاهه,فكانت الثورة بآلياتها وبآفاقها التي تعدت النداء بدولة مدنية أو حديثة إلي آفاق العدالة الاجتماعية. وقال الكاتب محمد البساطي إن الثورة كانت مفاجأة للجميع معترفا بأن من قادها هم الشباب, ثم انضم إليهم الشعب بسبب ماعاشه من ظلم وقهر, ولم يفكر أحد أن يقوم بها غيرهم. وأكد أنه لايمكن لأحد إنكار دور الأجيال السابقة التي عاشت قهرا بالمعتقلات ومصادرة للحرية, خاصة في عهد عبد الناصر الحاكم الفرد وبعدها في عصر السادات الذي اعتقل2000 فرد دفعة واحدة من بينهم مثقفون ومستنيرون, وتلاها عصر مبارك الذي انتشر فيه الفساد واللصوص, وبالتأكيد لو لم يكن الشعب مشحونا بهذا التاريخ لما تبع الشباب ولما ثار وانفعل وأثبت وجوده. وأوضحت الكاتبة سلوي بكر أن الإجابة عن هذا الخلاف يعرفها من قرأ التاريخ, وأن هناك قاعدة علمية تؤكد أنه لاشيء يولد من فراغ والجديد يولد من القديم. وأضافت صاحبة البشموري لولا الدور الذي لعبته الأجيال السابقة وماقدمته من تضحيات بلا حدود, لما قامت الثورة فهي مساهمة غير مباشرة في الثورة بما تركوه من خبرات وتضحيات, ولولا التفاف الشعب حول الشباب لما اكتملت الثورة, أو كان من الممكن أن تذهب لطريق آخر غير هذا. ووصفت بكر النظر في مسألة الأجيال بأنها إشكالية تافهة, وأن من يقول مثل هذه الأقاويل مغرض, مطالبة بالتركيز علي الأهم والأمور التي ينشغل بها عامة الناس من انتخابات وبرلمان ودستور وباقي مطالب الثورة. وقال الكاتب سعيد الكفراوي إن الأجيال السابقة ليست جيلا واحدا ولا طائفة ولاثقافة ولا انتماء واحدا, بل ينتمون لاتجاهات متعددة تملك رؤي مختلفة, مؤكدا أن كل من كتب من هذه الأجيال السابقة عن الحلم المصري كان بالميدان, مثل رواد التنوير الطهطاوي, العقاد, وطه حسين, وحقي, ومحفوظ, وأهم كتاب المسرح في الستينيات وغيرهم. وأضاف ان هؤلاء الكتاب الذين لم يغرقوا في التعاون مع السلطة,أسهموا في الثورة, كما أن جيل السبعينيات أسهم هو الأخر إسهاما حقيقيا, وعن نفسي كتبت يوم28 يناير متخيلا أني وأنا ذاهب لميدان التحرير قابلت طه حسين ومحفوظ وإدريس, هؤلاء الذين رحلوا, يسألونني عن الميدان, وعندما صاحبتهم الي هناك توجهت بالسؤال لطه حسين هل تحب أن أشرح لك مايحدث فقال باابني أنا شايف كل حاجة.