عن أبي هريرة- رضي الله عنه-قال: قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-:(اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله, والسحر, وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وأكل الربا, وأكل مال اليتيم, والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات) والتولي هو: الفرار من الزحف: قال الله-تعالي-:(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلي فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير)( الأنفال:16). قال ابن كثير رحمه الله: قوله تعالي متوعدا علي الفرار من الزحف بالنار لمن فعل ذلك{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا} أي تقاربتم منهم ودنوتم إليهم{ فلا تولوهم الأدبار} أي تفروا وتتركوا أصحابكم{ ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال} أي يفر بين يدي قرنه مكيدة ليريه أنه قد خاف منه فيتبعه ثم يكر عليه فيقتله فلا بأس عليه في ذلك, نص عليه سعيد بن جير والسدي وقال الضحاك إن يتقدم عن أصحابه ليري غرة من العدو فيصيبها{ أو متحيزا إلي فئة} أي فر من ها هنا إلي فئة أخري من المسلمين يعاونهم ويعاونونه فيجوز له ذلك. وعن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال: لما نزلت إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين, فكتب الله عليهم, أن لا يفر عشرون من مائتين, ثم نزلت الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا, فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين, وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين فكتب أن لا يفر مائة من مائتين.