نذرت فعل أكثر من عمرة فهل يجوز أن تفعلها في سفر واحد؟ تكرار العمرة في السفرة الواحدة ليس من هدي النبي صلي الله عليه وسلم, ولا من هدي أصحابه, ولذا فهو مكروه, ولكن نظرا لكونك نذرت العمرة عن والدك وعمك وخالك, وانك تأتين للعمرة من مصر, فلا حرج عليك في الوفاء بنذرك في سفرة واحدة, لأنك قد لا يتيسر لك السفر إلي مكة عدة مرات, فإذا أردت العمرة وأنت في مكة خرجت إلي التنعيم أو غيره من الحل, فأحرمت بالعمرة. واعلمي أن النذر مكروه, وأنه لا يأتي بخير كما قال النبي صلي الله عليه وسلم عن النذر وقال:( إنه لا يرد شيئا, وإنما يستخرج به من البخيل, ومع كون النذر مكروها في الأصل إلا أن من نذر طاعة فإنه يلزمه الوفاء, لقول النبي صلي الله عليه وسلم:( من نذر أن يطيع الله فليطعه) رواه البخاري. هل الدعاء عند شرب ماء زمزم خاص بمن هو موجود بمكة, سواء كان مقيما أو زائرا أو حاجا أو معتمرا, أم أن الدعاء عند شربه هو عام يشمل جميع المسلمين في كل الأقطار؟ البركة في ماء زمزم بركة أودعها الله عز وجل في الماء ذاته أينما كان, وليست متعلقة فقط في مكان زمزم أو زمان شربه أيام الحج والعمرة, فقد وصفها النبي صلي الله عليه وسلم نفسها بقوله:( إنها مباركة إنها طعام طعم) رواه مسلم وفي رواية البزار والطبراني والبيهقي وغيرهم زيادة:( وشفاء سقم). وظاهر الأدلة, إن شاء الله, أن هذه البركة عامة لكل ماء زمزم, سواء الموجود منه في مكة, أو المحمول منه إلي غيرها من البلدان, ولذلك نص غير واحد من أهل العلم علي مشروعية نقل ماء زمزم خارج مكة, وبقاء بركته وخاصيته حتي بعد نقله. هل هنالك من قراءة أو دعاء ثابت لرد الضالة؟! ثبت في الصحيح أن ابن عمر رضي الله عنهما سئل عن الضالة فقال:( يتوضأ ويصلي ركعتين, ثم يتشهد, ثم يقول: اللهم راد الضالة, هادي الضلالة, تهدي من الضلال رد علي ضالتي بعزك وسلطانك, فإنها من فضلك وعطائك) هل قول:( صدق الله العظيم) جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم؟! اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا:( صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم لا أصل له, ولا ينبغي اعتياده بل هو علي القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغي ترك ذلك, وألا يعتاده لعدم الدليل, وأما قوله تعالي:( قل صدق الله) فليس في هذا الشأن, وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها, وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن, ولكن ليس هذا دليلا علي أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة, لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلي الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم.