تنبهت أذناه منذ الصغر علي مفردات تداول المواد المخدرة بمختلف أصنافها بين المروجين والمدمنين المنتشرين بمحيط سكنه.. فعرفت أنفه رائحة المخدرات قبل أن يعرف حتي اسمها.. بدأ الصبي الصغير حياته كغيره ممن في مثل سنه فلم يكن يدري بأنه سيصبح يوما ما مطاردا من قبل رجال الأمن لتنفيذ أحكام صادرة ضده تجاوزت ال80 سنة في قضايا اتجار بالمخدرات وترويج الهيروين وتزعم تشكيلات عصابية. نشأ محمد وسط أسرة بسيطة في منطقة سرياقوس إحدي ضواحي مركز الخانكة تحلم باستكمال ابنها تعليمه وأن يصبح ذا مكانة بالمجتمع ولكن البيئة المحيطة به كانت عائقا أمامه فالمنطقة التي نشأ وتربي بها معروفة باحتوائها علي بؤر لترويج المخدرات, حيث يقطن دروبها الجبلية أخطر عصابات السرقة وظلت لفترات كثيرا مرتعا لهم بعيدا عن أعين رجال الأمن. انغمس الصبي الصغير بين أقرانه من رفاق السوء وتسرب مبكرا من تعليمه, حيث كانوا يقضون وقت الدراسة يتسكعون بالطرقات ويوما بعد آخر ساءت أخلاقة وعرفت الخلافات طريقها بينه ووالده الذي حاول كثيرا تقويم سلوكه المعوج ولكن رفاق السوء كانوا عائقا أمام عودته للطريق السليم. زادت حدة الخلافات مع أسرته ترك بعدها الشاب الصغير المنزل قبل أن يكمل عامه السادس عشر ومكث لدي أحد معارفه أدمن خلال تلك الفترة تعاطي الأقراص المخدرة, حيث اشترك مع أصدقاء السوء في ممارسة كل الأفعال الملتوية من سرقة المحال والبلطجة في الأوقات المتأخرة من الليل. وفي إحدي جلسات المزاج تعرف علي تاجر مخدرات عرض عليه العمل رفقته في ترويج سمومه فوافق علي الفور خاصة بعد تزايد طموحه في جمع الأموال بطريقة سريعة وسهلة ولكنه تنقل في العمل لدي العديد من تجار المخدرات بمحيط منطقتي الخانكة وشبين القناطر حتي ذاع صيته بينهم وبمرور الوقت قرر تكوين تجارته الخاصة به في عالم المخدرات, حيث تخصص في جلب وترويج مسحوق الهيروين وعقد العديد من الصفقات تبدلت بعدها أحواله المادية وجمع أموالا طائلة حتي تم رصده من قبل رجال الأمن وصدرت ضده عدة أحكام جنائية وصلت للمؤبد في قضايا ترويج المخدرات ولكنه دائما كان يلوذ بالفرار. كثف رجال الأمن من حملاتهم لتطهير تلك البؤر الإجرامية بعد مقتل العديد من ضباط المباحث علي أيدي زعماء تلك العصابات حتي تم ضبط بعضهم مثل الدكش وتصفية الآخر مثل كوريا وأمين موسي وفي تلك الأثناء اختفي عن الأنظار وجمد نشاطه حيث قام بتزوير بطاقة شخصية حملت اسم مصطفي حسين للهروب من الملاحقات الأمنية. كان اللواء أنور سعيد مدير أمن القليوبية قد عقد اجتماعا مع اللواء علاء الدين سليم مدير المباحث الجنائية لمناقشة التقارير الأمنية الواردة عن المسجلين وتجار السموم وإعداد حملات مكبرة بالتنسيق مع قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية للقبض عليهم وتطهير تلك البؤر. وبمناقشة التقارير الأمنية الواردة من العقيد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائية بالخانكة تبين رصد تحركات شقي خطر يدعي محمد سيد مدينة30 سنة ومقيم سرياقوس دائرة مركز الخانكة هارب من85 سنة سجن في قضايا سرقة واتجار بالمخدرات. تم تشكيل فريق بحث علي مستوي عال قاده العميد محمد الألفي رئيس مباحث المديرية بالتنسيق مع العقيدين محمود هندي مفتش الأمن العام وعبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة شارك فيه الرائد محمد الشاذلي رئيس مباحث مركز الخانكة لجمع المعلومات عن الشقي خطر والقبض عليه. وبتكثيف التحريات حول السجل الجنائي للمتهم تبين أنه سبق اتهامه في قضية سرقة بالإكراه سنة2014 ومحكوم عليه هارب من85 سنة في5 قضايا قتل و مخدرات وسرقة بمنطقتي الخانكة وشبرا الخيمة كان آخرها اتهامه في قضية قتل شخصين أثناء محاولته الهروب من مطاردة رجال الأمن له في شهر مايو الماضي. وباستكمال عملية جمع المعلومات عنه تبين أنه قام مؤخرا بنقل نشاطه المجرم في الاتجار بالمخدرات من منطقة سرياقوس إلي منطقة كفر حمزة دائرة مركز الخانكة. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن ضبط وإحضار, حيث تم إعداد مأمورية من رجال المباحث وتم نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من وكره وفي الأماكن التي يتردد عليها أسفرت عن ضبطه وبحوزته بندقية آلية وبخزينتها19 طلقة, كما تم ضبط بحوزته بندقية خرطوش ماركة شوت جن وكمية من مسحوق الهيروين المخدر وزنت750 جراما, كما عثر بحوزته علي بطاقة رقم قومي باسم مصطفي حسين يشتبه في كونها مزورة. تم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم وإحالته إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.