الحاجة فاطمة, الاسم الحركي الشهير لمدفع الإفطار في رمضان الذي عاصرته أجيال كثيرة كانت تنتظر صوت الراديو وهو ينطلق قائلا مدفع الإفطار.. إضررررب.. ليعلو بعده أذان المغرب بصوت المرحوم الشيخ محمد رفعت, فالمدفع ورغم إنه انطلق بالمصادفة في عهد السلطان المملوكي خوش قدم متزامنا مع وقت الإفطار في رمضان فاستحسنه الناس وطلبوا منه إطلاق اسم زوجته فاطمة عليه, إلا أنه ظل وسيظل هو تميمة الشهر المبارك مثله مثل الفانوس. وفي أسوان كان الكبار والأطفال ينتظرون قدوم شهر رمضان لمتابعة تحرك المدفع نحو شمال مدخل المدينة علي النيل, حيث يظل هناك حتي عيد الأضحي المبارك ليعود بعدها إلي مخزنه انتظارا لحلول شهر رمضان جديد وهكذا, وكما يقول مصطفي النقيب من شيوخ أسوان أن المدفع كان يوضع في منطقة بعيدة عن العمران ولم يكن هناك تكدس في المدينة مما ييسر سماع طلقته قبل أذان المغرب. يقول أمين عبدالله الشريف إن مدفع رمضان الذي عاد لإطلاق طلقاته في أسوان أمس كان علامة بارزة من علامات الاحتفال بشهر رمضان والعيدين قبل أن يتوقف بسبب الإرهاب الذي شهدته مصر في التسعينيات. وفي احتفالية خاصة أمس, شهد كل من اللواءين مجدي حجازي محافظ أسوان ومجدي موسي مدير الأمن عودة مدفع رمضان الأسواني للعمل مرة أخري بعد غياب طال انتظاره, وذلك بتمركزه الجديد بربوة الطابية بوسط المدينة, وفيما هنا محافظ أسوان الأهالي بهذه المناسبة, خاصة وإن هذا المدفع التاريخي يعود لفترة لستينات من القرن الماضي.