فيما تشير دراسات اقتصادية بتراجع الطاقات الإنتاجية خلال شهر رمضان الكريم, أكد مجتمع الأعمال أن تراجع الإنتاج أمر طبيعي للصناعة إلا أن هناك قطاعات تزيد من فترات العمل لسد الاحتياجات كقطاع المواد الغذائية. واجمع خبراء الاقتصاد علي أن حجم الانتاج يتأثر سلبا خلال شهر رمضان, بنسبة قد تصل إلي20%, لافتين إلي أن هناك عدة عوامل تؤثر في هذا الأمر, اهمها انخفاض عدد ساعات العمل خلال هذا الشهر عن باقي اشهر العام, فضلا عن تأثر العاملين بالصيام, وهو الأمر الذي يؤدي إلي تراجع حجم الإنتاج, خاصة في الأعمال التي تحتاج الي مجهود بدني وعضلي, أكثر من الذهني.. فيما ذهب آخرون إلي أن حجم الانخفاض في الانتاج يتراوح مابين30 و40% بأقصي تقدير نظرا لخفض ساعات العمل في معظم المصالح الحكومية والخاصة إن لم يكن كلها من وزارات إلي بنوك وهيئات ومؤسسات وشركات. طارق حماد: الجهات الحكومية.. والأعمال الحرفية الأكثر سلبية منال عبد العظيم: الحل في تغيير توقيت الورديات وإضافة فترة مسائية أكد الدكتور طارق حماد عميد كلية التجارة السابق بجامعة عين شمس أن الطاقة الانتاجية تتراجع في شهر رمضان الكريم والذي يتسم بطابع خاص في العمل لكنها ليست في كل القطاعات الانتاجية أو الخدمية ولكن في معظمها. وأشار إلي أن حجم الانخفاض في الانتاج يتراوح مابين30 و40% بأقصي تقدير نظرا لخفض ساعات العمل في معظم المصالح الحكومية والخاصة إن لم يكن كلها من وزارات الي بنوك وهيئات ومؤسسات وشركات. وأوضح أنه من المتوقع هذا الانخفاض نظرا لحالة الكسل والخمول التي تنتاب الصائمين لطول فترة الصيام والتي تتعدي15 ساعة في اليوم في ظل حالة الطقس والحر الشديد الذي يؤثر علي أداء الموظف أو العامل أو الفني. وأضاف أن هناك عددا من المهن لا يعمل بها الافراد خلال النهار بشهر رمضان وإنما يعملون بعد الافطار خاصة الحرفيين نظرا لبذل المجهود البدني في عملهم والتي يؤثر عليها الصيام. وأوضح أن هناك قطاعات مضطرة للعمل بكامل طاقتها وبصفة خاصة القطاعات الخدمية ومنها قطاعات شرطية وصحية وغيرها فضلا عن أخري انتاجية لا ينخفض الانتاج بها وإنما قد يزيد وبصفة خاصة الصناعات الغذائية والعصائر والمخابز وغيرها نظرا لارتفاع حجم الإقبال عليها خلال الشهر الكريم. وأعرب عن اعتقاده أن الصائمين وحتي غيرهم خلال شهر رمضان لديهم استعداد نفسي وجسدي لانخفاض الانتاج وهو متعارف عليه ومن الصعب تغييره وهو ما يدفع معظم المواطنين إلي محاولة إنهاء معظم التزاماتهم قبل شهر رمضان. وأكدت الدكتورة منال عبد العظيم بكلية التجارة جامعة القاهرة أن انتاجية العاملين في مختلف القطاعات من موظفين وعمال تتأثر سلبا أو إيجابا خلال شهر رمضان المبارك وليست تراجعا فقط بنسب متفاوته تبعا لكل منها. وأشارت الي أن انخفاض الانتاج في شهر رمضان يرجع الي عدة عوامل تأتي في مقدمتها خفض عدد ساعات العمل اليومية ساعتين او أكثر تبعا لكل قطاع سواء في الوزارات والهيئات الحكومية من جانب أو الشركات والمصانع الخاصة من جانب وحتي البنوك فضلا عن الاعمال الحرفية. وأضافت أن إنتاج الموظف لا يقل في شهر رمضان المبارك إلا أن حجم العمل المنجز يتراجع نتيجة انخفاض عدد المعاملات فضلا عن انخفاض نسبة التركيز في العمل أثناء الصيام أقل عن غيره نتيجة الامتناع عن الطعام والشراب بالاضافة الي الإرهاق الناتج عن تغير نمط النوم وعدد ساعاته والسهر ساعات طويلة في المقاهي أمام شاشات التليفزيون ما يؤثر سلبا علي إنتاجية العاملين. واشارت الي أن بعض القطاعات أو الوظائف التي تعتمد علي القوة البدنية أو مجهود عضلي كعمال المصانع والورش وغيرها قد تلجأ إلي تغيير توقيت الورديات وإضافة فترة مسائية حفاظا علي إنتاجيتها من ناحية ومن ناحية أخري تلبية الطلب والحفاظ علي صحة العاملين وعدم إرهاقهم وتحميلهم فوق طاقتهم. وأكدت أنه علي الجانب الآخر فإن هناك عددا من القطاعات التي لا يتراجع فيها الانتاج وإنما يرتفع وفي مقدمتها الصناعات الغذائية التي تزيد خلال هذا الشهر الفضيل لتلبية زيادة حجم الاستهلاك من طعام ومشروبات وعصائر وبعض أنواع الكنافة والقطايف وغيرها.