الدعوة إلي صحيح الدين الحق من فروض الدين, ولها فضل عظيم, وقدر كريم, قال الله تبارك وتعالي :{ ومن أحسن قولا ممن دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}(33 فصلت) { ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}(104 آل عمران),{ قل هذه سبيلي أدعو إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني}(108 فصلت), وهي سمة هذه الأمة المسلمة{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}(110 آل عمران), ومن صفات دعاء عباد الرحمن{ واجعلنا للمتقين إماما}(74 الفرقان), وقال سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم :( من دعا إلي هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقضي ذلك من أجورهم شيئا), وقوله صلي الله عليه وسلم :(... لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم). والدعوة لها مقاصد طيبة وهي علي نوعين: دعوة المسلمين: تذكير الغافلين, والعودة بالمنحرفين إلي الصراط المستقيم, وتقليل المفاسد في المجتمع, وإزالة الشبه, وتكثير الملتزمين بالشرع المطهر. دعوة غير المسلمين: تكثير عدد المؤمنين الموحدين بالله سبحانه وتحقيق الهداية للبشر, وإقامة حجة الشرع علي الناس, وإنقاذهم من أسباب الهلاك والشقاء, وارشادهم إلي ما فيه صلاحهم ونجاحهم دينا وفلاحهم أخري. وسائل الدعوة الراشدة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والوعظ والارشاد والإبلاغ والتذكير بالترغيب والترهيب. بيان ما يدعي إليه: الدعوة تكون للدين لا لمذهب في الدين, والأصل أن تكون لله عز وجل{ وادع إلي ربك}(87 القصص),{ قل هذه سبيلي أدعو إلي الله}(108 يوسف),{ ادع إلي سبيل ربك}(125 النحل) والحض علي قوة الإيمان بأصول الإيمان, والالتزام بفرائض الدين, وترك المحرمات, وتزكية النفس بالمجاهدة{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} والإقبال علي الطاعات والتنافس في القربات, والإكثار من الباقيات الصالحات( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه, ولايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه) القائمون بالدعوة: الأكفاء العالمون بما يدعون إليه, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( نضر الله أمرا سمع منا شيئا فبلغه كما سمع),( بلغوا عني ولو آية), ليبلغ الشاهد الغائب) أساليب الدعوة: ينبغي علي الفاهم الواعي البصير مراعاة الظروف والأحوال فما يصلح لفرد أو طائفة لا يصلح لغيرهم. وبالاستقراء في طرق الدعوة فإن منها: التمسك بالحق والصواب دون محاباة, عدم التعصب لرأي أو التمذهب لطائفة أو فريق, التدرج في الدعوة وأصله خبر معاذ رضي الله عنه لما أرسله رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي اليمن( إنك تقدم علي قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل وفي رواية شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, ثم أخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا ذلك, فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد علي فقرائهم...), التريث والتمهل وعدم استعجال النتائج, التصدي للشبهات بالحجج والبراهين, الاستفادة من الفرص المتاحة, رحلات الدعاة فالأطباء يتواجدون حيث الدواء وهو نوع من الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالي, استعمال وسائل علمية مثل: الاستخدام القولي: أعلاه قراءة القرآن الكريم{ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}(2 الجمعة), وتوضيح معانيه, ومجالس التعليم, وحلقات الإرشاد, زيادة المدعويين وتفقد أحوالهم والترغيب والترهيب بحكمة وموعظة حسنة, وسوق صحيح الأخبار والآثار الملائمة لظروف المدعوين, البعد عن الجدال العقيم إلا بالتي هي أحسن{ وإنا أو إياكم لعلي هدي أو في ضلال مبين}(24 سبأ), الكتابة: إصدارات علمية ورقية أو( إلكترونية) والأصل فيه رسائله صلي الله عليه وسلم إلي حكام البلاد, القدوة الطيبة والسيرة الحميدة, والأخلاق الفاضلة.