توقع وزير لبناني بحكومة سعد الحريري أن تكون تطورات الأوضاع في العراق هي البوابة لتحقيق تقارب مصري سوري, ومدخل الاتصالات المصرية السورية التي أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أنها تجري حاليا علي مستوي عال خصوصا وصفه دمشق بأنها ميزان المشرق العربي معربا عن أمله في أن تسير الأمور في طريق سليم وتتخذ خطوات عملية في هذا الاتجاه( المصالحة), وألا تتعقد الأمور مرة أخري. وأضاف في تصريحات ل الأهرام المسائي أن لبنان لايسعه بكل أسف القيام بدور في هذا الاتجاه لأن المسألة أكبر من قدرات لبنان, كما أن لبنان لا يبحث لنفسه عن دور برغم أن هذه المصالحة ستكون لها آثار إيجابية علي لبنان واستقراره والمصالحات الداخلية بل وعلي الشعب الفلسطيني أيضا, وستكمل المصالحة السعودية السورية التي كان لها آثار إيجابية علي لبنان, وستتدرج كذلك مبادرة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمصالحة العربية التي طرحها في قمة الكويت في يناير من العام الماضي. ويستند هذا الاعتقاد في ضوء تطورات الأوضاع بالعراق, حيث تجري اليوم الأحد الانتخابات التشريعية في العراق إلي وجود مصلحة سورية مصرية مشتركة, فبالنسبة لمصر هناك مصلحة في ألا تنتج تلك الأوضاع مزيدا من إحكام إيران قبضتها علي العراق تزيد من رغبتها في فرض شروطها علي المنطقة. وبالنسبة لسوريا هناك مصلحة لها في عراق آمن ومستقر لا يشكل لها مصدر قلاقل أو تهديد, لا يحكمه نظام مستنسخ من نظام صدام حسين بصرف النظر عما إذا كان ذا وجه سني أو شيعي. ومن المعروف أن رئيس الوزراء نوري المالكي زعيم حزب الدعوة الموالي لإيران قد شن حملة ضد سوريا العام الماضي, وروج اتهامات باطلة بتورط عناصر بعثية مقيمة في سوريا في تفجيرات شهدتها بغداد في أغسطس من العام الماضي. ومن ثم فإن استقرار الوضع في العراق ووجود حكومة أقل تطرفا يمثل مهلة مصرية سورية, ويشكل نقطة توافق وتلاق بين القاهرةودمشق, ولذا يحظي العراق ووضعه الداخلي بعد الانتخابات التي تجري اليوم باهتمام ومتابعة من جانب البلدين, حيث سيكون شخص رئيس الوزراء القادم وائتلافه مؤشرا الحاكم علي التطورات في العراق بل وفي المنطقة, بما يعزز التشاور المصري السوري ويوفر له الديمومة في الفترة المقبلة. في المقابل فإن إيران ربما تدفع بالمالكي لرئاسة الحكومة القادمة ربما لذلك ايضا دفعت طهران بالحكيم لزيارة عواصم عربية منها القاهرة في الفترة الأخيرة للطمأنة. وفي نفس الوقت عبأت إيران الشارع العراقي الشيعي ضد البعثيين لحرمانهم من حق الترشح للانتخابات تحت شعار ما يسمي ب اجتثاث حزب البعث في العراق الذي تحكم قيادته القطرية في سوريا. وجدير بالذكر أنه تتردد في أوساط القوميين العرب في لبنان أنباء عن رفض مصر طلب حكومة المالكي تسليم شخصيات بعثية تعيش بالقاهرة وملتزمة بعدم ممارسة السياسة التزاما واحتراما للقانون والسيادة المصرية. من هذا المنظور هناك مصلحة مصرية سورية- سعودية مشتركة في وجود رئيس حكومة.. وحكومة مقبولة في العراق, وربما هنا يبرز اسم رئيس ائتلاف العراقية إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق بين2004 و2005 الذي زار مصر والسعودية الشهر الماضي وختم جولته العربية بزيارة سوريا عشية بدء الانتخابات, وذلك كمرشح توافقي, ربما يسفر ذلك ثورة المالكي ضد علاوي وعدم ارتياح البعض لزيارة طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي لدول عربية أخيرا بينها مصر. وترجع التطورات الداخلية في إيران, حدوث تقارب مصري سوري مدخله العراق, فإيران برغم القمة الإيرانية السورية الأخيرة ليست هي إيران قبل الانتخابات التي جرت في يونيو العام الماضي, وأوضاعها الداخلية بعد الانتخابات ليست كما كانت قبل الانتخابات, واتساع دائرة تورطها في ملفات اقليمية ودولية يمكن أن يشكل عبئا عليها, وهذه تطورات تؤخذ في الحسبان من الناحية الاستراتيجية من جانب دول الجوار لاسيما تلك الدول التي تتم سياساتها بالبراجماتية لكنها تحتاج إلي جرأة والأخري التي تتسم سياستها بالبطء ويتطلب الأمر تسريع خطواتها دون انتظار مفاجآت تكون التفاهمات ساعتها قد تأخرت عن موعدها.