منذ ما يزيد علي السنتين بقليل, عرفنا بنية المطربة شيرين لتقديم مسلسل, توقع البعض أن النتيجة ستكون عمل متوسط المستوي نظرا لضعف خبرتها في التمثيل , زاد من هذا الشعور وجود مخرج يقدم مسلسله الأول بعد فيلم واحد ومشاركة في إخراج بعض المشاهد التمثيلية داخل برنامج ديني, المخرج هو محمد شاكر خضير, وكما كان سببا للقلق, صار السبب الأهم في نجاح مسلسل طريقي, لنشهد ميلاد مخرج يمثل إضافة حقيقية للدراما. في العام الماضي قدم خضير مسلسل جراند أوتيل الذي كان واحدا من أفضل مسلسلات رمضان بشهادة الكثير من النقاد, فيما يعرض له حاليا مسلسل لا تطفئ الشمس, وإن كان يصعب الحكم عليه بشكل نهائي بالطبع, إلا أن بصمات المخرج الشاب علي المسلسل لا يمكن إغفالها. أهم ما يمكن ملاحظته علي أسلوب خضير هو القدرة علي توظيف الممثل بالشكل الأمثل, واستغلال كل إمكانياته لصالح الدور. يمكن العودة لشيرين في طريقي بالطبع توجد بعض المآخذ علي أدائها, لكن في المجمل قدمت المطلوب منها في دور ليس سهلا, لهذا لم نجد شيرين هي محور المسلسل وحدها, بل يشاركها في المشهد ممثل آخر يستطيع رفع المستوي التمثيلي إلي المطلوب, مثل محمد ممدوح أو سوسن بدر أو باسل الخياط. كذلك لا يمكن إغفال اكتشافه لعدد من المواهب, محمد ممدوح, الذي صار حاليا بطل أول, لفت الأنظار بشكل قوي في طريقي, ثم صار حديث السوشيال ميديا بعد دور أمين في جراند أوتيل, ياسمين صبري أيضا, بالرغم من ظهورها قبل طريقي في أدوار قليلة لكن لم تلق إشادة حقيقية سوي بعد دورها في طريقي, وما يؤكد تأثير شاكر خضير هو عدم ظهور ياسمين بالشكل اللافت نفسه لاحقا برغم مشاركتها في أعمال ناجحة, لكن يبقي طريقي هو الأهم لها. تبقي الإشارة إلي حرصه علي رصد تعبيرات الفنان, عندما لا يكون هو صاحب الحوار, يجيد إظهار مكنون الشخصية دون أن تتكلم, فعلها في طريقي أثناء غناء شيرين ليالينا إذ نقل ملامح العلاقات بين الشخصيات وما يعتمل داخلها من خلال التركيز علي ردود أفعالها علي الأغنية, الأمر نفسه كرره في لا تطفئ الشمس في مشهد إلقاء أحمد مالك لفقرةStandUpComedy, دون متابعة المسلسل يمكن من خلال هذا المشهد وحده معرفة العلاقة بين الشخصيات والمكون الرئيسي للشخصية دون أي كلمة.