هل يحتمل عالمنا المعاصر نشوب حرب كونية في ظل شيوع الأزمة الاقتصادية وانسياب الظاهرة الإرهابية وتعدد مشكلات الطاقة والتغير المناخي ونقص الغذاء والانفجار السكاني؟ كل مؤشرات المنطق تؤكد استحالة ذلك, لكن ظرفيات اللحظة قد أصبحت تمثل آلية رعب تخيم علي عقول الساسة وتوجهاتها نحو خوض تلاطمات السياسة ومعتركاتها وتناقضاتها أملا في تأكيد التفرد الاستراتيجي وفكا لشفرات المنافسة والتحدي وخط سطور جديدة في التاريخ الدموي. ولعل نذر تلك الحرب الكونية قد لاحت في الأفق بذلك اللغو السياسي الذي قد يتحول الي كارثة لا يمكن احتواؤها فيما بين أمريكا وكوريا الشمالية الرافضة للوصايا الدولية والمؤيدة لحقوق الشعوب والأنظمة في امتلاك السلاح النووي, وكذلك فيما بين أمريكا وروسيا بسبب تعارض الرؤي والتوجهات حول الموقف السوري. تري أي استراتيجيات تكون لها الصلاحية في لحظة الاحتدام التي يجمع كثير علي حتمية حدوثها. وحول ذلك تجلي النبوغ الفكري لدي الكاتب الأمريكي الشهير روبرت جرين ليقدم أطروحة( نحو33 إستراتيجية للحرب) وقد بث خلالها العديد من تلك الاستراتيجيات التي نوجز بعضها في الآتي: أعلن الحرب علي أعدائك: إستراتيجية التضاد: لا يمكنك القتال بفعالية ما لم تحدد أعداءك. تعلم كيف تخرج أعداءك من مخابئهم, كيف تكشفهم عبر العلامات والإشارات التي تكشف عدوانيتهم. ثم ما أن يصبحوا تحت ناظريك, أعلن الحرب عليهم سرا. كما يقوم القطبان المتضادان في المغناطيس بخلق الحركة, فإن أعداءك, المضادين لك, يمكن أن يشحنوك بالهدف والاتجاه. لا تخض الحرب الأخيرة: إستراتيجية حرب العصابات الذهنية: إن ما يثبط عزيمتك غالبا ويسبب لك التعاسة هو الماضي. عليك من وقت لآخر أن تشن حربا علي الماضي وأن تجبر نفسك علي التفاعل مع اللحظة الراهنة. كن قاسيا علي نفسك; لا تكرر المناهج المستنفدة نفسها. شن حرب عصابات علي عقلك, من دون أن تسمح بخطوط دفاع ثابتة, أو قلاع مكشوفة اجعل كل شيء سائلا ومتحركا. لا تفقد حضورك الذهني: إستراتيجية التوازن: في حمي المعركة يميل العقل إلي فقدان اتزانه. من الجوهري أن تبقي حاضر الذهن, ومحافظا علي قواك العقلية أيا كانت الظروف. زد من صلابة عقلك عبر تعريضه للمحن. تعلم أن تفصل نفسك عن فوضي ساحة المعركة. اخلق الإحساس بالإلحاح واليأس: إستراتيجية أرض الموت: أنت أسوأ عدو لنفسك. تهدر وقتا ثمينا حالما بالمستقبل بدلا من أن تنخرط في الحاضر. اقطع صلاتك بالماضي, وادخل إلي منطقة مجهولة حيث عليك الاعتماد علي ذكائك وطاقتك لكي تجد مخرجا. ضع نفسك في أرض الموت, حيث ظهرك إلي الجدار وعليك أن تقاتل بكل شراسة لكي تخرج من هناك حيا. تفادي فخاخ التفكير الجماعي: إستراتيجية القيادة والسيطرة: إن مشكلة قيادة أي مجموعة هي أن الناس يملكون أجنداتهم الخاصة بصورة لا يمكن تفاديها. عليك أن تخلص سلسلة قيادة لا يشعر الناس فيها أنهم مقيدون بسلطتك لكنهم يتبعون قيادتك لهم. اخلق إحساسا بالمشاركة, لكن لا تقع في فخ التفكير الجماعي اللا عقلانية التي تنتج عن اتخاذ القرار بصورة جماعية. وزع قواك: إستراتيجية الفوضي المسيطر عليها: العنصران الجوهريان في الحرب هما السرعة والتكيف القدرة علي التحرك بسرعة واتخاذ القرارات بسرعة أكبر من العدو. جزئ قواك إلي مجموعات مستقلة يمكنها العمل واتخاذ القرارات دون الرجوع إليك. اجعل قواك مراوغة ولا يمكن وقفها عبر مدها بروح الحملة, كلفهم بالمهمة, ثم دعهم ينطلقون. حول حربك إلي حملة مقدسة: استراتيجيات الروح المعنوية: إن سر تحفيز الأشخاص والحفاظ علي روحهم المعنوية هو دفعهم إلي التفكير أقل بذواتهم, والتفكير أكثر بالمجموعة. أشركهم في قضية, في حملة مقدسة ضد جيش يكرهونه. اجعلهم يرون أن نجاتهم مرتبطة بنجاح الجيش برمته.