اعتقد أنه لكي نخرج من مستنقع الارهاب الذي تحول إلي وحش يلتهم الأبرياء في جميع انحاء العالم, ولا يفرق بين طفل وكهل, أو مسلم ومسيحي, أو مصري وبريطاني, أن نخلص الأديان السماوية التي تدعو إلي الرحمة والتسامح والتعايش مع الآخر, من خطايا وجرائم بعض التابعين, الذين حرفوا الأديان لخدمة اغراضهم الدنيئة, مع الأخذ في الحسبان أن قضية الارهاب هي قضية فكر في المقام الأول, تجب مواجهتها بفكر آخر. كما يجب أن تتوقف علي الفور أجهزة المخابرات التابعة للدول الكبري عن دعم وتمويل وصناعة الارهاب, وتزويد الارهابيين بالعتاد والسلاح, وتوفير الملاذ الآمن لهم, ناهيك عن دور هذه الأجهزة المشبوه في إخفاء المعلومات عن تحركات هؤلاء الإرهابيين وأماكن تمركزهم وتدريبهم. وأعتقد أنه آن الأوان لكي يعلن الرئيس الأمريكي ترامب جماعة الإخوان المسلمين تنظيما ارهابيا عالميا, وكنت أتصور أن يكون هذا هو أول قرار له بعد فوزه كما وعد, ولكنه لم يحدث حتي الآن, خاصة أن جماعة الإخوان المسلمين هي التنظيم الأم, الذي خرجت منه القاعدة وداعش وكتائب القسام وجبهة النصرة, وغيرها المئات من الخلايا والجماعات الإرهابية حول العالم. كما يجب وضع حل جذري لمنع ظهور شيوخ وقساوسة الفتنة, بحيث لا يظهر أي رجل دين في أي فضائية إلا بعد موافقة الأزهر والكنيسة, حتي لا يظهر سالم عبدالجليل آخر يصف المسيحية بأنها عقيدة فاسدة, ومكاري يونان آخر يهاجم الإسلام, وحتي لا يتم فتح الباب علي مصراعيه ليدلو كل شيطان مريد بدلوه, وينسج تفسيرات وخزعبلات من خياله المريض, ويسندها زورا وبهتانا إلي الأديان السماوية التي تدعو إلي المحبة والسلام والتراحم والمودة. ويقع علي عاتق المجلس الوطني لتنظيم الإعلام مسئولية مضاعفة في هذا التوقيت الدقيق, أولها: إلزام الفضائيات والمواقع الإخبارية بعدم نشر صور ضحايا العمليات الإرهابية, ومسرح الجريمة بما فيه من مشاهد دماء وجثث وغيرها, وأيضا حظر نشر أي ارقام عن اعداد الضحايا إلا بعد الرجوع للمصادر الرسمية, حتي لا تحدث بلبلة وإثارة للرأي العام حال تداول أرقام غير حقيقية ومضاعفة. كما يجب أن يضع المجلس الوطني لتنظيم الإعلام حلا سريعا لفتنة المواقع الإلكترونية التي لا حصر لها, ولا يكفي حجب12 موقعا, فهناك المئات من المواقع التي تعمل ليل نهار وتبث أخبارا مغلوطة ومنحرفة, وتبتز المواطنين وتروج الشائعات, وهذه المواقع في حاجة إلي تدخل قانوني وتشريعي سريع لتنظيمها وتقنينها, بعد أن تجاوزت كل الخطوط الحمراء, بحيث تتم معرفة القائمين عليها ومن يمولها ومن يزودها بهذه المعلومات المسمومة التي تدعو إلي التطرف والعنف والارهاب. كما يجب أن نعي في مصر التاريخ الدموي لتنظيم داعش الاهاربي مع الأخوة المسيحيين, ليس في مصر وحدها, ولكن في كل الدول العربية التي نخر فيها سوس الدواعش, في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها, ومن هنا تكون المسئولية كبيرة ومضاعفة علي أجهزة الأمن المصرية لتأمين المصريين جميعا وخاصة المسيحيين, نعم قامت أجهزة الأمن بإجراءات غير مسبوقة لتأمين الكنائس والأديرة, ولكن مطلوب تعاون كل المصريين بالإبلاغ الفوري عن أي تحركات غريبة أو مشبوهة, خاصة في صعيد مصر, وأيضا إبلاغ أجهزة الأمن عن أي متعاطف أو متعاون أو خلية نائمة مع هؤلاء الإرهابيين. وأمام ما نشهده من إرهاب غير مسبوق, يستهدف النسيج الوطني وشق وحدة المصريين, يجب أن تكون هناك عدالة ناجزة ومحاكمات عسكرية عاجلة للقتلة والإرهابيين, ولا مجال هنا للتشدق بحقوق الإنسان, بعد أن طالت يد الإرهاب حقه في الحياة. [email protected]