إن صيام رمضان ركن من الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام وهو فرض فرضه الله علي كل من توافرت فيه شروط الصيام دلت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وإجماع المسلمين علي ذلك وإن من المظاهر السيئة التي تبعث علي الأسي والأسف ما نراه من انتهاك حرمة هذا الشهر الكريم من بعض المسلمين وذلك بتعمد الفطر دون عذر شرعي وقد أجمع العلماء علي أن من يتهاون في رمضان, ويفطر دون عذر شرعي من مرض أو سفر أو كبر سن أو حمل, بالنسبة للمرأة, ونحو ذلك فإنما ينتهك حرمة هذا الشهر العظيم وفعل كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب وقد جاء الوعيد الشديد لمن تعمد الفطر في نهار رمضان دون عذر فعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي( الضبع هو العضد) فأتيا بي جبلا وعرا, فقالا: اصعد فقلت: إني لا أطيقه. فقالا: إنا سنسهله لك. فصعدت حتي إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة, قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلقا بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم, مشققة أشداقهم, تسيل أشداقهم دما, قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم رواه ابن خزيمة وتزداد حجم هذه المعصية عندما يعلنها صاحبها ويجاهر بها في الشوارع والميادين والأماكن العامة مستهترا وعابثا بشعيرة من شعائر الإسلام والنبي- صلي الله عليه وسلم- يقول: كل أمتي معافي إلا المجاهرين متفق عليه, فيجب علي ولي الأمر منع المجاهرة بالفطر في نهار رمضان متخذا من الضوابط ما يمنع ذلك فهذه ليست حرية شخصية بل هي نوع من الفوضي ومجاهرة بالمعصية وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته بل من رخص لهم بالإفطار كالمسافر والمريض والمرأة الحامل والمرضع والنفساء والحائض لا يجوز لهم المجاهرة بالفطر أمام الناس بل يفطرون سرا حفاظا علي حرمة الشهر الكريم وحتي لا يغري غيره ويدفعه للإفطار ولئلا يؤذي مشاعر الصائمين وإذا كان غير المسلمين يجاملون المسلمين ولا يؤذون مشاعرهم في نهار رمضان فالأولي بالمسلم أن يعظم شعائر دينه.