اكتسحت الأفلام المصرية جوائز النقاد السنوية, التي ينظمها مركز السينما العربية, في أولي دوراتها هذا العام, حيث حصدت أربع جوائز من أصل خمس, ومن المقرر تتويج الفائزين في الخامسة مساء اليوم الأحد في حفل يقام بجناح المركز في سوق الفيلم بقصر المهرجانات بمدينة كان الفرنسية, علي هامش مهرجانها السينمائي الدولي الذي يختتم الأحد المقبل. وفاز آخر أيام المدينة, للمخرج تامر السعيد, بجائزة أفضل فيلم, فيما فاز محمد دياب بجائزة الإخراج, وتقاسم جائزة السيناريو مع شقيقه خالد عن فيلم اشتباك, فيما ذهبت جائزة أحسن ممثلة للمصرية هبة علي عن فيلم أخضر يابس, للمخرج محمد حماد. أما الجائزة الوحيدة التي لم تفز بها مصر, فهي أفضل ممثل, وكانت من نصيب التونسي مجد مستورة عن فيلم نحبك هادي, للمخرج محمد بن عطية. ومن المقرر أن يتسلم دياب, المتواجد في كان لمشاركته في عضوية لجنة تحكيم مسابقة نظرة ما, جائزتيه بنفسه, بينما لم يتمكن كل من تامر السعيد وهبة علي من الحضور, ولم يعلن بعد عمن ينوب عنهما. وضمت الجوائز في لجنة تحكيمها24 من النقاد العرب والأجانب ينتمون إلي15 دولة- وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية- ومن بينهم أحمد شوقي وطارق الشناوي وكاتب هذه السطور من مصر. وكان من بين أعضاء لجنة التحكيم الناقد الكبير الراحل سمير فريد والناقد الفلسطيني الراحل بشار إبراهيم اللذان غيبهما الموت قبل أن يتركا بصمتهما في اختيار الفائزين بجوائز هذا العام. وقال المركز في بيان إن أبرز ما أفرزته الجوائز هو التفاعل الواضح بين النقاد العرب والأجانب المشاركين فيها, والتنوع الكبير في الخيارات. فقد وصلت تسعة أفلام للمنافسة النهائية من مصر, تونس, لبنان, السعودية والأردن, بما يعكس حالة الثراء التي عاشتها السينما العربية خلال2016 واستمرت خلال العام الحالي. ووقع الاختيار علي القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقا لمعايير تضمنت أن تكون الأفلام قد عرضت لأول مرة دوليا في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال عام2016, وأن تكون إحدي جهات الإنتاج عربية( أيا كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم), بالإضافة إلي أن تكون الأفلام طويلة( روائية أو وثائقية). عمالقة الفن السابع يتوافدون علي كان لم تكتف إدارة مهرجان كان بالمظاهر الاحتفالية الصاخبة للابتهاج بحلول الدورة السبعين- حيث يقام يوميا حفل راقص أو آخر كلاسيكي أو عشاء ضخم مجمع- بل حرصت علي أن يكون الاحتفال أيضا سينمائيا خالصا بوجود ومشاركة أساتذة الفن السابع حول العالم ليتحول عيد الميلاد إلي احتفال بفن السينما نفسه, ومن ضيوف الشرف ذوي الوزن الثقيل دوليا, المخرج والممثل الأمريكي الكبير كلينت إيستوود, الذي رأس لجنة تحكيم المهرجان عام1994, والذي قدم, أمس, عرض نسخة جديدة مرممة من فيلمه الشهير الحائز علي الأوسكار غير المتسامح, كما يلقي اليوم درس السينما علي ضيوف المهرجان بقاعة بونويل في قصر المهرجانات. ومنهم أيضا المخرجة النيوزيلندية الكبيرة جين كامبيون, التي رأست لجنة تحكيم كان عام2014, وكانت- ولا زالت- المرأة الوحيدة التي فازت بسعفة المهرجان الذهبية عام1993 عن فيلمها درس البيانو, والتي تقدم مساء بعد غد الثلاثاء عملها الأخير قمة البحيرة: فتاة الصين. وهناك المخرج الأمريكي الكبير ديفيد لينش, الفائز بالسعفة الذهبية عام1990 عن القلب المتوحش, وبجائزة الإخراج عام2001 عن طريق مولهولاند, والذي رأس لجنة التحكيم عام2002, وسيكون متواجدا الخميس المقبل لتقديم فيلمه الجديد القمتان التوأم. أما المخرج الرائع والمبهر, المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إينياريتو, الفائز بأوسكار أفضل مخرج عامين متتاليين عن فيلميه الرجل الطائر والعائد, والفائز بجائزة الإخراج في كان عن بابل, فسيقدم في إطار اكتشافات الدورة السبعين فيلمه القصير الأخير ساحة كارني, الذي سبلغ طوله سبع دقائق فقط, ويمثل تجربة بصرية جديدة تماما. ومن ضيوف الشرف الأساتذة أيضا, المكسيكي الآخرألفونسو كوارون, الفائز بأوسكار أحسن مخرج عن جاذبية, وعضو لجنة تحكيم كان عام2008, والذي سيلقي درس سينما آخر علي ضيوف المهرجان الأربعاء المقبل في الرابعة والنصف مساء بقاعة بونويل. ومن العمالقة الفرنسيين, يكرم المهرجان, غدا الاثنين بقاعة ديبوسي, المخرج الكبير أندريه تيشينيه, الذي كان عضوا في لجنة التحكيم الرئيسية عام1999, والذي قدم- منذ1975 حتي الآن-11 فيلما في اختيارات المهرجان الرسمية, منها6 في المسابقة الدولية.. وفي حفل التكريم, تم عرض فيلمه الجديد سنواتنا المجنونة بحضور جميع من شاركوا في أفلامه طوال مشواره. لذلك لا تتعجب إن سرت علي شاطئ الريفييرا هذه الأيام فوجدت- بجانبك أو أمامك أو خلفك- واحدا من هؤلاء الأساطير السينمائية, فإنها كان وكفي.