كثيرون كانوا يعيشون حالة من الوهم والخداع عندما تصوروا أن كرة القدم تقوم علي المهارات والفنيات والقوة والالتحام والرؤية والخيال والكفاءة والحس الرفيع ورد الفعل السريع.. إلي آخر قائمة الكلام الكبير الذي يردده النقاد والمحللون ونحن أيضا عبر الصحف والفضائيات. لا شك أن هذه الأساسيات تمثل أحد المرتكزات المهمة في نجاح نجوم المستديرة المجنونة.. لكنها تذهب كلها مع الريح وتتحول إلي شيء هلامي إذا تخلي التوفيق والحظ عن صاحبها, وهناك عشرات النجوم الحريفة أنهوا مشوارهم بدون رصيد لا في البنك ولا عند الجمهور والنماذج المحلية كثيرة يحضرني منهم حمادة عبد اللطيف ورضا عبد العال.. وعربيا السعوديان يوسف الثنيان وفهد الغشيان. ما دفعني للخوض في هذا الاتجاه.. لاعب عربي لا يعرفه الكثيرون في مصر, لكنه تحول مؤخرا إلي قصة علي كل لسان في الكرة الخليجية, تحول عقده إلي مزاد علني تتنافس عليه8 أندية, وصل سعره الآن إلي10 ملايين دولار180 مليون جنيه مصري وربما يصل لضعف هذا المبلغ خلال أيام! أتحدث عن السوري عمر خربين الذي استعاره الهلال السعودي من الظفرة الإماراتي مالك عقده5 أشهر مقابل مليون دولار, لكن اللاعب تحول في أيام قليلة إلي سوبر مان, أصبح يسجل هدفين أو ثلاثة في كل مباراة, قاد الهلال لتحقيق الدوري وسجل هاتريك في المباراة الأخيرة, ثم عبر به من دور المجموعات لدوري أبطال آسيا بهاتريك آخر في مرمي الريان القطري.. ويقوده اليوم الخميس في نهائي كأس الملك أمام الأهلي. خربين أكل الجو من مواطنه عمر السومة لاعب أهلي جدة, ومن محمود عبد المنعم كهربا الذي تألق في السعودية, وربما تنطفئ كل أنواره بعد العودة إلي حرب داحس والغبراء في الزمالك, وكذلك الغيني المخضرم إسماعيل بانجورا, وبات اللاعب النصف مهاري المطلوب الأول علي قائمة أندية الخليج.. والخيار الحقيقي لكل السماسرة ووكلاء اللاعبين. ولم يعد الكثير من اللاعبين يخفون مشاعرهم وهم يرددون بدون حسد: يا بختك ياعمر!