جاء فوز الرئيس الفرنسي المنتخب ايمانويل ماكرون ليثير دهشة الكثيرين حول العالم الذي اعربوا عن مخاوفهم من تولي رئيس لم يكمل عامه ال39 رئاسة فرنسا في وقت يعتبروه عصيبا للغاية خاصة وأن هناك الكثير من القضايا الشائكة التي تهدد مصير البلاد أبرزها مكافحة الارهاب و قضية المهاجرين و اليورو الذي يطالب البعض بالانسحاب منه. إلا أن فوز ماكرون ب10 و66% من الأصوات واكتساحه الانتخابات بدا جليا علي الشوارع التي شهدت خروج الآلاف من الفرنسيين في احتفالات استمرت لساعات طويلة رافعين الاعلام ومؤكدين أن فرنسا تسير في الطريق الصحيح. وقد يري البعض ان الشيب وكبر السن من أهم صفات الرؤساء والحكام الا ان هناك الكثير من الامثلة والنماذج حول العالم جاءت لتعكس خطأ تلك المقولة, ولم يكن ماكرون الرئيس الاول الذي لم يتجاوز ال40 عاما فهناك رؤساء وزعماء لم يتجاوزا هذه السن وحققوا نجاحات وانجازات تحسب لهم, فهناك من يري مواقف زعيم كوريا الشمالية الذي لم يتجاوز ال33 عاما قوية وشجاعة, حيث إنه الزعيم الوحيد الذي تمكن من إرهاب العالم بأكمله ولم يخشي تهديدات امريكا والتي تعد اكبر واقوي دولة في العالم, والذي ورث الزعامة عن والده عام2011 ومنذ ذلك الحين يقوم بإجراء تجارب نووية تثير هلع دول شبه الجزيرة الآسيوية الا انه لم يأبه لتلك المخاوف. وحقق شارل ميشيل رئيس وزراء بلجيكا والذي لم يتجاوز ال40 عاما, الذي تم تعيينه في هذا المنصب منذ3 أعوام نجاحات كبيرة وله قاعدة شعبية تحسب له. وحينما تولي ماتيو رينزي رئاسة وزراء ايطاليا وهو لم يتجاوز42 عاما في2014 أعرب الكثيرون عن مخاوفهم لصغر سنه امام كم المشكلات والأزمات التي تعانيها البلاد إلا انه خالف كل التوقعات. وجيغمه خيسار ملك بوتان الذي لم يتجاوز ال37 عاما وتمكن من الاستيلاء علي العرش بعد تنازل والده بشكل مفاجئ عام2006 ويعد اصغر ملوك العالم. جاستين ترودو رئيس وزراء كندا45 عاما تم تعيينه كرئيس للوزراء فور فوز حزبه باكتساح في الانتخابات الكندية في2015. وتمكنت الجميلة فانيسا دامبروسيو ان تكون من ضمن تلك الأمثلة حيث انها لم تتجاوز من العمر ال30 عاما الا انها تحكم دولة سان مارينو الصغيرة الواقعة جوار إيطاليا. كما شغل فولوديمير جروسمان منصب رئيس وزراء اوكرانيا عام2016 ورغم ان عمره لم يتجاوز38 عاما ورغم الأزمة المشتعلة التي تعيشها البلاد منذ انفصال شبه جزيرة القرم فإنه استطاع ان يحظي بقبول الجميع. ومن جانبها أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن ماكرون يستحق الفوز وأن أي نتيجة غير ذلك كانت ستكون كارثية علي مستقبل فرنسا واوروبا بالكامل مشيرة إلي أن أوروبا عاشت لحظات عصيبة وأنها لم تستطع أن تتقبل مفاجأة أخري خاصة بعد قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز الرئيس دونالد ترامب بالرئاسة.