أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تقف في الصفوف الأولي في مواجهة الإرهاب, ويتحمل شعبها في صمود وتضحية ثمنا باهظا للتصدي لهذا الخطر الجسيم عاقدين العزم علي هزيمته والقضاء عليه وعلي التمسك بوحدتنا وعدم السماح له بتفريقنا. وشدد علي أن القضاء نهائيا علي الإرهاب يستلزم مزيدا من التكاتف بين جميع القوة المحبة للسلام في المجتمع الدولي, ويتطلب جهدا موحدا لتجفيف منابعه وقطع مصادر تمويله, سواء بالمال أو المقاتلين أو السلاح. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس التي ألقاها أمام جلسة حوار بحضور بابا الفاتيكان بفندق الماسة موضحا أن أرض مصر الطيبة سطرت رسالة مضيئة بين رسالات السماء إلي البشر, مضيفا أنه علي أرض مصر وجد السيد المسيح والسيدة مريم الأمن والأمان والسلام. وأعرب الرئيس عن خالص تقديره واعتزازه بقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان ومواقفه الإنسانية النبيلة التي تنزع الشر واليأس من حياة الناس.. مشيرا إلي أن البابا فرانسيس يتمتع بحكمة عميقة تدرك أهمية التعامل مع تعقيدات واقع صعب. وخاطب الرئيس بابا الفاتيكان قائلا: انني أؤكد لكم قداسة البابا أن مواقفكم التي تقوم بتشجيع التسامح والسلام والتعايش بين جميع الأمم هي موضع إعجاب واحترام فمصر علي مر العصور كانت الأرض المباركة حاضنة للتنوع الحضاري والديني والثقافي وموطنا لشعب طيب الأعراق يؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع, وبأن رحمة الخالق عز وجل تسع البشر جميعا من كل الأجناس والعقائد. وأضاف الرئيس: قداسة البابا فرانسيس, إننا نعتبر زيارتكم التاريخية إلي مصر والتي تتواكب مع الاحتفال بالذكري السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان بمثابة رسالة تؤكد ما ترتبط به مصر والفاتيكان من علاقات تقدير واحترام تتأسس علي إيمان مشترك بالقيم الأخلاقية الرفيعة التي رسختها الأديان السماوية لتكون دستورا لتعايش البشر علي الأرض في سلام ومحبة وأساسا لمنع الصراعات التي لا تنشر سوي العنف والدمار بين أبناء الأسرة الإنسانية. من جانبه أكد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان أن العلاقات بين مصر والفاتيكان تتسم بالصداقة والتقدير والتعاون لافتا إلي أن مصر تلعب دورا لا غني عنه في الشرق الأوسط, وبين البلدان التي تبحث عن حلول للمشكلات المعقدة لتفادي الانحدار في دوامة عنف أكثر خطورة مثل العنف الأعمي وغير الإنساني, والناتج عن الرغبات الجامحة للسلطة وتجارة الأسلحة والمشاكل الاجتماعية الخطيرة والتطرف الديني. وقال البابا فرانسيس إن لدي مصر واجب فريد في تقوية وتعزيز السلام في المنطقة, رغم ما تعانيه من عنف تسبب للعديد من الأسر في الألم, كما عاني أيضا العديد من الشباب ورجال القوات المسلحة المصرية والشرطة والمواطنين المسيحيين وآخرين مجهولين سقطوا جميعا نتيجة لأعمال إرهابية مختلفة, بالإضافة إلي عمليات القتل التي أدت إلي تهجير المسيحيين من شمال سيناء. وقدم بابا الفاتيكان- في كلمته- العزاء في ضحايا الهجمات ضد الكنائس القبطية, في شهر ديسمبر الماضي أو الهجمات الأخيرة في طنطا والإسكندرية, قائلا أقدم لأقاربهم ولكل مصر أحر التعازي وأتمني للجرحي الشفاء العاجل. وثمن البابا فرانسيس, الجهود التي تبذل من أجل تحقيق العديد من المشروعات القومية وأيضا الكثير من المبادرات التي تم اتخاذها لصالح السلام في البلاد وخارجها من أجل الوصول إلي التنمية والازدهار والسلام الذي يريده الشعب ويستحقه.