في قرية دندرة بمحافظة قنا وفي رحاب الأسرة الدندراوية, وبرعاية كريمة من الأمير هاشم الدندراوي, رئيس مجلس إدارة مراكز دندرة الثقافية.. انطلقت السبت الماضي الدورة الثالثة من منتدي دندرة الثقافي, الذي شب عن الطوق ونجح باقتدار عبر فترة زمنية قصيرة في ان يكون معلما من معالم العمل الثقافي الهادف والبناء ليس علي مستوي الصعيد فقط بل علي المستوي الوطني كله, طبقا لإفادات الكثير من المفكرين والكتاب المشاركين الذين شهد العديد منهم أن هذا أكبر تجمع وأكبر عرس للثقافة يحضره أو يشارك فيه علي الإطلاق. لقد نجح المنتدي عبر الدورتين السابقتين في أن يبث قدرا كبيرا من الحيوية في المجتمع الثقافي في جنوب مصر وأن يضخ دماء جديدة وفوارة في شرايين العملية الثقافية, بالنظر لإدراك القائمين علي فكرة المنتدي للترابط بين التنمية والثقافة, وبين التعليم المتجدد والثقافة.. حيث وفر منتدي دندرة الثقافي الذي يقام بالجهد الأهلي والطوعي- منصة هائلة للتلاقي والتفاعل الحر والخلاق بين عدد كبير من ألمع الأسماء وأبرزها علي المستوي الوطني من المفكرين والكتاب والمثقفين والمبدعين وبين آلاف الحضور من أبناء الجنوب جمهورا ومبدعين وأصوات واعدة. في هذه الدورة وقع الاختيار علي موضوع القراءة وأهميتها, فأهمية القراءة والتي يمكن إيجازها في أن القراءة حياة.. فهي حياة تضاف إلي حياة القارئ وتتجدد مع كل كتاب, وهي أيضا حرية ونور وانعتاق وحوار مع الأفكار والآراء والتصورات والأخيلة.. ومضاد حيوي للتطرف والتعصب والإقصاء, فكلما ازداد المرء قراءة ازداد تسامحا وانفتاحا. افتتح المنتدي الأمير هاشم الدندراوي الذي بدأ كلمته بإلقاء الضوء علي المشاهد المفجعة الساعية إلي إشعال الفتنة في رحابة العيش المشترك وخلخلة الأخوة المجتمعية التي تربط ما بين المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين, مؤكدا أن هذا الواقع الأليم لن يطفئ الهمة في إرادتنا العازمة علي الإصلاح الإنساني, وأن الرد الناجع علي الإرهاب والعنف يكون بتوسعة دائرة السلام والعمار وذلك بالعمل جميعا دولة ومؤسسات وجموعا وأفرادا في أربعة مجالات: التنمية الشاملة المستدامة, وبناء الإنسان المتمكن من حسن إدارة حياته الشخصية, ورفع جناح الوصاية والقوامة عن جيل الشباب واحترام عقولهم. مع الانتباه الي دور المرأة البنيوي في صنع السلام في المجتمع والوطن.. وعن المحور الرئيسي للمنتدي طالب بإعمال العقل عبر القراءة وعدم تعطيل هذه النعمة وتركها تراوح في التلقين والاستظهار بل إعمال كوامنها في كل ما نقرأ ونسمع ونشاهد. شارك في دورة هذا العام عدد كبير من الأسماء اللامعة( بدون ترتيب ومع حفظ الألقاب) أحمد الجمال, محمد أبوالفضل بدران, نصر محمد عارف, عمار علي حسن, الروائي إبراهيم عبدالمجيد, جمال زايدة, سيد محمود, محمد جمال الغيطاني, هبة دربالة, نهال القويسني, منصورة عزالدين, عزة سلطان.. وعدد كبير من الشعراء من العراق ومن مختلف أنحاء مصر بالإضافة الي فقرات متنوعة من التراث والفلكلور الصعيدي شملت مهرجان الفروسية ومهرجان لعبة العصا وسامر العرب الذي قدمه عدد من أبناء الجبلاو. كانت مفاجأة هذا العام هي مهرجان دندرة القرائي للطفل حيث تم تنفيذ عدد من ورش العمل الخاصة لتنمية القراءة لدي الطفل وقام علي تنفيذها مركز دندرة لتنمية الطفل ومدارس دندرة للتأصيل المعرفي بمشاركة مركز رايس للبحوث بالجامعة الأمريكية وهيئة التعاون الدولي اليابانية جايكا والكنيسة الإنجيلية وجمعية المستقبل للصم وضعاف السمع وكلية التربية والتربية النوعية بجامعة جنوب الوادي وجمعية انا مصري وقصر ثقافة قنا ومؤسسة تنويرة.