تفشت ظاهرة الغش التجاري في الأسواق السوهاجية من بعض ضعاف النفوس- وذلك عقب الارتفاع الكبير في الأسعار ولكثير من السلع وخاصة التي لا يستغني عنها المواطن يوميا كمنتجات الألبان, واللحوم البلدية, والتوابل, ولم يقتصر الغش علي السلع الغذائية فقط.. وامتد للأجهزة الكهربائية والمستحضرات الطبية, وغيرها مما جعل المواطن يكتوي بنار الأسعار وتوابع شرائه سلعا مغشو ة تترتب عليها إصابته وأسرته بأضرار مالية وصحية في ظل غياب الرقابة علي الأسواق التي جعلت من المواطن السوهاجي ضحية جشع واستغلال التجار. قال علي دومة موظف: منتجات الألبان أكثر السلع الغذائية تعرضا للغش التجاري.. لدرجة أننا أصبحنا نتمني شراء كيلو لبن ليس مغشوشا بالماء!!.. مشيرا إلي أن ظاهرة غش اللبن انتشرت بشكل كبير في كافة أنحاء سوهاج للأسف الشديد دون مراعاة لظروف الأطفال الصغار وكبار السن الذين يعتمدون علي الألبان ومنتجاتها كمصدر غذاء أساسي لهم مما يتطلب إحكام الرقابة علي الألبان التي يتم بيعها في المحلات.. وعلي عينك يا تاجر, ولدي الباعة الجائلين وكذلك الجبن والزبادي والسمن البلدي الذي يتم خلطه بالمسلي الصناعي ويباع الرطل بسعر60 جنيها تضيف فريال محمود ربة منزل: الغش وصل إلي التوابل حيث ذهبت إلي سوق طما الأسبوعي لشراء بعض التوابل ومن بينها الشطة الناعمة ولكني لاحظت أن رائحتها غريبة, فرفضت شراءها وفي اليوم التالي اكتشفت أنه تم القبض علي البائع لاستخدامه نشارة خشب ناعمة وصبغها باللون الأحمر وبيعها علي أنها شطة. يقول أحمد رضوان بكالوريوس التربية: العصائر تصنع في أماكن مجهولة والمياه الغازية التي تحمل أسماء مختلفة عن التي اعتدنا عليها.. تنتشر في بعض الثلاجات.. والبسطاء يتداولونها, لثمنها البخس, ويطالب مسئولي الصحة والتموين بالمحافظة بتكثيف حملاتهم لضبط العصائر والمياه الغازية المغشوشة وأماكن تصنيعها قبل حلول فصل الصيف الذي يشهد إقبالا عليها. يروي محمد جاد الحق, ليسانس آداب قصته مع إحدي وقائع الغش قائلا: اشتريت هاتف محمول وبعد عدة أيام اكتشفت وجود عيب بالسماعة فرجعت إلي البائع الذي رفض استبداله أو إصلاحه بحجة أنه مستورد وليس له شهادة ضمان مما اضطرني إلي إصلاحه علي حسابي الخاص.. وتساءل عن دور جهاز حماية المستهلك في حماية المواطنين خاصة بالنسبة للسلع المستوردة. وقالت نرمين أحمد طالبة: تباع مستحضرات التجميل مجهولة المصدر علي الأرصفة.. وتنتشر بشكل غير عادي وتلقي إقبالا من طالبات المدارس والجامعات بسبب رخص ثمنها علي الرغم من المخاطر الصحية المترتبة عليها, وقد تصيب بسرطان الجلد, مطالبة بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة للقضاء علي هذه الظاهرة من المنبع. وأكد أحمد فؤاد عمران مراقب عام الأغذية بمديرية الصحة بسوهاج أن الحملات التي تقوم بها المديرية أسفرت عن ضبط العديد من حالات الغش التجاري كان آخرها حملة بقيادة الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج أسفرت عن ضبط سيارة بمدينة ناصر تحمل عبوات عصير منتهية الصلاحية وضبط مخزن للأغذية غير مرخص. أضاف أنه تم ضبط ألبان موضوعة ببراميل خاصة بالمواد الكيماوية وتم تحرير محضر لصاحبها لعدم حمله شهادة صحية, وآخر لعدم حمله رخصة بائع متجول وثالث لاستخدامه أوعية غير مطابقة لقرارات الأوعية, وتم سحب عينات منها وأرسلت للتحليل كما تم ضبط130 كيلو لبن بأقساط غير مطابقة لقرارات الأوعية وتم سحب عينات منها وإرسالها للتحليل كما تمكنت إدارة مراقبة الأغذية من ضبط أحد مصانع المياه الغازية يستخدم مادتي الإسبرتام والاسيسلفام ك المحظورة بديلا عن السكر نظرا لارتفاع ثمن السكر حيث أن كيلو إسبرتام يعادل200 كيلو سكر في التحلية. وأشار إلي أنه تم ضبط5400 زجاجة مياه غازية تحتوي علي مواد محظور استخدامها تمت إضافتها للمياه الغازية و9000 زجاجة أخري غش تجاري, كما تم ضبط حالة أخري مشابهة بمخزنين بطما تابعين لشركات أخري تستخدم ذات المادة المحظورة حيث تم ضبط7069 زجاجة و2028أخري بغش تجاري, مشيرا إلي أن المديرية أنهت استعدادها لاستقبال فصل الصيف, حيث يتم تكثيف الحملات علي العصارات والمشروبات والمطاعم, مؤكدا استمرار مديرية الصحة في حملاتها للقضاء علي ظاهرة الغش التجاري في السلع الغذائية نظرا لخطورتها البالغة علي صحة المواطنين. و أوضح أحمد حسين وكيل وزارة التموين أن أجهزة الرقابة التموينية بالتنسيق مع مباحث التموين تقوم بصفة يومية ومستمرة بشن حملات علي الأسواق والمحلات التجارية والأسواق الأسبوعية بالقري والمراكز لضبط حالات الغش التجاري في السلع وخاصة غير الصالحة للاستخدام الآدمي, بهدف حماية المواطن السوهاجي من محاولات الغش التجاري, والتي تصيبه بأضرار مادية وصحية, مشيرا إلي أنه تم مؤخرا ضبط40 قضية تموينية متنوعة ما بين عدم الإعلان عن الأسعار, وعدم حمل شهادة صحية وإنتاج خبز ناقص الوزن وعدم مطابق للمواصفات وسلع غذائية منتهية الصلاحية مؤكدا أن الحملات الرقابية مستمرة لضبط الأسواق وحماية المستهلك.