ديمة محمود شاعرة حقيقية.. لا تصدر أصواتا وشقشقة لمجرد التواجد لكنها تشع أحاسيس وطاقات ترقي إلي مرتبة الإضاءة الإنسانية, قاموسها من العطاء وفير ولهذا فقاموسها اللغوي وفير أيضا وطازج وحي.. و لعل اسمها يدل عليها, فالديمة هي السحابة غزيرة المطر كما تصف بها فيروز حبيبها في أغنية نزار قباني لا تسألوني ما اسمه حبيبي حين تصفه بالديمة السلوب وكما أدهشني ديوان ديمة محمود المسمي أشاكس الأفق بكمنجة كذلك مندهشا أكتب عنها تأمل تلك الصورة الزبد خطيئة البحر وشهوة القاع تعمد الرمل فيولد الشاطئ والزرقة شبق اللون تقذف الطحلب في رعشة محراب الملح فيخضر مدمعه وفي قصيدتها لن أسمي الحصي كستناء تقول في بساطة: ليست سوداوية ولا اكتئابا حادا لا أعاني من عقدة نفسية تجاه الفرح أو التفاؤل لم أتعاط جرعة عالية من المورفين ولم أتقن لف لفافات الحشيش بعد لأدمنها كل ما في الأمر أنه لا يمكنني أن أنقسم نصفين لا أجيد المكياج كثيرا ولم أعتد استعماله باستمرار كل الرجال الذين أحبوني أجمعوا أنني أجمل بدون أقنعة سان لوران وديور وفي قصيدة قراءة في مزمار التكوين: غدوت مهووسة بالحب والموسيقي والعناق والفودكا وتسلقت قوس قدح لأجد في أرجوحة حذاء سندريلا ووصلت حبالي السبعة بالعصافير فاحتللت النقائض وانسلخت من الشوك تعطيفة من الطزاجة والتعتيق والمرونة واللدونة والحكمة.. والجنون حتي تهللت كدلفين بين الماء والبيانو تأمل ترتيب الكلمات كي تصل بك إلي الأفق المطلوب لتدخلك في الشبكة العنقودية الحية الآنية لإنسان هذا العصر التكنولوجي شديد التعقيد! إن ديمة محمود شاعرة. صادقة جدا.. عصرية جدا.. طازجة جدا تملك عينا راصدة لجيناتها المحدقة في الآني والمجهول. أما العين الثانية الحانية فهي تلك العين التي رصدت الشاعرة وأحست مشاعرها وتبنتها لتقدمها في ديوان ورقي من خلال دار النشر التي تديرها إنها عين الدكتورة فاطمة البودي المثقفة الواعية والتي ترعي الإبداعات الواعدة لتقدمها من خلال دار النشر المعروفة والتي هي اسم علي مسمي دار العين فهي الأخري تشاكس الأفق بكمنجة ليكتمل اللحن الجميل ويصل إلي الآذان والقلوب معا.