ألقت العمليات الإرهابية الأخيرة بظلالها علي افتتاح الدورة ال19 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة أمس بقصر ثقافة الإسماعيلية بخلاف حالة التأمين الشديدة التي شهدتها المدينة لضيوف المهرجان ومقر إقامة حفل الافتتاح. لم تخل كلمات المسئولين سواء وزير الثقافة حلمي النمنم, أو اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية, والناقد عصام زكريا رئيس المهرجان, من عبارات التحدي لتجار الموت وأكد عصام زكريا أن الثقافة هي أنجح علاج ضد الموت والتطرف, مشيرا إلي أن مصر ستظل صامدة في وجه الإرهاب بفنها وثقافتها. وقال وزير الثقافة حلمي النمنم: إن هذا المهرجان ما كان لينعقد لولا اقتناع الدولة بأهمية دور الفن والثقافة في الحياة العامة ومواجهة الإرهاب, مشيرا إلي أننا نتمسك بمصريتنا ولن نتزحزح عنها أبدا وبرغم العمليات الإرهابية لن نسمح لتجار الموت أن يقتربوا من حريتنا. فيما أشار اللواء ياسين طاهر, محافظ الإسماعيلية, إلي أهمية أن يكون ضيوف المهرجان سفراء لمصر بالخارج, وأننا نبعث من خلال هذا المهرجان برسالة مفادها أن مصر محبة للسلام وما نريده هو التنمية الشاملة, واعدا باستمرار المهرجان والحفاظ عليه عقب استرداده العام الماضي, خاصة أن شعب الإسماعيلية محبا للثقافة والفنون. إلي جانب ذلك سيطرت حالة أشبه بالحداد غير المعلن علي أجواء حفل الافتتاح حيث غابت كل مظاهر البهجة والاحتفالات التي كانت تحييها فرق السمسمية والفنون الشعبية احتفالا بالمهرجان وضيوفه, ليقام المهرجان وسط أجواء عادية, حيث توافد ضيوف المهرجان علي مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية ليبدأ الحفل فور وصول حلمي النمنم, واللواء ياسين طاهر, والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بدون استعراض حفل الافتتاح وتم الاكتفاء بالموسيقي التي أ هداها الموسيقار تامر كروان إلي المهرجان علي خلفية لشعار المهرجان. وأعلن عصام زكريا إهداء الدورة إلي روح الناقد الكبير سمير فريد, والمخرج محمد كامل القليوبي, كما تم تكريم مخرج الأفلام التسجيلية هاشم النحاس والذي أهدي التكريم إلي زوجته المخرجة فريال فهمي مما تسبب في حالة تصفيق شديدة من جمهور المهرجان تحية له, كما أعلن رغبته في تنفيذ مشروع قبل وفاته وهو جمع الشباب الطموح من المخرجين لتقديم أفلام عن الإنسان المصري علي مستوي الأدب والقصة والشعر والفنون التشكيلية. وفي نهاية الحفل أعلنت مقدمة الحفل المذيعة هويدا صالح عن أسماء لجنة التحكيم وهم مارجريتا ماجريجي رئيس لجنة التحكيم, وعضوية أرون شادا الهند, مانو جيروسا إيطاليا, يونج آه هان كوريا الجنوبية, دارين سلام الأردن, والمخرج أحمد عبد الله مصر. وعقب نهاية الحفل عرض فيلم الافتتاح الإسباني ما وراء الفلامنكو للمخرج العالمي كارلوس ساورا, وقد استاء الحضور من الصورة السيئة للفيلم والتي جاءت في عدد كبير من مشاهدها مظلمة, كما لم يتفاعل عدد من الحضور مع الفيلم ولاسيما أنه فيلم موسيقي استعراضي في المقام الأول رغم لغته السينمائية المميزة, في الوقت الذي انصرف فيه وزير الثقافة لحضور حفل العشاء علي شرف المهرجان. علي هامش الحفل علي الرغم من إصدار إدارة المهرجان بيانا إعلاميا قبل الحفل بيوم واحد تعلن فيه الوقوف دقيقة حدادا علي أرواح ضحايا التفجيرات الإرهابية الأخيرة, وروح الناقد سمير فريد والمخرج محمد كامل القليوبي, خلال حفل الافتتاح, إلا أن الحفل لم يشهد هذا الأمر حيث تناست إدارة المهرجان ذلك. وقع الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان في خطأ حول المسمي الوظيفي للدكتور خالد عبد الجليل خلال توجيه التحية له حيث قال وزير الثقافة للسينما بدلا من مستشار وزير الثقافة للسينما مما تسبب في ضحك وزير الثقافة والحضور, قبل أن يتدارك زكريا الأمر ويصحح المسمي الوظيفي له. أخطأت مقدمة الحفل هويدا صالح حينما قامت بترجمة كلمة المخرج هاشم النحاس إلي الإنجليزية لتقول إنه أهدي التكريم إلي زوجته فريال كامل بدلا من فريال فهمي, دون أن تصحح الخطأ.