وصل الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له إلي إثيوبيا في آخر محطاته الأفريقية, حيث من المقرر أن يلتقي نظيره الأثيوبي ميليس زيناوي صباح اليوم, بعدها يلتقي رجال الاعمال والمستثمرين من الجانبين, لبحث آفاق التعاون والمشروعات المشتركة. تتناول المباحثات إمكانية تحقيق الاستفادة من مياه النيل بين دول الحوض بما يؤدي إلي تحقيق التنمية وإقامة مشروعات مشتركة تحقق الفائدة لجميع دول الحوض, وتهدف هذه الزيارة إلي تحقيق هدفين أساسيين يتمثلان في التدشين لعلاقات جديدة, وتصفية وإنهاء أية خلافات عالقة منذ سنوات بشأن أزمة مياه النيل. تأتي زيارة رئيس الوزراء لإثيوبيا في ضوء التطور الأيجابي الذي تشهده العلاقات بين البلدين حاليا بعد الخطوة الأثيوبية بتأجيل التصديق علي الاتفاقية الاطارية- اتفاقية عنتيبي الخاصة بمياه النيل- حتي يتم انتخاب رئيس جديد لمصر وذلك تقديرا للثورة, التي وجه لها رئيس الوزراء الإثيوبي التحية وقال إنها أعادت لمصر صورتها الحقيقية وستعيد دورها في المنطقة. وكان ميليس زيناوي قد قال إن بلاده لن تصدق علي الاتفاقية المبرمة بين دول الحوض مالم تقم مصر بدراستها وتتأكد من أنها لن تؤذيها فإذا ثبت أن للاتفاقية أية أثار سلبية علي مصر والسودان فإن إثيوبيا ستلغيها وتتجه لاتفاقية أخري يوافق عليها الجميع كما تأتي زيارة رئيس الوزراء لاثيوبيابعد انشهد أمس الخميس حفل تنصيب الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني لفترة رئاسية جديدة, في حضور نحو15 رئيس دولة وحكومة منهم رؤساء كينيا ونيجيريا وزيمبابوي والصومال والكونغو وتنزانيا, إضافة إلي رئيس حكومة الجنوب السوداني سليفا كير. وجرت مراسم الاحتفال وسط إجراءات مشددة تخللتها احتفالات فلكلورية تعكس الطابع الأوغندي والأفريقي, وشارك فيها عدد كبير من الجماهير العادية باعتبار أن أمس كان عطلة رسمية بمناسبة تنصيب موسيفيني. وقبل تنصيب موسيفيني لفترة رئاسية سادسة قدمت الحكومه الأوغنديه استقالتها صباح أمس إلي الرئيس, وتسببت الاستقاله في عدم إجراء مقابلات بين الوزراء المصريين ونظرائهم الاوغنديين, حيث كان من المقرر اجراء مباحثات بين وزراء الخارجيه والكهرباء والري ولم يتم ذلك. وفي لفتة تعكس تقدير أوغندا للثورة المصرية, توجه الرئيس الأوغندي موسيفيني إلي الدكتور عصام شرف أثناء جلوسه بين المشاركين في الاحتفال وصافحه بحرارة. ووجه رئيس الوزراء تهنئة الشعب المصري وحكومته والمجلس الأعلي للقوات المسلحة للرئيس الأوغندي بإعادة انتخابه وأبلغه بأنه يحمل له رسالة من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. ورد موسيفيني بأنه سيلتقي به عقب الاحتفال والوفد المرافق له. وعقب الاحتفال التقاه شرف بقصر الرئاسة في كمبالا وسلمه رسالة خطية من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, وأعرب الرئيس الاوغندي عن تقديره لثورة الخامس والعشرين من يناير وما قامت به من إنجازات في مقدمتها إستعادة مصر لدورها الريادي سواء علي المستوي الأفريقي أو العربي. من جهته, أكد الدكتور شرف أن مصر حريصة خلال المرحلة القادمة علي تدعيم علاقاتها مع الدول الأفريقية, وخاصة دول حوض النيل من أجل إحداث نهضة للقارة الأفريقية. من ناحية اخري, افتتح الدكتور عصام شرف أمس مقر السفارة المصرية بالعاصمة الأوغندية كمبالا بعد الانتهاء من تجديدها, وذلك علي هامش زيارته التي اختتمها مساء أمس بلقاء مع الرئيس يوري موسيفيني. وصرح الدكتور شرف عقب الافتتاح بان العلاقات المصرية الاوغندية في تطور مستمر بعد ثورة25 يناير, وأن هناك صفحة جديدة بدأت لتعزيز العلاقات بين مصر ودول القارة الافريقية خاصة دول حوض النيل, مؤكدا أن تحقيق التنمية هدف اصيل ومشروع لكل الدول شريطة عدم الاضرار بمصالح وحقوق الاخرين. وقال إن علاقاتنا بدول الحوض يجب الا يتم اختزالها في ملف المياه فقط, بل يجب أن تتعداه الي تحقيق التنمية المستدامة لجميع دول الحوض وعمل شراكات وتكامل بين شعوب النيل في كافة المجالات. وردا علي سؤال حول تطورات الوضع الداخلي وما تشهده مصر من اضطرابات أكد رئيس الوزراء مجددا أن الحكومة ستتعامل بحزم وشدة ضد من يعبث بأمن واستقرار البلاد, من خلال تطبيق القانون. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل مابعد الثورة ووصفه بأنه باهر مدللا علي ذلك بما لمسه خلال سلسلة لقاءاته مع كبار المسئولين في الحكومات الذين زاروا مصر او في مباحثاته خلال زياراته للخارج. وطالب شرف الشعب المصري بعدم الانسياق وراء اصحاب المصالح الخاصة الذين يستهدفون اجهاض الثورة وحدد الدكتور عصام شرف أسباب وقوع حادث إمبابة وغيره من حوادث الانفلات الأمني في الآونة الأخيرة في ثلاثة أسباب, واصفا ما حدث في إمبابة بالسفه. وأوضح شرف- في تصريحات له أمس الخميس للوفد الإعلامي المرافق له في زيارته لأوغندا- أن أول هذه الأسباب أن مؤسسة الشرطة قد انهارت تقريبا بعد الثورة, مؤكدا السعي لإعادة بنائها, منوها بأن الأمن ليس كما كان عليه ولكن هناك تطورا في انتشاره ووجوده بالشارع الآن. وأضاف: ثانيا أن الشعب كان تحت ضغط وأحس في فترة من الفترات بأنه قد أهين في كرامته إضافة إلي شعوره بالضغط والإحباط, ولذلك فإن الثورة لم يكن لها- لأول مرة- قائد ولكن كان الشعب كله قائدها ووراءها. وتابع رئيس الوزراء: ثالثا وأخيرا, هناك ممن حقق مصالح ضخمة, وكانوا قد أنفقوا عليها الكثير من قبل لذا أرادوا الإبقاء عليها, بأي شكل, لأن المسألة أصبحت بالنسبة لهم حياة أو موت, مشيرا إلي أن التحقيقات الجارية مع هؤلاء تكشف محاولاتهم لضرب استقرار البلاد. ووصف شرف ما حدث في إمبابة بأنه غير منطقي معبرا عن استغرابه لتفسير ما حدث من زواج مسلم بمسيحية أسلمت وهربت أو العكس بأنه فتنة طائفية خلفت وراءها12 قتيلا وأكثر من260 مصابا وأن تشتعل معارك لا أساس لها. وقال إن هناك من يضخم الأمور والأحداث من وجهة نظري في الدين ويشعل نار الفتنة بين المسلمين والأقباط, منوها إلي أن مثل هذه الأمور كانت تعالج من منطلق المواءمات وليس منطلق القانون. وأوضح رئيس الوزراء أن ثورة25 يناير ثورة ضخمة جدا وسيعرف الشعب مدي حجمها مع مرور الوقت, معربا عن أمله في سيادة دولة القانون. وطالب شرف بعدم اعطاء حادث إمبابة وغيره أكثر من حجمه, قائلا إن مصر ليست بلدا صغيرا وأنها عظيمة ومستقبلها باهر جدا وليطمئن كل أفراد الشعب سواء طالت الفترة الانتقالية أو قصرت. وأكد أهمية وقوف الشعب بحزم خلف ثورته وإيمانه بأن ما يحدث لا يسمي فتنة طائفية وإنما تدخلات ومصالح شخصية, وأن يضع الشعب القضية علي كفتين الأولي المستقبل الباهر لبلده والثانية محاولة البعض تفتيت البلد وهم مخطئون لأنهم يسمحون بتدخلات خارجية.