بينما تتواصل جهود المجتمع الدولي للوصول إلي حل توافقي للأزمة السورية وصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أمس إلي موسكو لمواجهة القيادة الروسية حول دعمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكان تيلرسون صرح خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في إيطاليا بأنه يتعين علي روسيا إعادة النظر في تحالفها في ظل الهجوم الكيميائي الذي تتهم واشنطندمشق بارتكابه في خان شيخون في شمال غرب سوريا. وأضاف: أعتقد أنه من المفيد أيضا التفكير في انحياز روسيا إلي نظام الأسد والإيرانيين وحزب الله في الحرب المستمرة في سوريا منذ ست سنوات. وتابع الوزير الأمريكي متسائلا: هل يخدم هذا التحالف مصالح روسيا علي المدي الطويل؟ أم أن روسيا تفضل أن تكون إلي جانب الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخري ودول الشرق الأوسط التي تسعي إلي حل الأزمة السورية؟ وقد جرت العادة أن يلتقي وزراء خارجية الولاياتالمتحدة الرئيس فلاديمير بوتين أثناء زيارتهم العاصمة الروسية لكن المسئولين الروس قالوا: إنه ليس هناك أي قرار بعد حول هذا الشأن. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس: إن موسكو سوف تطالب الأممالمتحدة بإجراء تحقيق بشأن حادث الأسلحة الكيميائية الذي وقع الأسبوع الماضي في سوريا. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن بوتين وصف الحادث بأنه استفزاز من المتمردين, وقال إن روسيا لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن هناك خططا لشن هجمات مماثلة في مناطق أخري في سورية, من بينها العاصمة دمشق. وقال بوتين: إن الضربة الصاروخية الأمريكية تذكر بالهجوم الذي وقع عام2003 في العراق, والذي أدي إلي ظهور تنظيم داعش الإرهابي. ومن جانبها, أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أمس عن اجتماع لوزراء خارجية روسياوسورياوإيران نهاية هذا الأسبوع في موسكو. وقالت المتحدثة لوكالة فرانس برس من المقرر أن يعقد اجتماع ثلاثي نهاية الأسبوع يضم وزراء الخارجية الروسي سيرجي لافروف والسوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن مصادر دبلوماسية أنه من المتوقع وصول المعلم وظريف الجمعة المقبل إلي العاصمة الروسية. وفي السياق نفسه, عبر وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبري عن استعدادهم للعمل مع روسيا من أجل حل الصراع في سوريا, فيما لو استخدمت موسكو نفوذها ومارست الضغط علي الجانب السوري لدفعه للالتزام بعملية سياسية حقيقية. جاء هذا الموقف في بيان أصدره وزراء خارجية كل من إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا بالإضافة للممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني, عقب اجتماع لهم دام يومين في مدينة لوكا بمقاطعة توسكانا وسط إيطاليا. وجاء في البيان- الذي بثته وكالة أنباء آكي الإيطالية- يعرب وزراء خارجية مجموعة الدول السبع عن قناعتهم بأن روسيا تمتلك حاليا فرصة من أجل العمل علي حل الصراع وتحقيق الاستقرار في سوريا. وعبر الوزراء عن استعداد دولهم للتعاون مع روسيا لو مارست نفوذها علي دمشق, وكذلك المساهمة في تحمل تكلفة إعادة الإعمار في البلاد, مشددين علي أن ما تقوم به موسكو حاليا يعطل عملية تعاونها المستقبلي مع الأطراف الدولية. ويسعي وزراء خارجية الدول السبع لممارسة المزيد من الضغط علي روسيا من أجل مراجعة موقفها المساند للأسد. وفي الملف السوري, أعاد الوزراء التأكيد علي دعمهم لعملية انتقال سياسي حقيقي تتمتع بالمصداقية علي أساس بيان جنيف والقرار الدولي رقم..2254 معلنين التمسك بدعم جهود الأممالمتحدة في رعاية المفاوضات بين الأطراف السورية, وفق البيان. وحث المشاركون الحكومة السورية والأطراف الداعمة لها, خاصة إيرانوروسيا, علي إظهار إرادة حقيقية في الشروع بعملية تفاوضية سياسية تلبي طموحات الشعب السوري. وطالبت الدول الموقعة علي البيان بإجراء تحقيق دولي لمعرفة مدي مسئولية الحكومة السورية وتنظيم داعش عن استخدام أسلحة كيمياوية, حيث يجب ألا يظل هذا الأمر ضمن إطار المحظورات, علي حد قولهم. ودعوا الحكومة السورية وحلفاءها للتعاون مع الأممالمتحدة لإجراء تحقيقات دولية مستقلة وشفافة, خاصة في الهجوم الذي ضرب منطقة خان شيخون في إدلب السورية في4 أبريل الجاري. كما عبر الوزراء عن تفهمهم للرد الأمريكي علي الهجوم المذكور.