أرجع عدد من الإعلاميين مسئولية حالة التردي التي يشهدها الإعلام إلي غياب الهيئات والمؤسسات المنظمة للعملية الإعلامية وطالبوا بالإسراع في إنشائها مؤكدين أننا نمر بحالة من الانفلات الإعلامي تعمل علي نشر الفوضي وتغيب العقول وتثير الفتن وهو ما يشكو منه المجتمع والدولة في آن واحد. وطالب البعض بضرورة تقنين أداء الإعلانات التي تضر بالمستهلك ووضع القواعد المنظمة وفقا للوائح والمواثيق العالمية لأن هناك حالة من الاستسهال الإعلامي في الفضائيات تتسم بالإثارة وتخل بقيم المجتمع.. وتؤدي إلي فوضي. حمل حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين جزءا كبيرا مما يمر به الإعلام إلي الإعلام الخاص وقال: بالرغم من أنه أعطي بعض الزخم إلا أنه جاء بكثير من السلبيات أيضا ولكن مع نقابة الإعلاميين والمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام سوف تكون هناك متابعة لكل ما يبث عبر الإذاعات وما يعرض عبر الشاشات ومن تراه النقابة لا يلتزم بالمعايير المهنية أو أنه يحتاج إلي تدريب أو غير مؤهل لمزاولة المهنة سوف تتابعه وتتخذ ما يمكن لحماية المهنة, وسوف نري ونتابع وسوف تسري الأمور بشكل عام علي كل من لا يلتزم بالمعايير والمهنية وقال: الأمر يبدأ بالإنذار والإيقاف لفترة ثم الشطب, وسوف يتعرض من يشطب نهائي من العمل الإعلامي للعقوبة الجنائية إلي جانب محاسبة القناة نفسها بدفع غرامة كبيرة في حالة التجاوز أو أن يتم إيقافها تماما, وقال الكنيسي إن حالة الانفلات الإعلامي التي تمر بها طبيعية وتعقب أي ثورة, كما أن إطلاق يد القطاع الخاص دون رقابة من الدولة ولا المجتمع المدني دفع البعض للاستسهال في كل الأمور الإعلامية وأصبح من السهل لأي شخص أن يقدم برنامجا سواء كان مؤهلا أم لا. وقال: نحن في اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين نعمل ليل نهار لخروج ميثاق الشرف الإعلامي ولنعلن للجميع تفعيل ما تراه النقابة للحفاظ علي معايير العمل المهني. يؤكد دكتور سامي الشريف أستاذ الإعلام أن نقابة الإعلاميين ولدت ميتة لأن من تولي التخطيط لها لا ينتمون لكليات الإعلام بدليل أن أول الخطوط العريضة التي وضعت لها أن الممارسين للمهنة هم من يقدم أو يخرج أو يعد برنامجا حتي وإن كان طباخا أو راقصة دون النظر إلي المؤهلات والتخصص وهو ما سوف يتسبب في بطلان تشكيل هذه النقابة دستوريا, وأضاف من حق كل من درس الإعلام الانضمام للنقابة بمجرد تخرجه, فالمهندس يذهب لنقابته بمجرد حصوله علي الشهادة والطبيب كذلك وكل النقابات تحترم التخصص إلا نقابة الإعلاميين, وتساءل هل من حق فيفي عبده دخول النقابة كونها تمارس المهنة وتقدم برنامجا ولا يدخلها خريج كليات الإعلام لأنهم لا يمارسون المهنة وقال: هذا هو الخلل الذي تسبب فيه من قادوا هذه النقابة وهم ليسوا بإعلاميين. ولكي نعيد الانضباط لابد وأن تكون النقابة لأبنائها من الدارسين, من يمارس أهلا وسهلا ولكنه يحصل علي إذن بمزاولة المهنة وإلا أصبح من حق الداية التي تقوم بعملية الطهارة الانضمام لنقابة الأطباء كونها تمارس المهنة. أيضا من حق النقاش ومبيض المحارة أن ينضم لنقابة المهندسين لأنهم يقومون بعمل مهني هندسي, هذا تهريج وفوضي, لو وضعنا ضوابط حقيقية لتعدلت الأمور وتساءل, هل من حق المحامي ممارسة الطب أو يحق للطبيب أن يقوم بعمل المهندس لا يحدث هذا إلا في الإعلام وهذه حالة انفلات لابد من وقفها إما بالعقل أو بالقانون ومن جانبه حذر الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة من حالة الانفلات الإعلامي التي نواجهها لا تليق بمصر كرائدة في الأداء الإعلامي وقال: إن هناك حالة ضياع مهني منذ سنوات وغابت كل الأشكال التي تقنن الممارسات الإعلامية ولم يعد الاهتمام بالتأثير السلبي علي أبناء المجتمع ذا شأن, فبعد أن تركنا الأفلام السينمائية لمنتجين لا يحملون قيما إنتاجية وتركنا المسرح دون إنتاج حقيقي ها هي الفضائيات تقوم بممارسات فوضوية لتنشر الإثارة ببرامجها التي تثير الفتن وعبر العامل من استيائه من تغيب المؤسسات التي تنظم إدارة الإعلام والصحافة في مصر رغم أن الدستور نص عليها من أكثر من3 سنوات وهي المواد213,212,211 وطالب الدولة بالإسراع في إنشاء هذه الهيئات والمؤسسات التي يمكن أن تساعد في تحجيم الفوضي الإعلامية وطالب العالم نقابة الإعلامين بأن تؤدي دورها في تدعيم المهنة بأن تكون هناك لجان نوعية متخصصة ترصد الأداء الإعلامي وتعيد تقييم الممارسات المهنية وطالب بضرورة تقنين أداء الإعلانات التي تضر بالمستهلك بوضع القواعد المنظمة له وفقا للوائح والمواثق العالمية لمنع حالة الفوضي والاستسهال في الفضائيات والتي تخل المجتمع. وأرجع محمد شرف الرئيس السابق للإذاعات الإقليمية فوضي الإعلام إلي الإعلام الخاص وقال: ليست هناك معايير تحكم مقدم البرامج أو المعد أو قارئ النشرة, ولا يوجد تدريب جيد لمن تم اختيارهم للقيام بهذه المهمة وأصبحت الأهواء والمصالح والإعلانات أيضا هي التي تتحكم الآن, وطالب شرف بضرورة التدريب المستمر لمن يريد الاستمرار في مهنة الإعلام وقارن بين الإذاعة والتليفزيون وبين الإعلام الخاص وقال: لم يكن هناك مذيع أو معد أو أي شخص يعمل هناك وهو غير مؤهل, والبرامج تحديدا لا يجب أن يتصدي لها أنصاف المثقفين أوضعيفي الخبرة, وطالب نقابة الإعلاميين بضرورة التصدي لكل ما يحدث الآن وضرورة مراقبة العضو المنسب لمعرفة إن كان يصلح مهنيا أم لا وعليها التصدي للخارجين عن ميثاق شرف المهنة.