هذه ليست شهادة يسجلها واحد من شباب الثورة وانما هي أقرب الي طلقات التحذير الواجبة وقت وقوع الخطر, وما تحدث به طارق زيدان الي الزميل أحمد فرغلي ونشر في الأهرام أمس الأول يستحق التحية قبل التعليق, والأسباب لذلك كثيرة: ** السرد الواقعي لمجريات الأحداث دون ادعاء البطولة المطلقة وفي هذا قوله: الاقدار هي التي دفعتني الي الوجود في قلب وصدارة الثورة, وان الحلم وقتها لم يتجاوز مشاركة عشرة آلاف يوم25 يناير ولكن فضل الله كان عظيما وخرجت مصر كلها, والآن أخشي علي الثورة من الثوار أنفسهم لأن هذه الثورة قامت بشكل عفوي وربما بدعاء المظلومين والمقهورين, كما أن علي من يريد التحدث عن الثورة ان يتعلم إنكار الذات ويعلم أنها أمانة ومسئولية وليست مغنما أو بحثا عن الشهرة وأقول إن هناك من يتحدث عن الثورة ويسئ اليها بل ويستفز الناس بتصريحاته, وهناك من يقيمون محاكم التفتيش لكل الناس بل ويمارسون الدكتاتورية بصورة أبشع من ديكتاتورية مبارك ورجاله. ** التسجيل الدقيق للحظات الفارقة التي عاشتها ميدان التحرير وكان يمكن معها أن تتغير وجهة الأحداث بل وأن ينتهي كل شيء تحت وقع عمليات الترهيب والترغيب, وكيف فشلت المحاولات المستميتة حسب وصفه لصناعة آباء وأبطال للثورة ولكن الاصرار علي عدم التفاوض أو الحوار مع رموز النظام السابق هو الذي اسقطه علي الرغم من الضغوط والمخاطر الرهيبة التي بلغت ذروتها يوم موقعة الجمل. ** توصيفه الصحيح للحالة النفسية التي هي عليها الآن ائتلافات شباب الثورة سواء فيما يخص العلاقة فيما بينهم أو فيما يتعلق برؤيتهم لمن يطرحون أنفسهم مستقبلا لرئاسة مصر, وقد أوضح عدم اعترافه بأي ائتلاف تم تكوينه بعد التنحي لأن البطولة الحقيقية والتضحيات من وجهة نظره كانت قبل سقوط النظام حيث كنا جميعا معرضين للتصفية الجسدية والموت, وقال أيضا إنه لا يعترف إلا بأربعة ائتلافات نختلف ونتفق ونتناقش ثم نصل الي قرارات.. وهذا طبيعي, اما عن الأسماء المطروحة للرئاسة فإن موقع رئيس الجمهورية ذو مقام رفيع وأدعوهم للجلوس مع أنفسهم والتحدث بشكل واقعي, وأعتقد أنهم سوف يعترفون بأن الكرسي كبير جدا ويحتاج الي رجل يقترب من قدر وهامة مصر العظيمة وأهم من ذلك أن يكون قادرا علي التعامل مع مصر بعد25 يناير. ** وبعد مائة يوم علي الثورة يقول طارق زيدان: تعبت كثيرا وعانيت طويلا أنا وزملائي ومنذ أسبوع أوشكت علي أن آخذ قرارا بالانسحاب من كل شيء, وقلت يكفينا مافعلناه في الثورة والسبب يرجع أننا كل يوم نعيش حالات من الفتن والمشكلات ومحاولات سرقة الثورة, وأشد فتنة هي فتنة الأضواء. ** ولا ينسي أن يسجل حالات الذين كانوا يتحدثون عن الثورة في الاعلام ولا يراهم في الميدان وقد ظهروا بعد أن اقتربت ساعة الحسم. إنها شهادة مهمة وصادقة تستحق كما قلنا التحية قبل التحليل. muradezzelarab@hotmailcom