أصبح ستيف بانون محط اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية, عقب توليه منصب كبير المستشارين الاستراتيجيين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب, وتصف وسائل الإعلام بانون بأنه العقل المدبر للرئيس الأمريكي, وذراعه اليمني والرجل الذي يضع الرؤية السياسية للبيت الأبيض. وكان ستيف بانون(63 عاما) الرئيس التنفيذي للحملة الانتخابية لترامب. ولكي يتولي ذلك المنصب في الحملة, كان علي بانون أن يستقيل من رئاسة موقع بريتبارت نيوز الإخباري, وهو موقع محافظ يعتبر من أكبر الداعمين لترامب. وظهرت بصمات بانون سريعا في البيت الأبيض; فقد شارك بانون في كتابة خطاب التنصيب للرئيس ترامب, وكان دوره بارزا في الأمر التنفيذي الذي انسحبت بموجبه الولاياتالمتحدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي, وأمر بإعادة هيكلة مجلس الأمن القومي, والأمر التنفيذي المتعلق بالهجرة. وسيكون من ضمن مهام بانون حضور الاجتماعات الاعتيادية الخاصة بالأمن القومي, في حين تم إبعاد رئيس أركان الجيوش ومدير الاستخبارات الأمريكية اللذين لن يحضرا اجتماعات المجلس, إلا في حال كانت المواضيع التي يتم التطرق إليها تعنيهم. وعلي اثرها قالت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في رسالة علي تويتر هذا جنون مطبق. بعد أسبوع من الجنون. الرجل يتعرض لهجوم ضار من الديمقراطيين فيزعمون, أن بانون, يحكم الولاياتالمتحدة من وراء الكواليس ويطلقون عليه الرئيس بانون!, وأن الكثير من الرؤساء الأمريكيين أحاطوا أنفسهم بمستشارين بارزين وبعض أولئك المستشارين كانوا محل اشتباه في أنهم المحركون للسياسات الفعلية للبيت الأبيض من وراء الكواليس, لكن لم تشهد الولاياتالمتحدة قط مساعدا سياسيا يتحرك علي هذا النحو العجيب لتوطيد سلطته مثل بانون, وأنه خصص شبكة بريتبارت الإخبارية, التي كان يديرها, كمنصة لتحريض اليمين, بين أفراد المجتمع الأمريكي في مواجهة وسائل الإعلام التقليدية التي تفقد تدريجيا ثقة الجمهور وقد فعل الشيء نفسه مع حملة ترامب الانتخابية, ويكرر الآن الأمر نفسه مع البيت الأبيض. ويعتبر اليساريون ومؤيدو الحزب الديمقراطي بانون من أقطاب اليمين البديل هؤلاء الذين يتحدثون عن واقعية عرقية وينفون عن أنفسهم تهمة العنصرية, إذ هم حين يدعون إلي الاعتزاز الأبيض يسعون فحسب إلي منح الأبيض ما هو للتو متحقق للأسود والأسمر, حيث إنه لا حرج للأفارقة الأمريكيين مثلا من تشكيل الجمعيات الخاصة بهم, والجامعات المقتصرة علي طلابهم, في حين أن الفعل نفسه مدان ومثير للاستهجان إذا أقدم عليه البيض. فالمجتمع الأمريكي من وجهة نظرهم مفروز عرقيا, فيما النظام السياسي, بفعل الخبث والطمع, يعمد إلي الاعتداء علي الخصوصية البيضاء. ويعزو بانون الهجوم الاعلامي عليه وعلي الرئيس ترامب الي إن إعلام الشركات الكبري وإعلام العولمة الذي يناهض السياسات الاقتصادية القومية للرئيس ترامب, وانه يتوقع تفاقم العداء مع وسائل الإعلام لإصرار ترامب علي المضي قدما في تنفيذ تلك السياسات, وهذا هو سبب افتخاري به. ويري بانون أن حزب دافوس( نسبة الي منتدي دافوس) أضعف الأسس الأخلاقية وان الرأسمالية الإنسانية تم استبدالها برأسمالية متوحشة جلبت الأزمة المالية. واستبدلت الديمقراطية القومية بشبكة من النخب الدولية لرأسمالية المحاسيب واستبدلت الفضيلة التقليدية بالإجهاض. كما يجري إحلال الدول القومية السيادية بمنظمات متعددة الأطراف وسيئة الحظوظ مثل الاتحاد الأوروبي. وحدد بانون ثلاثة محاور لسياسة ترامب هي الأمن القومي الذي يبدأ بتأمين الحدود, والقومية الاقتصادية, وتفكيك الجهاز الإداري للدولة. وأمله أن يتمخض عن كل هذا نظام سياسي أمريكي جديد. خبير في الشئون السياسية والإستراتيجية