قام منذ أيام رجال القوات المسلحة البواسل بعملية عسكرية شاملة, وصفت بأنها الأكبر منذ حرب تحرير سيناء عام73, تمكنت فيها من القضاء علي العناصر الإرهابية التي كانت تتمركز بجبل الحلال, معقل الإرهابين الأول والأكبر بسيناء, وقد أمكنها بفضل الله وتوفيقه, ثم بشجاعة الرجال وحسن الإعداد المسبق لها, من أن تنجح في مهمتها بصوره ادهشت الكافة, وقد قيلت روايات كثيرة عن أعداد الإرهابيين الذين تم التعامل العسكري معهم وتصفيتهم او القبض عليهم, وعن جنسياتهم المتنوعه ونوعية وكمية السلاح المضبوط معهم وأدوات الاتصال عالية التقنية, وكلها أقرب للحقيقة, ومع بقاء هذا الجبل علي حاله.. وفي ظل الحرب الإرهابية الشرسة التي تستهدف مصر ويتدخل فيها أطراف عدة بهدف إسقاط الدولة وتفكيكها كما حدث لدول إلي الجوار منا, فلا نستبعد أن يعاود الإرهابيون احتلال هذا الجبل مرة أخري, وخاصة أنه يوفر لهم ملاذا آمنا ونقطة انطلاق مناسبة للقيام بعمليات إرهابية جديدة. ويمتد الجبل لنحو60 كم من الشرق إلي الغرب, ويرتفع نحو1700 متر فوق مستوي سطح البحر ويقع ضمن المنطقة ج, وتتكون أجزاء من الجبل من صخور نارية وجيرية ورخام ومناجم فحم, وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية, ففي وديان تلك الجبال تنمو أشجار الزيتون وأعشاب أخري مفيدة. ويمتلئ الجبل الذي يشكل امتدادا لكهوف ومدقات أخري فوق قمم جبل الحسنة وجبل القسيمة وصدر الحيطان والجفجافة وجبل الجدي, بمغارات وكهوف وشقوق يصل عمقها أحيانا إلي300 متر. يقع تحت سيطرة قبيلتي الترابين والتياهة تقريبا النصف بالنصف, وهي المسئولة أمام الدولة عن حماية جبل الحلال وقد بدأت شهرة الجبل في أكتوبر2004, بعد تفجيرات فندق هيلتون طابا, وقد تكررت الأحداث عام2005 بعد تفجيرات شرم الشيخ التي استهدفت منتجعا سياحيا بجنوب شبه جزيرة سيناء; واتهمت نفس العناصر والجماعات في تلك العملية, وقيل إنهم لجأوا إلي جبل الحلال للفرار من الشرطة, وبعد الهجوم علي الجنود المصريين في رفح في رمضان2012, والذي راح ضحيته16 ضابطا ومجندا مصريا, تضاربت الأقوال عن هوية منفذي تلك العملية, إلا أنها سببت رد فعل مصريا قويا تمثل في عملية عسكرية كبيرة, ويقال بإن عناصر( تنظيم ولاية سيناء) المعروفة سابقا بأنصار بيت المقدس يحتمون داخل كهوف في جبل الحلال. لذلك نتساءل إلا يعد تدمير جبل الحلال بالكامل, مغنما كبيرا لها, حيث سيتم القضاء نهائيا علي أهم وأكبر بؤرة إرهابية بها, شريطة ان يتم مسبقا إنشاء مدينتين سكنيتين حديثتين مكتملة المرافق لتوطين قبيلي الترابين والتياهة بهما, وبذلك نساعد علي إحداث التنمية بسيناء ورحمة سكان الجبل من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشون في ظلها, واستغلال ثرواته الطبيعية استغلالا اقتصاديا يعوض تكاليف التدمير, ويمكن لمصر لكسب التأييد الدولي أن تقوم بحمله إعلامية عالمية مسبقة تعلن فيها عن هدفها النهائي منها وهو المساعدة علي القضاء علي الإرهاب, مع العمل علي استجلاب المساعدات الخارجية من الدول التي لا تزال تكتوي بناره, مساعدات مادية وتقنية تساعدها في عملية التدمير, ومصر تقدر علي هذه العملية فقد قضت علي المقاومة المسلحة به وسبق لقواتها ان قامت بإعجاز عسكري كبير حين نجحت في تدمير خط بارليف, والذي قدر الخبراء العسكريون وقتها ان تدميره يحتاج لقنبلة ذرية علي الأقل, والظن ان ذلك العمل سيحظي بتأييد شعبي وإقليمي ودولي كاملين, وبالطبع لن تعترض إسرائيل رغم وقوع الجبل في المنطقه ج المحظور الوجود العسكري المصري فيها, ورغم أن موافقتها تلك ضد مصلحتها, وإلا أن رفضها يكشف عن حقيقة سياساتها بالمنطقة الداعمة للإرهاب وعدم استقرار دولها وإعاشتها في توتر دائم يستنزف مواردها وطاقاتها.