من عجب أنه في الوقت الذي يتعرض فيه مبني ماسبيرو التاريخي وكل العاملين فيه لحملة ممنهجة, يقودها أفراد لحساب جهات غير معلومة تهدف الي القضاء علي هذا الكيان الذي شكل وعي ووجدان أجيال عدة منذ نشأته عام1960, تأتي قناة ماسبيرو زمان لترد علي حاملي معاول الهدم وتؤكد أن العيب ليس في ماسبيرو وانما في العقول المتحجرة التي ترفض أن تولي الجهاز الضخم المثقل بالهموم والأعباء وأيضا الموظفون, فرصة للخروج من كبوته الاقتصادية, فماسبيرو الذي كان يسيطر علي سوق الإعلان داخليا وعربيا بات الآن يستجدي الإعلان بفعل تغول الشركات التي وجدت للأسف دعما في أوقات سابقة من مسئولين داخل المبني, وقبل البكاء علي حال ماسبيرو الآن, علينا أن نقدم التحية لصاحب الفكرة البراقة بتقديم نماذج من الأعمال الخالدة التي قدمتها الشاشة الفضية في سنواتها الاولي, والتحية موصولة لصاحبة القرار الإعلامية القديرة صفاء حجازي رئيسة مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون التي وافقت علي إطلاق تلك القناة التي ترد علي المنتقدين والمشككين, ماسبيرو زمان, ومن جهتي مدين بالفضل لكل من ساهم في ظهور هذه القناة الي النور, اذ تعلقت بها الي حد الإدمان, فبعض ماتقدمه يذكرني بأيام خوال كانت الثقافة هي العنوان الابرز لأبناء جيلي ومن سبقني من اجيال, جاءت ماسبيرو زمان لتعيد تذكيرنا بالقيم الإعلامية من خلال وجوه المذيعات والمذيعين الذين لم يتلونوا لمجرد ظهورهم علي الشاشة, ولم يتأثروا بالنجومية وتميزوا بالبساطة والثقافة والهدوء, فكان الناتج اعلاما هادفا يعلم المتلقي ويوسع مداركه, كان التلفزيون ومعه الاذاعة وهنا وجب ايضا تقديم التحية للسيدة نادية مبروك رئيسة الاذاعة علي بث برامج ماسبيرو زمان علي شبكة البرنامج الثقافي صباح كل يوم حتي الثالثة عصرا, وفيها فنون العمل الاذاعي التي تبني فكرا وتشكل وجدانا وتثري حوارا وتحفظ تراثا, وكم تمنيت لو ان الجيل الجديد الذي ذهب الي وسائل التواصل الاجتماعي التي للأسف الشديد تبدد القيم بزعم الحرية في التعبير, وتسفه الأفكار من خلال التعليقات المفتوحة دون وازع اخلاقي او قانوني, وتنشر معلومات غالبيتها ليس له مرجعية, فضلا عن إسهامها في التعدي علي اللغة العربية من خلال لغة الشات المستحدثة أو الفرانكوآراب التي تقحم كلمات أجنبية في النصوص العربية أو وضع حروف بدلا من كلمات عربية, لذا تأتي ماسبيرو زمان قناة وشبكة لتعيد تشكيل الوجدان لمن شاء ان يشب علي التنوير الحقيقي والقيم الاصيلة والثقافة الثرية, ويكفي ان نستمع إلي قال الفيلسوف او علي الماشي أو كلمتين وبس أو إلي ربات البيوت ومع الأدباء الشبان وساعة لقلبك وطريق السلامة ولغتنا الجميلة وشاهد علي العصر وغيرها من البرامج, الي جانب برامج قناة ماسبيرو زمان من الألف إلي الياء أو اثنين علي الهواء واخترنا لك وعلي فين وكاتب وقصة وعالم البحار وعالم الحيوان والعلم والايمان وغيرها من البرامج والمسلسلات الاجتماعية الهادفة التي افتقدناها منذ عرفت مسلسلات المخدرات والجريمة طريقها الي الشاشة حتي في رمضان, ما احوجنا لهذه النوعية من البرامج وما احوجنا للعودة الي القيم والاخلاق والثقافة, بل وما احوج مذيعينا الان إلي التعلم من خلال متابعة أداء جيل الرواد من المذيعين والمذيعات, التعلم من كل شيء من الجلسة وطرح الاسئلة والانصات للضيف, نعم هي فرصة تاريخية لمن اراد ان يتعلم ليطور أداءه ويحقق نجومية حقيقية.