أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي علي أهمية الحفاظ علي سيادة الدول التي تشهد أزمات وصون مقدرات شعوبها والحفاظ علي مفهوم وكيان الدولة الوطنية, والحيلولة دون انهيار مؤسساتها حتي يمكن استعادة الاستقرار بالشرق الأوسط, وهو ما يتطلب العمل علي التوصل لتسويات سياسية والمضي قدما في جهود بناء وإعادة إعمار الدول التي تشهد نزاعات. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس وفدا من مجلس النواب الأمريكي برئاسة النائب الجمهوري دانا رورباخر رئيس اللجنة الفرعية لشئون أوروبا وأوروآسيا والتهديدات الناشئة ومؤسس مجموعة أصدقاء مصر بمجلس النواب, في حضور سامح شكري وزير الخارجية حيث جري استعراض أخر المستجدات علي الصعيد الإقليمي وسبل التعامل مع الأزمات القائمة بالمنطقة. وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي علي استمرار جهود مصر الهادفة لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. منوها إلي ما سيوفره التوصل إلي حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من واقع جديد يسهم في تدعيم الاستقرار بالمنطقة. وأفاد السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن الرئيس رحب بوفد مجلس النواب الأمريكي. مشيدا بما يقوم به النائب دانا رورباخر وغيره من الأعضاء من جهود من أجل تدعيم وتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولاياتالمتحدة. وأكد الرئيس في هذا الإطار علي ما يربط بين البلدين من علاقات قوية ومتشعبة وامتدادها علي مدي عقود طويلة, معربا عن تطلع مصر للعمل علي الدفع قدما بالتعاون الثنائي مع الولاياتالمتحدة خلال المرحلة المقبلة, وتعزيز التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الزخم إلي العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات. وأضاف المتحدث أن أعضاء الوفد الأمريكي أكدوا خلال اللقاء علي أهمية العلاقات المصرية الأمريكية, وأعربوا عن دعمهم لكافة المساعي الرامية لتنميتها وتطويرها علي مختلف المحاور خلال الفترة القادمة, ولاسيما عقب تولي الرئيس الأمريكي الجديد مهام منصبه رسميا. كما عبروا عن تطلعهم لزيارة الرئيس السيسي المرتقبة إلي واشنطن, مشيرين إلي ما ستمثله تلك الزيارة من فرصة جيدة للتباحث تفصيليا حول سبل الارتقاء بالعلاقات وتعزيز أطر التشاور والتنسيق بين الجانبين. وأكد أعضاء الوفد الأمريكي في هذا الإطار علي ما تمثله مصر من شريك مهم للولايات المتحدة, مشيدين بجهودها علي صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف وما تتبناه مصر من سياسة فعالة وجادة في هذا المجال. وقد تطرق الرئيس في هذا الصدد إلي الجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب, سواء علي الصعيد الأمني أو من خلال الأبعاد التنموية والثقافية والفكرية, وخاصة عن طريق تصويب الخطاب الديني وتفنيد الأسانيد المغلوطة التي تستغلها التنظيمات الإرهابية لنشر فكرها المنحرف. وأشار إلي ضرورة عدم التفرقة بين التنظيمات الإرهابية واتباع منهج موحد إزاءها, بالإضافة إلي تعزيز الجهود الدولية من أجل وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين, فضلا عن التصدي لاستخدام تلك التنظيمات للمواقع الإلكترونية ووسائل الاتصال الحديثة للترويج لمنهجها الإجرامي. واستعرض أعضاء الوفد الأمريكي خلال الاجتماع ما عقدوه خلال زيارتهم لمصر من مقابلات مع مسئولين مختلفين وإطلاعهم خلالها علي تطورات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية, حيث أشادوا في هذا الصدد بالقرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها خلال الفترة الماضية في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي. بالإضافة إلي الجهود المبذولة لترسيخ مفهوم المواطنة, معربين عن تفاؤلهم بمستقبل مصر وثقتهم في تحقيقها التنمية الشاملة المنشودة.