مثلما كان الختام في2016 لهما وجها لوجه, تأتي البداية لهما وجها لوجه في عام2017 عندما تتجه أنظار90 مليون مصري في البلاد وملايين العرب في مختلف الدول لمتابعة الكلاسيكو المرعب والمخيف والأروع والأقوي المرتقب بين الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي بطل الدوري ونظيرة الزمالك بطل الكأس في ستاد محمد بن زايد علي لقب بطل كأس السوبر المصري لعام.2017 والأجواء هنا في أبوظبي أصبحت مصرية- مصرية وسط مباركة كريمة من الشعب الإماراتي وأصبح لسان حال المواطن الإماراتي المحب والعاشق لمصر بشكل عام والأهلي والزمالك بشكل خاص هو ترديد عبارة تحيا مصر في كل مناسبة فهو يرغب في متابعة كلاسيكو مرعب ومثير يليق بالقدرات الفنية الكبيرة التي يملكها لاعبو الفريقين بالإضافة إلي الحضور الجماهيري كامل العدد المرتقب في المدرجات, بالإضافة إلي عنصر ثالث وأهم وهو مشاهدة الابتسامة المستمرة في شفاه شقيقه المصري الذي عاش أجواء مثالية لشهر كامل كان فيها المنتخب الوطني الأول بطل الصباح والمساء في كأس الأمم الإفريقية. الجميع ينتظر كلاسيكو2/3 قمة الليلة أصبحت قمة استثنائية للشعب المصري في ظل إقامتها لثاني مرة في غضون3 سنوات في الإمارات فلا أحد ينسي قمة2/3 في2015 وهذه المرة وسط حضور جماهيري لن يقل عن25 ألف متفرج وهو معدل كبير جدا مقارنة بسعة الإستاد وكذلك تقام من خلاله قمة للفريقين في حضور جماهيري. وتعتبر مواجهة الليلة قمة حقيقية يتوقع لها الخبراء أن تكون بالغة الإثارة في ظل حاجة فريق للفوز علي حساب آخر ووجود لقب هو الأول في موسم2017/2016 يذهب في صالح أي من القطبين في صراعهما الشرس والساخن منذ عقود طويلة. وتشير الأجواء هنا في أبوظبي, إلي كلاسيكو وديربي ساخن جدا وملتهب في ظل الصراع التاريخي بين الناديين وتوافر كل مقومات التألق وتقديم وجبة كروية دسمة بين أغلي لاعبي الكرة المصرية واللذين يمثلان نحو50% من قوام المنتخب الوطني الأول لكرة القدم الحائز علي المركز الثاني والميدالية الفضية في بطولة كأس الأمم الإفريقية. التكتيك ثابت والتغيير وارد قبل أسابيع قليلة وتحديدا في29 ديسمبر الماضي كان آخر لقاء للفريقين معا وجها لوجه في الدور الأول للدوري الممتاز وانتهي بفوز أهلاوي بهدفين دون رد كاد معها محمد حلمي المدير الفني للزمالك أن يخسر مكانه قبل أن يجري تجديد الثقة به بتغييرات واسعة في جهازه ودعمت في نفس الوقت وجود حسام البدري علي رأس الإدارة الفنية للأهلي. ويسعي حسام البدري إلي تحقيق أول لقب في ولايته الثالثة مع القلعة الحمراء تزيد من قوته ومكانته بعد إنهاء الدور الأول للدوري الممتاز متصدرا بدون خسارة في17 مباراة. ويلعب حسام البدري دائما بطريقة1/3/2/4 التي تعد طريقته المفضلة منذ توليه تدريب الأهلي حتي في فترات غياب لاعبين كبار مثل عبدالله السعيد ووليد سليمان ومؤمن زكريا عن تشكيلته الأساسية, وهي طريقة يراهن فيها علي الضغط المتقدم وكذلك التأمين الدفاعي ب6 لاعبين علي الأقل في المنطقة الدفاعية والهجوم ب5 لاعبين علي الأقل. في المقابل تعد المباراة حاسمة في رحلة محمد حلمي المدير الفني للزمالك الذي خسر قمة الدور الأول في الدوري ولا بديل أمامه سوي الفوز لحسم كل اللغط المثار حول مستقبله في النادي الجيزاوي الكبير والبقاء لما بعد العودة من الإمارات, وكان حلمي يعتمد في الدور الأول علي طريقة1/3/2/4 أو1/2/3/4 ولكنه تعرض لضغوط كبيرة وقت تجديد الثقة به إلي ضرورة الرهان علي رأسي حربة منذ البداية خاصة أن الزمالك أنفق أكثر من15 مليون جنيه لشراء حسام باولو ومن قبله أحمد جعفر واستعارة ستانلي أوهويتشي من وادي دجلة بخلاف تجديده لعقد باسم مرسي هدافه الأول في الموسمين الماضيين. الأحمر والأبيض.. معركة المهارات الخاصة ويدخل كل فريق لقاء الليلة في ظروف متشابهة جدا, كلاهما لديه لاعبون مجهدون جدا مثل عبدالله السعيد وأحمد فتحي وأحمد حجازي في الأهلي وطارق حامد وعلي جبر في الزمالك بسبب مشاركتهم بصفة أساسية في كأس الأمم الإفريقية, وكل فريق يفتقد ورقة رابحة في صفوفه فالأهلي خسر خدمات نجمه الكبير مروان محسن المهاجم الأول في مصر المصاب بقطع في الرباط الصليبي علي هامش الكان والزمالك يغيب عنه قائده وملهمه الأول والذي برز بشكل جيد في الجولات الختامية للدور الأول محمود عبدالرازق شيكابالا المغضوب عليه من محمد حلمي بسبب أزمة الجلوس بديلا في لقاء القمة الأخير في الدوري للزملكاوية. قوة الأهلي داخل الملعب لها أسلحة واضحة ومعروفة تبدأ من خط وسطه حيث يتواجد به أهم مجموعة يراهن عليها باستمرار حسام البدري في حسم النتيجة لصالحه ويتصدرها عبدالله السعيد31 عاما صانع الألعاب الأبرز وأفضل لاعبي مصر في عام2016, والذي تعد نقطة ضعفه الوحيدة هي حالة الإرهاق البدني التي يعيشها أسوة بزملائه الدوليين, ومعه يبرز أسماء أخري قادرة علي صناعة الفارق بالنسبة للأهلي ما بين محوري ارتكاز يمتاز بالابتكار والقدرة علي غلق المساحات بالإضافة إلي اللعب الهجومي وهما حسام غالي كابتن الفريق وحسام عاشور إلي جانب الحاوي وليد سليمان32 عاما والذي يمثل العقل المفكر في الكثير من الأحيان وأيضا يبرز في الصورة مؤمن زكريا28 عاما هداف الجيل الحالي في لقاءات القمة أمام الزمالك برصيد4 أهداف وصاحب الكعب العالي في مواجهة المرمي الأبيض. ويمتاز الأهلي بمهاجم نيجيري فرض نفسه نجما في الدور الأول وسجل5 أهداف وهو النيجيري جونيور أجايي الذي بات المهاجم الأول بعد إصابة مروان محسن إلي جانب زميله الإيفواري سليماني كوليبالي الوافد في الميركاتو الشتوي من الدوري الأسكتلندي والذي يأمل مسئولو القلعة الحمراء أن ينجح في سد فراغ رحيل الجابوني الموهوب مليك إيفونا. في المقابل, يملك الزمالك عناصر قوية ورابحة يراهن عليها ولكنها أكثر فردية مقابل جماعية رائعة يمتاز بها الأهلي وتلك الأوراق والعناصر هي القوة الضاربة التي يأمل محمد حلمي المدير الفني أن ينجح في أن تحدث الفارق في لقاء القمة وتمنحه أول لقب له مع النادي. ويتصدر هؤلاء أيمن حفني31 عاما صانع الألعاب الموهوب الذي خضع لعلاج مكثف وتدرب مرتين فقط علي أمل التواجد ضمن التشكيلة الأساسية بالإضافة إلي النيجيري ستانلي أوهويتشي الذي يجمع بين مهارتي صانع الألعاب ورأس الحربة ومحمد إبراهيم24 عاما صانع الألعاب المميز والعائد من إصابة طويلة ويسعي في تدشين بداية قوية له هذا العام إلي جانب مصطفي فتحي22 عاما الولد الشقي في التشكيلة وصاحب الهدف الجميل في مرمي الأهلي بنهائي كأس مصر الموسم الماضي والذي كان في طريقه إلي الرحيل. ويملك الزمالك خط دفاع قوي يضم الثنائي المميز علي جبر28 عاما ومحمود حمدي الونش23 عاما واللذين برزا بشدة في الدور الأول ويدخل اللقاء ولديه ورقة قد يكون لها دور كبير في اللقاء وهو حسام باولو35 عاما رأس الحربة الوافد من سموحة السكندري. إكرامي والشناوي.. صراع ما بعد الكان ولكل فريق مشكلة فنية كبيرة يسعي إلي إيجاد حلول لها تتمثل في عدم جاهزية حارس مرماه بما يهدد فرصته في حسم النتيجة إذا ما غاب التوفيق عنه, فالأهلي يعاني من غياب شريف إكرامي33 عاما المتألق بشدة في الدور الأول عن المباريات لأكثر من شهر بسبب جلوسه بديلا لعصام الحضري في كأس الأمم الإفريقية بخلاف معاناته من إصابة هناك, في المقابل يعاني الزمالك من المشكلة بشكل مزدوج, فأحمد الشناوي26 عاما حارس المرمي الأساسي غائب عن المباريات منذ17 يناير بعد إصابته برفقة المنتخب الوطني في لقاء مالي وكذلك نفس الحال بالنسبة إلي بديله محمود عبدالرحيم جنش29 عاما حارس المرمي الثاني الذي غاب عن المباريات سواء بجلوسه بديلا للشناوي في ديسمبر الماضي بالدوري ثم التوقف عن المباريات الرسمية بسبب إيقاف المسابقات لظروف مشاركة المنتخب الوطني. والحديث عن أزمة حراسة المرمي أمر هام في ظل كون شريف إكرامي في الأهلي وأحمد الشناوي من أهم الأوراق التي يراهن عليها وراهن عليها بالفعل الفريقان في الموسمين الماضيين بالإضافة إلي النصف الأول من عمر الدوري الممتاز. الصفقة الهجومية حلال أم حرام هل الصفقة الجديدة حاسمة؟ سؤال يطرح نفسه بقوة أيضا علي كلاسيكو الليلة في ظل امتلاك الفريقين ورقتين بالغتي الأهمية في الهجوم تكبدت خزينتي الأهلي والزمالك أرقاما مالية ضخمة من أجل استقدام صاحبها في الميركاتو الشتوي في يناير الماضي. والجماهير الأهلاوية تتمني متابعة صفقة إفريقية سوبر بطلها الإيفواري سليماني كوليبالي الوافد من الدوري الأسكتلندي في صفقة تخطي سعرها ال15 مليون جنيه رسوم انتقال بخلاف ما يحصل عليه اللاعب في فترة ارتدائه القميص الأحمر, ونال سليماني كوليبالي ضجة كبيرة في ظل التعاقد معه بعد إصابة مروان محسن المهاجم الأغلي في تاريخ النادي بالرباط الصليبي وتأكد غيابه عن الملاعب ستة أشهر كاملة إلي جانب تعويض الفراغ الذي يعيشه الأهلي منذ6 أشهر بعد قرار إدارة النادي بالموافقة علي بيع نجمه الجابوني مليك إيفونا إلي تيانجين الصيني وهو النجم الأبرز في هجوم الشياطين الحمر خلال الموسم الماضي. في المقابل تراهن جماهير الزمالك علي صفقة لها شعبية وتاريخ مميز رغم تقدم سن صاحبها وهو حسام باولو35 عاما هداف الدوري المصري في الموسمين الماضيين برفقة الداخلية ثم سموحة السكندري واللاعب الوحيد في مصر الذي سجل أكثر من40 هدفا في عامين فقط وهو صفقة أثارت جدلا كبيرا في الميركاتو الشتوي بعدما ضمه الزمالك من سموحة مقابل7 ملايين جنيه حيث هناك من أيد الصفقة في ظل تألق باولو الرهيب في الموسمين الماضيين وتفوقه علي نفسه في تحد رهيب وبين منتقد للصفقة في ظل تقدم سن اللاعب والتخوف من أن يؤدي في الزمالك لمجرد الختام الجيد في كرة القدم ضمن ناد كبير. وتأمل جماهير الفريقين الأهلاوية أو الزملكاوية في أن يكون هناك دور حقيقي لسليماني كوليبالي في الأهلي وحسام باولو في الزمالك في حسم النتيجة لصالح أي من القطبين. ويبقي في النهاية العنصر الأهم وهو الملعب ستاد محمد بن زايد الذي يحتضن اليوم كلاسيكو ساخنا في الملعب ومثيرا في المدرجات تنتظر مصر كلها أن تكون بداية رائعة وأسطورية وخيالية لحالة التوحد الجماهيري الذي عرفتها مصر من خلال المشاركة الرائعة والموفقة للمنتخب الوطني في الجابون بمنافسات كأس الأمم الإفريقية وفي نفس الوقت, حيث كانت الملايين تحتشد في الشوارع حاملة الأعلام المصرية لمتابعة اللقاءات الواحد تلو الآخر في رحلة الفراعنة من البداية وحتي المباراة النهائية.