حلمت بالفارس الذي يأتي علي حصانه الأبيض.. ينتشلها من حياة الفقر.. ولم لا ومثلها وأقل منها جمالا من نجمات السينما يحظين بالزواج السعيد الذي يملأ حياتهن فرحا وسعادة. تعرفت الفتاة ذات ال17 عاما علي أحد الشبان من الذين يجيدون مراوغة الفتيات والتسكع في الشوارع بعد أن وقعت في شباك كلامه المعسول فكان يطرب آذانها بكلماته الجميلة فهي جوليت زمانها وهو روميو العصر جاء ليخطفها علي حصانه, فاستجابت لدعواته وظنت أنه سيحقق أحلامها المراهقة. وكأي شاب يستسهل الطريق الحرام بعد أن وجد الفتاة لقمة سائغة بين فكيه وبعد أن تأكد أن مشاعر الحب قد اخترقت قلبها وتمكنت منه, عرض عليها الزواج عرفيا لكنها ترددت في البداية إذ شعرت أن ذلك الزواج خيانة لأسرتها التي لا تستحق منها لكن إبليس الحب شدد من نسج خيوط الغزل والغرام. عندما تأكد الشاب منها وفر سكنا في إحدي المناطق العشوائية بالقاهرة ليكون مخدعهما, ومع ذلك لم تدرك المراهقة أن ذلك السكن مؤشر واضح علي أنه ليس بقدر الغني الذي صوره لها..تجاهلت عقلها وانزلقت في حبها... ألحت عليه الفتاة بعد فترة برغبتها في تحقيق حلمها بارتداء الفستان الأبيض أمام الجميع ودون خجل من أحد فوعدها بتحقيق ذلك في أقرب فرصة بعد أن يدبر أموره المالية جيدا خاصة أن عمله يكفيه بالكاد لدفع إيجار الشقة. مرت شهور وتحرك جنين في أحشائها فسعدت بحملها كأي زوجة, ورأت في ذلك تعزيزا لروابط العلاقة بينهما, إلا أن الزوج كان له رأي آخر فقد تنكر لجنينها وابتعد عنها وطلب منها إجهاضه إلا أنها رفضت.. عاشت الأم مع ابنتها في بيت أسرتها الذين شملوها بالعطف والحنان وعلي مدار4 سنوات حاولت الأم أكثر من مرة تسجيل البنت باسم أبيها, لكنها عانت من صعوبة في استخراج الأوراق الرسمية, ولم تعد تحتمل معايرة الناس لها فجلست تفكر وهداها شيطانها أن تتخلص من أعز ما لديها وأن تنتقم من نفسها ومن زوجها. كان اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة إخطارا من المقدم شادي مكارم رئيس مباحث الخليفة بالعثور علي جثة طفلة بمنطقة المقابر بالسيدة عائشة بناء علي بلاغ من رجل وزوجته ويتهمان ابنتهما بارتكاب الجريمة, وبالانتقال والفحص عثر علي جثة طفلة3 سنوات ترتدي ملابسها كاملة وعليها آثار خنق. أمر اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بتشكيل فريق بحث لضبط مرتكب الواقعة, أشرف عليه العميد هشام قدري رئيس قطاع الجنوب, وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة أمها بسبب عدم اعتراف والد الطفلة بها وعدم قدرتها علي استخراج شهادة ميلاد لها وبإعداد الأكمنة تم القبض عليها وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة وأضافت أنها كانت قاصرا وعمرها17 عاما عندما تزوجت من والد الطفلة منذ4 سنوات وعندما أنجبت طفلتها رفض زوجها تسجيلها باسمه ولم تستطع استخراج أي أوراق لها فقامت بالتخلص منها وإلقاء جثتها بمنطقة المقابر.