أتت إلينا شاحبة الوجه وقرأنا في عينيها قبل أن تتكلم الكثير من الهموم وبعد أن أنهت حديثها معنا علمنا سر الشحوب وحقيقة ما تعانيه من هموم. اسمها سماح عنتر السيد عمرها31 سنة ربة منزل تقيم بمدينة طوخ بمحافظة القليوبية ويعولها زوجها ولها ابنتان تبلغ احداهما من العمر9 سنوات والأخري3 سنوات. تبدأ حكاية سماح حينما وضعت ابنتها الأولي عام2002 حيث أصيبت بعد ولادتها بآلام في عضلات القدم وتم حجزها بمعهد ناصر في25 أغسطس من العام نفسه وهناك تم تشخيص الحالة علي أنها التهاب اعصاب طرفي وعليه أمر الطبيب طارق المنيسي الأستاذ بطب الأزهر ورئيس قسم الأعصاب بالمعهد باعطائها جرعات من الكورتيزون للعلاج لتفاجأ بعد مدة من العلاج بأنها أصيبت بارتفاع السكر وضغط الدم بشكل مزمن ثم أصيبت بعدها بالتهاب خلوي شديد بالقدم اليسري لتدخل بعد ذلك علي جهاز التنفس الصناعي بمعهد ناصر وتم تشخيص حالتها من الطبيب نفسه بعدها بانها مصابة بالتهاب في العضلات وأمر بعمل فصل بلازما ثلاث مرات نتج عنها أن تم اجراء جراحة لها بالصدر لاستئصال الغدة الثمبوسية المسئولة عن تنشيط الأعصاب والعضلات بالجسم. دخلت سماح بعدها في سلسلة من العمليات الجراحية وعددها7 عمليات شملت استئصال كل من الزائدة والمرارة وعمليتين للبواسير بالاضافة إلي اجراء جراحة تحت الابط الأيسر لحدوث امفزيما بالرئة وجراحة لأخذ عينة عصب من كعب القدم اليسري وبعدها حدث أن حملت سماح في ابنتها الثانية ونتيجة لتدهور حالتها تم تولديها ولادة قيصرية في شهرها الثامن واجرت عملية لربط المبايض. تحكي سماح مأساتها وهي تبكي: لقيت نفسي بتحصل لي حاجات غريبة مرة أحس بعدم انتظام في الرؤية وبدأت تجيلي تشنجات ورحت اتابع حالتي في المعهد اللي قضيت فيه8 سنين ونص من عمري فوجئت اني كمان مصابة بتليف في الكبد وعندي اضطرابات بكل الأجهزة الحيوية بجسمي وحالتي بدأت تسوء يوم عن يوم وجوزي اضطر انه يقدم علي اجازة من المدرسة اللي بيشتغل فيها مدرس علشان يتفرغ لورشتين لصناعة الأحذية تمتلكها اسرته علشان يكفينا في المصاريف. ومع تدهور حالتها, ارتأت سماح بعد نصائح العديد من أقربائها وأطباء بمعهد ناصر أن تلجأ إلي أي طبيب أو مستشفي خارج المعهد لتوقيع الكشف عليها والوقوف علي حالتها بالضبط لكنها قبل ذلك توجهت إلي مكتب د. طارق المنيسي رئيس قسم الأعصاب بالمعهد والمشرف علي علاجها للحصول علي تقرير طبي بحالتها, الا انها فوجئت كما روت سماح بمعاملته لها بشكل مهين كما انه رفض التجديد لعلاجها الشهري وحاولت مقابلة د. بهاء أبو زيد مدير معهد ناصر لكنه طردها من مكتبه ونصحها حينها نائب المدير بالبحث عن واسطة كي تستطيع مقابلة مدير المعهد وأجري مكالمة تليفونية لمدير العيادات وقال له: هابعتلك الحالة اللي عليها مشاكل بتاعة سماح اعمل لها تشخيص غير التشخيص بتاعها وتصنعت سماح بأنها فرحت بهذا التشخيص وحصلت عليه وأصرت علي مقابلة مدير المعهد واعلنت اعتصامها امام مكتبه لكنه غادر المعهد من الباب الخلفي وفشلت في مقابلته. لجأت سماح إلي كل الجهات حيث أرسلت مذكرة إلي وزارة الصحة ولم يتم الرد كما قدمت شكوي إلي نقابة الأطباء حيث أرسل د. حمدي السيد نقيب الأطباء خطابا إلي مدير معهد ناصر يطلب فيه احالتها لاحد الاخصائيين كي تحصل علي تقرير يشخص حالتها الصحية نظرا لتعرضها لمشاكل صحية تحت اشراف د. طارق المنيسي وأن تشخيصه لم يكن صائبا والتي أشر عليها مدير المعهد بكتابة المعهد للعرض علي استشاري الأمراض العصبية بالعيادة للتكرم بمناظرة الحالة والافادة بما يلزم, إلا أن د.طارق عوني استشاري الأمراض العصبية رفض اصدار تقرير بحالتها لانه سيكون تأكيدا علي التشخيص غير الصائب لها مما نتج عنه أن أنهي تعاقده مع المعهد وترك العمل به. حررت أسماء محضرا رقم9534 لسنة2010 قسم الساحل بتاريخ2010/10/5 وثقت فيه رحلتها مع اهمال معهد ناصر وتم استدعاء د. طارق المنيسي المشرف علي علاجها 2010/10/20 والذي أدعي ان سماح أتت إلي المعهد في2002/8/25 مصابة بشلل رباعي رخوي مع ضعف في عضلات التنفس وأنه بفحص عينة من العصب بالميكروسكوب بمستشفي عين شمس التخصصي في2002/9/15 كانت النتيجة ثبوت اصابتها بالتهاب في الأعصاب الطرفية وخرجت من مستشفي الأعصاب في2002/9/22 تحت بند خروج تحسن ثم دخلت المستشفي مرة أخري في2003/11/12 بقسم العناية المركزة محولة من مستشفي الزهراء الجامعي تعاني من ضيق شديد في التنفس وخلل في وظائف التنفس ووضعت علي أجهزة التنفس الصناعي وتم عمل الفحوصات اللازمة وظلت تحت العلاج بالعناية المركزة حتي تحسنها وخروجها بتاريخ2003/11/27 وصعودها إلي قسم الأعصاب لتخرج من المستشفي بتاريخ2003/12/4 خروج تحسن ثم دخلت إلي قسم جراحة الصدر بالمستشفي تحت إشراف د.أشرف هلال لاجراء عملية استئصال للغدة الثمبوسية بتاريخ2004/1/11. إلا أن سماح كما ورد علي لسان المنيسي بالمحضر أصيبت بصعوبة في التنفس واختناق شديد حتي تم تركيب انبوبة حنجرية ووضعت أسماء علي جهاز التنفس الصناعي بالعناية المركزة بمستشفي الأعصاب ثم خرجت بعد التحسن( خروج تحسن) دون عمل العملية وذلك بتاريخ2004/4/18 ثم دخلت المستشفي مرة أخري في2004/5/24 بقسم جراحة الصدر لاستئصال الغدة الثمبوسية واجريت العملية في2004/5/26 وبعد اجراء تحليل الباثولوجي تبين وجود ورم نشط بتلك الغدة وهو نفس النشاط الخاص بمرض وهن العضلات وظلت سماح بالمستشفي حتي خرجت خروج تحسن في2004/6/14. ثم دخلت إلي المستشفي في2004/11/25 إلي قسم الجراحة العامة لاستئصال المرارة نتيجة التهاب حصوي مزمن بالحويصلة المرارية ثم دخلت المستشفي يوم2008/4/10 إلي قسم النساء والولادة لمعاناتها من ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل ثم تم حجزها في قسم الباطنة في2010/7/12 لارتفاع نسبة السكر في الدم. والغريب انه حينما اجرت سماح الفحوصات اللازمة بمعامل تحاليل خارجية ثبت عدم اصابتها بأي مما ذكره المنيسي في المحضر والذي تسبب في اجرائها لأكثر من عملية جراحية,كما حصلت سماح من المعهد علي تقرير طبي مناقض تماما للتقرير الذي يصر المعهد علي صحته والذي وصفه نقيب الأطباء في احد خطاباته لمدير المعهد بأنه غير صائب. كما كشفت سماح عن تعرضها لعدد من محاولات التهديد سواء من خلال الهاتف أو من خلال محاولة مهاجمتها مرتين احداهما بواسطة سيارة ملاكي سوداء والأخري بواسطة دراجتين بخاريتين وأثبتت ذلك في محاضر رسمية. ونحن نضع هذه الواقعة بين يدي. د أشرف حاتم وزير الصحة للنظر فيها وإنصاف سماح بواقع ما تحتفظ به من مستندات.