آمال واهداء ومحمد ثلاثة زهور بريئة افترس المرض أجسادهم الهزيلة, أفقد الأولي بصرها والثانية كليتها والثالث النطق.. ورغم المعاناة إلا أن وجوههم لم تفقد الأمل! الزهرة الأولي آمال عبد الجواد علي عمرها13 سنة تلميذة بالصف الثاني الاعدادي بالمعهد الأزهري بابو غنيمة مركز سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ.. منذ ست سنوات كانت تعيش حياتها كزميلاتها, كانت في الصف الرابع الابتدائي, عادت الي البيت ذات يوم بعد انتهاء اليوم الدراسي وهي تعاني من ارتفاع درجة حرارتها وتتقيأ وتشعر بصداع رهيب, طافت أمها بها علي الاطباء لكنهم لم يستطيعوا تشخيص حالتها بالضبط, بعضهم قال إنها مريضة بتلوث في الدم وبعد فشل كل المحاولات لعلاجها طلب طبيب آخر إجراء أشعة مقطعية علي المخ حتي كانت المفاجأة الصدمة: الطفلة المسكينة مصابة بورم سرطاني في الجيوب الأنفية. الأم ذهبت بطفلتها الي العيادة الشاملة في طنطا فطلبوا منها اجراء أشعة بالرنين المغناطيسي, استدانت الأم950 جنيها ثمن الأشعة, بعدها ذهبت معها الي مستشفي ابو الريش وتم حجزها لمدة شهر تابع خلاله الأطباء حالتها ثم بعد ذلك حولوها الي معهد الأورام... في عام2005 فقدت البصر ولم تعد تستطيع أن تري شيئا لأن الورم ظل يضغط علي العصب البصري فجعله يضمر, وانتشر الورم السرطاني في الوجه كله, تمكن الاطباء من محاصرة الورم والقضاء عليه كما أخبروا والدتها لكنهم قالوا لها: لا أمل في عودة البصر إليها الا بمعجزة من السماء! الأم لا تدري ماذا تفعل.. فلديها4 بنات أخريات والأب يعمل باليومية, وكل أملها أن تتمكن ابنتها من استكمال تعليمها فهو سلاحها وهو عينها التي ستري بها.. المشكلة أن الأم لا تملك القدرة علي تدبير تكاليف الدراسة رغم أن أبنتها تذاكر في المنزل علي يد خالها, وتؤدي امتحاناتها شفويا وجميع معلميها يشفقون عليها.. لكن استمرارها في الدراسة يستلزم الكثير من المصروفات... فماذا تفعل أسرتها ؟ أما إهداء فمشكلتها محيرة اكثر من آمال.. اسمها إهداء سعد محمد عمرها5 سنوات والدها أيضا عامل زراعي باليومية في عزبة ابو عيد بمركز سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ, لها ثلاث شقيقات اكبر منها اعمارهن13 و10 و8 سنوات, المشكلة أنها اصيبت بالسرطان في الكلي منذ عام و8 شهور فاضطر الاطباء الي استئصال كلية افترسها الورم الخبيث, لكن الورم لم يرحم الكلية المتبقية فهاجمها, العلاج الآن مجرد مسكنات والحل كما قرره الاطباء هو زرع كلية, فطلبوا من والدتها أن تتبرع احدي شقيقاتها بكليتها لكن لصغر سنهن وضعف أجسامهن لم تصلح احداهن للتبرع بكليتها لشقيقتها المسكينة, الحل كما اقترحه الاطباء هو تبرع شخص اخر بكليته, لكن المحير في الأمر هو أنه حتي اذا تبرع أحد بالكلية المطلوبة فلا أحد يجزم بأنها لن تتعرض هي الاخري لهجوم السرطان الذي لم يرحم دموع إهداء, لكن الأمل لا يفارق أسرتها فالمعجزة يملك الله وحده تحقيقها ليكتب النجاة لإهداء! نأتي الي الزهرة الثالثة, اسمه محمد سلامة رشاد الكاشف عمره6 سنوات أبوه محصل أتوبيس بسيط طلق الأم عندما كانت حاملا في وحيدهما لكنه يدفع النفقة الشهرية بدون انتظام في محكمة الاسرة وتبلغ قيمتها100 جنيه الآن انكسر عليه الف جنيه لظروفه الصعبة فراتبه بسيط وهو مريض بالكلي, الأم تحصل علي معاش المطلقات الذي يبلغ85 جنيها المنتظر زيادتها إلي100 جنيه لا تكفي ثمن الحفاضات التي يحتاجها محمد, فهو مولود بثقبين في القلب وكهرباء زائدة بالمخ ومصاب بتبول لا ارادي ولا يتحكم في الإخراج ولا يستطيع النطق أو الكلام, الأمل الوحيد أمام أسرته حتي يلحق بقطار التعليم هو أن يتكلم, نصحهم الاطباء بإلحاقه بوحدة التخاطب بمعهد السمع والكلام لكن المشكلة المالية تقف لهم بالمرصاد فهو يحتاج الي أشعات علي القلب والمخ كل6 شهور ويحتاج الي مصاريف للعلاج في معهد السمع والكلام,..فماذا تفعل والدته وجده العامل البسيط في مصنع بسكو مصر بمركز اشمون بالمنوفية ؟ قصص الزهور الثلاث نهديها إلي المسئولين بوزارة الصحة والتأمين الصحي, ولأهل الخير والمتبرعين للوقوف بجانب أسرهم حتي يتجاوز الصغار المحنة ويعيشوا كأقرانهم.