كشف الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن الانتهاء من إعداد الرؤية الجديدة لنظام القبول بالجامعات والمعاهد العليا مشيرا إلي انه سيتم تطبيقها حال اعتمادها بصورة تدريجية علي مدي السنوات الثلاثة المقبلة. وقال الوزير خلال لقائه المفتوح أمس بجمهور معرض الكتاب في الندوة التي نظمتها الأهرام المسائي, والتي أدارها المفكر الدكتور حسن أبوطالب مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام إن الرؤية الجديدة تحقق جودة العملية التعليمية ومخرجاتها مشيرا إلي أنه لن يتم افتتاح أية كلية جديدة إلا إذا كانت تتوافق مع الخطة الاستراتيجية قائلا لن نوافق علي إنشاء كليات نظرية جديدة بالصورة التقليدية الموجودة في الكليات الحالية وسيتم عرض أي طلب لإنشاء الكليات الجديدة علي لجنة تم تشكيلها من واضعي الاستراتيجية والبعض زعل بسبب كلامي لكني لن أخون لبلد لإرضاء البعض. واستعرض الوزير هم ملامح الخطة الاستراتيجة لتطوير المنظومة التعليمية والبحثية قائلا: الدستور ينص علي مجانية التعليم وكلنا حصلنا علي فرص تعليم مجاني وسيستمر ذلك بل وسنتوسع فيها لكن يجب أن نفكر في تدبير موارد لتحقيق ذلك ويجب أن يحصل علي الفرص من يستحقها وليس معقولا أن يكون التعليم مجرد رفاهية وما ينفعش اعلم كل هذا العدد وفي الآخر مايشتغلوش بما تعلموه ولا توجد دولة في العالم الآن مسئولة عن توظيف خريجيها بل يكون الخريج مؤهلا لسوق العمل ومتطلباته واحتياجاته. وأضاف: لدينا حاليا33.6% نسبة استيعاب الجامعة للطلاب في الشريحة العمرية18 22 سنة ولابد من تقليل تلك النسبة علي أن يتم في مقابل ذلك زيادة عددهم في منظومة التعليم التكنولوجي وزيادة القدرة الاستيعابية للتعليم التكنولوجي وهذا يعني زيادة المؤسسات التعليمية حتي نصل إلي النسبة المقررة في خطة التنمية المستدامة وهي40%, كما أننا في حاجة إلي مليون فرصة تعليم جديدة في هذا النمط الجديد من التعليم التكنولوجي. وأوضح الوزير أن الاتجاه لإنشاء16 فرعا لجامعات دولية في العاصمة الإدارية الجديدة مدروس بعناية شديدة وسيكون خارج الأطر الحالية لإنشاء الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية ووفقا لاتفاقيات دولية تضمن للدولة عدم الخروج عن الإطار والاتفاقات أو زيادة المصروفات بصورة مبالغ بها علي غرار ما حدث في الجامعة التي يحكمها قانون خاص مستطردا, الجامعة الأمريكية عندما رفعت المصروفات علي أبنائنا المصريين لم أملك السلطة علي إجبارها علي خفض هذه المصروفات لكن كانت لدي القدرة علي أخذ أولادي منها ففتحت لهم باب التحويل بسرعة الي الجامعات الخاصة وفي غضون48 ساعة تم تخفيض المصروفات. وأضاف الوزير: أن منظومة التعليم العالي في مصر تشكلت خلال ال60 عاما الماضية بما فيها من ايجابيات وسلبيات ولا يستطيع أحد أن يحتكر الإيجابيات فقط مؤكدا أنه عندما تولي الوزارة وجد فيها قدرا من عدم الانتظام ولدينا خريجون بدون وظائف ووظائف بدون خريجين وكانت هناك خمس محافظات لاتوجد بها جامعات فوضعنا خططا عاجلة وافتتحنا جامعة العريش لتصبح الجامعة الحكومية رقم24 وخلال العام الجاري نعمل علي افتتاح جامعة مطروح وهناك24 جامعة خاصة وفي طريقنا لإنشاء6 جامعات ستخرج من رحم الجامعات الحكومية وهي جامعة عين شمس وبنها وأسيوط وقناة السويس والزقازيق لافتا إلي أن الجامعات الحكومية تستوعب65% من نسبة الطلاب بينما الجامعات الخاصة تستوعب أقل من5%. وأشار الي أن هناك2.7 مليون طالب داخل منظومة التعليم العالي وهذا الرقم يشمل كليات جامعة الأزهر ولايجوز أن تستمر علي نفس النمط ولابد من تعديل الهيكل وتعديل قدراته الاستيعابية والاتجاه بأعداد ونسب أكبر للتعليم التكنولوجي وإنشاء الحضانات العلمية لافتا إلي إنه تم الانتهاء من إعداد التشريعات اللازمة لتمكين الجامعات الحكومية من تسويق منتجها البحثي والدخول في شراكات مع الصناعة لتحويل الأبحاث إلي مشروعات تطبيقية لأن في الدول المتقدمة في البحوث الطبيقية يتم تمويل الجانب الأكبر من الابحاث عن طريق الصناعة في أمريكا مثلا تمول الصناعة البحث العلمي بنسبة92% بينما عندنا العكس الدولة هي من تمول النسبة الأكبر. وقال الشيحي إن التعليم التكنولوجي أقرب لسوق العمل ونحن في حاجة إلي هذا النوع من التعليم الآن ولابد من تخرج خريجين تنتظرهم فرص العمل وليس خرجيين ينتظرون المقاهي ليجلسوا عليها. ولفت الوزير إلي أنه سيتم في ديسمبر المقبل افتتاح4 معاهد جديدة في التعليم التكنولوجي يتم فيها تخريج طلاب تنتظرهم فرص العمل في مجالات الطاقة وتصنيع السيارات ويستطيع الطالب فيها أن يتقاضي راتبا من اليوم الأول من التحاقه بهذا النوع من التعليم مستطردا: إنه لا يمكن أن يستمر التعليم بالسبورة والقلم في ظل ثورة التكنولوجيا الهائلة ولابد من تشجيع القطاع الخاص والجمعيات الاهلية في بناء منظومات تعليمية جديدة. قال الدكتور وزير التعليم العالي والبحث العلمي, إن54% من خريجي الهندسة من المعاهد العليا للهندسة, وكل عام يخرج لنا31 الف مهندس ينضمون الي سوق العمل ناتجين من91 مؤسسة تمنح شهادة هندسية, وهؤلاء الخريجون مختلفون في الجودة. وردا علي سؤال حول رفض نقابة المهندسين ضم بعض خريجي جهات معتمدت من التعليم العالي قال إن كل من حصل علي بكالوريوس هندسة واعتمدته وزارة التعليم العالي لابد أن تعتمده نقابة المهندسين وإذا رفضت ضمه يعتبر غير قانوني والنقابة بدأت بشكل منفرد بوضع شروط لضم خريجي معاهد الهندسة, وأنا أخبرتهم بأن كل اللي بتعملوه سينتهي بالفشل اذا لم تتعاونوا مع وزارة التعليم العالي وننسق سويا من أجل تنظيم هذا الشأن. ومن جانبه اقترح الأستاذ علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام المسائي إنشاء جامعات تختص فقط بالعلوم الطبية للاستفادة من الكوادر الكثيرة وغير الفعالة في كليات الطب الكبري مثل طب قصر العيني.