لا أعتقد ان شيئا يجعلنا نشعر بالسعادة في المرحلة الحالية سوي مباراة كرة يكون منتخبنا الوطني طرفا فيها, وبالفعل كلنا نشعر بالسعادة ونحن نتابع انجازات المنتخب في امم افريقيا وستزداد سعادتنا الليلة بالتتويج والفوز بالكأس وتتويج انجازات المنتخب في الجابون. - منذ عامين تقريبا كنا نحسد أشقاءنا بالامارات عند اعلان وزارة للسعادة وبالطبع كنا نعاني الارهاب والفساد وتدني حالة المشروعات والانقسامات في تعاملاتنا مع بعض والاهتمام بالسياسة واكاذيبها. - نشعر بالسعادة ونحن نتابع مباراة مشفرة علي مقهي او امام شاشة عريضة في مركز شباب, وكنا نأمل ان تكتمل سعادتنا والحكومة والجهات المسئولة تنقل لنا مباريات منتخبنا علي الاقل بتليفزيون بلدنا الرسمي. - نشعر بالسعادة ونحن نتابع المنتخب وسط اسعار مرتفعة وحالة اقتصادية صعبة حتي الجهات المسئولة والقابضة علي سعادتنا والمقيدة لفرحتنا تسعد معنا فلا نزيح تعديات مقهي علي الرصيف ولا نتصدي لمظاهرة بالاعلام في شارع ولانوقع مخالفة علي سارينة سيارة او نسجل مخالفة مرورية لاخري تخترق الاشارة تعبيرا عن فرحة فوز منتخبنا. - نشعر بالسعادة في اي مباراة حتي لو كنا الاقل اداء ويهمنا النتيجة والصعود لدور لاحق ونتغني بلاعبينا. - اليوم علي موعد مع الفرحة والسعادة الاكبر وان كانت المهمة ليست سهلة ولكن حظوظنا اقوي لان نفوز بالكأس الافريقية الثامنة ونسافر لروسيا لنلعب مع الكبار في كأس العالم للقارات وتلك سعادة لاحدود لها تعطينا الامل في التأهل للمونديال ونحن الاقرب له عن باقي المنتخبات الافريقية وتلك قمة السعادة. لا أعتقد ان الدولة ستخصص حقيبة وزارية للسعادة لان احوالنا مازالت صعبة والفساد مازال في تزايد والبرلمان لايجلب لنا سعادة في التشريعات والوزارات كلها مفاسد, فلااعتقد ان الدولة سيكون لها رؤية في وزارة للسعادة وايضا لايتوافر لدينا الشخصية التي من الممكن ان تحمل حقيبة السعادة لان الوزراء يأتون من أهل الثقة وليس من اهل الكفاءات وبالتالي لن نشعر بأي سعادة من الأساس. مادمنا نتكلم عن السعادة فان السعداء لدينا فئات معينة تتصدر المشهد وتعيش حياة الاثرياء ولاعلاقة لها بازمة مواصلات او تدني خدمات او ارتفاع اسعار او بطالة في افرادها او محاسبة علي تجاوزاتها: - السعداء هم نواب برلمان ورجال اعمال ومستشارو وزارات وامناء شرطة وموظفو محليات ومهندسو احياء ورجال الغرف التجارية ومفتشو التموين واعضاء النقابات بكل أنواعها ومقدمو برامج الفضائيات الخاصة ورجال الجمارك والقضاة ورجال السلك الدبلوماسي واصحاب المدارس الخاصة والموظفون في البنوك والبترول والكهرباء ومديرو المشتريات وموظفو التموين ووكلاء الوزارات بكل انواعها وكل من يعمل في الحقل الرياضي بالاتحادات والاندية ومناطق الكرة ومديريات الشباب والرياضة والفنانون هم فقط السعداء والبقية في منتهي التعاسة وهم العائق امام تخصيص وزارة للسعادة. الخبثاء يرون انه في حالة تخصيص وزارة للسعادة, فالوحيد المناسب لها هو عصام الحضري حارس مرمي المنتخب الوطني فالفئات السعيدة هللت ورقصت له مع البسطاء والغلابة والتعساء ولكن ننتظر الليلة ونشوف. عموما نحن سعداء بما تحقق للمنتخب ولن تنقص سعادتنا حتي في عدم التتويج باللقب الليلة أمام الكاميرون في نهائي الأمم الإفريقية.