أكون أو لا أكون.. هكذا أصبحت مصر كلها تتحدث عن فريقها الأول لكرة القدم, منتخب البلد, وهو يخوض مواجهة أخري بالغة الصعوبة بملاقاة بوركينافاسو علي ملعب العاصمة دانجو ندجي مع دقات التاسعة مساء اليوم في الدور قبل النهائي لمنافسات كأس الأمم الإفريقية الحادية والثلاثين لكرة القدم. وتعد مباراة الليلة عنق زجاجة بالنسبة إلي الفراعنة لا بديل فيها عن الفوز من أجل مواصلة المشوار نحو الحلم الكبير وهو حصد لقب بطل كأس الأمم الإفريقية للمرة الثامنة وإعادة ذكريات سيناريو1998 حينما ذهب المنتخب إلي بوركينا فاسو غير مرشح للفوز ولكنه نجح في العودة إلي مصر بالكأس وكان من أبرز محطاته في المسيرة وقتها الفوز علي بوركينافاسو بهدفين دون رد في نصف النهائي. وبعد19 عاما يدخل جيل جديد عدا عصام الحضري حارس المرمي البديل في نسخة1998 حلما كبيرا الليلة لا بديل فيه عن الفوز من أجل حصد تأشيرة التأهل إلي المباراة النهائية والإبقاء علي أحلام90 مليونا في مشاهدة منتخبنا بطلا. الأسلحة القوية في الجماعية يدخل هيكتور كوبر المدير الفني المواجهة وهو يراهن بقوة علي أكثر من عنصر في حسم النتيجة وتحديدا عنصر المهارات الفردية لدي لاعبيه يتقدمهم محمد صلاح أيقونة هذا الجيل المحترف في روما الإيطالي وعبد الله السعيد ومحمود عبدالمنعم كهربا وهو الثلاثي المنتظر أن يتحمل الكثير من المهام الهجومية. وتشكيلة المنتخب الوطني وطريقة اللعب ظلت حائرة حتي كتابة هذه السطور في ظل الغيابات العديدة التي يعاني منها الفريق فهناك من يدعو لتكرار طريقة النصف ساعة الأخيرة من مواجهة المغرب والدفع بمثلث مكون من تريزيجيه وكهربا وصلاح خلف أحمد حسن كوكا رأس الحربة, ومن خلفهم عبد الله السعيد وطارق حامد كمحوري ارتكاز, فيما هناك من يري الدفع بلاعب وسط مدافع مثل عمر جابر المحترف في بازل السويسري أو إبراهيم صلاح بجوار حامد علي أن يستمر السعيد في مركزه الأصلي كلاعب وسط مهاجم بجانب صلاح وتريزيجيه وكلها خيارات مفتوحة إلي آخر لحظة من جانب كوبر الذي أصبح معتادا علي إجراء تغييرات مفاجئة في طرق اللعب والتشكيلة في آخر لحظة خاصة بعد صدمات نزيف الإصابات الذي يلاحق لاعبيه يوما بعد يوم في البطولة. في المقابل يدخل المنتخب البوركيني المواجهة مع مدربه باولو دوراتي المدير الفني البرتغالي ولديه أكثر من عنصر يراهن عليه في حسم اللقاء من خط دفاع قوي برز به باتريك مالو وبكاري كونيه وكابوري أو وسط سريع ويضغط علي المنافس بكل قوة عبر نكولوما وكوليبالي وتراوري وهجوم يجيد التسجيل من ألعاب الهواء والمرتدات, ويعتمد باولو دوراتي المدير الفني علي طريقة لعب1/3/2/4 ويتنوع تكتيكه ما بين اللجوء إلي الهجمات المرتدة ودفاع المنطقة أو الاندفاع المبكر والحصول علي الاستحواذ داخل منطقة الوسط علي الكرة والضغط المرتفع. وأهم ما يميز دوراتي امتلاكه دكة بدلاء قوية يمكن الاستعانة فيها بأكثر من لاعب لترجيح كفته مثل أريستد بانسيه رأس الحربة الذي سجل له هدفا قاتلا في مرمي تونس وأحدث انقلابا في سير اللقاء عندما جري الدفع به في الشوط الثاني وحول التعادل السلبي إلي فوز غال وانتزع بطاقة التأهل للدور المقبل. صلاح هنا وتراوري هناك المواهب الفردية متوافرة بقوة في الفريقين, فهناك نجم مصري كبير مع كل مباراة مرشح لحسم الموقعة بسهولة لصالح الفراعنة وهو محمد صلاح24 عاما هداف روما الإيطالي وورقة كوبر الرابحة المنتظر أن يتعرض لرقابة لصيقة من جانب دوراتي الذي يعتبره مفتاح الفراعنة برفقة زميله عبد الله السعيد النجم الثاني في التشكيلة المصرية, ولكن في المقابل تملك بوركينا فاسو ورقة شابة ورابحة في التشكيلة وهو بيرتراند تراوري مهاجم أياكس أمستردام الهولندي والذي يعد أمل المستقبل في السنوات المقبلة بالنسبة إلي الخيول وهو لاعب سريع ويجيد التسجيل من ألعاب الهواء وكذلك السرعات الكبيرة في الهروب من الرقابة ومن بعده يظهر المخضرم أريستد بانسيه32 عاما البديل القوي في الهجوم الذي ظهر بمستوي جيد في الفترة الأخيرة ومن الجيل الذهبي لبوركينا فاسو. ويبقي الأمل في مباراة اليوم لدي90 مليون مصري في مواصلة المنتخب ولاعبيه وكوبر سيناريو خطف الانتصارات والحفاظ علي نظافة الشباك للمباراة الخامسة علي التوالي والتأهل بعد غياب دام7 سنوات إلي نهائي كأس الأمم الإفريقية في رحلة الثامنة الغالية للكرة المصرية.